لطالما استهويت العلاقة بين الايمان او القناعة او العقيدة او الفكر وبين التطبيق العملي لها على ارض الواقع. كنت وما زلت استغرب حين يكون الاول مفصولاً عن التطبيق وكأنهما عالمان منفصلان لا علاقة بينهما.
للأسف نشهد هذه الايام ان كثيرين من المسيحيين المؤمنين من الطوائف المختلفة يعيشون كأنهم في كوكب ثاني – بعيد كل البعد عن دعوة الله لهم لشعبهم.
فان الرب قد وضعنا لهدف خاص في بقعة ارض خاصة وخلقنا كعرب نعيش في اسرائيل بين شعبنا الفلسطيني . ان هدف الرب من ذلك هو ان نبارك شعبنا ودولتنا.
ولكن ما نجده على ارض الواقع هو مؤمنين يرتادون كنائسهم ويظهر انهم يعرفون الكتاب المقدس غير انهم يعيشون في عزلة وغربة عن شعبهم. فالرب طلب منا ان نكون ملحاً ونوراً (متى 5: 13-14) وطلب ان نفرح مع الفرحين ونبكي مع الباكين (رومية 12: 15).
ان فرح شعبنا العربي الفلسطيني (في اسرائيل وخارجها) يتمثل بالمساواة ونهاية الاحتلال. حزنه يزيد كلما زادت خطية التهميش والتفرقة والعنصرية.
رغم ذلك نجد ان كثير من المؤمنين ورغم الادعاء بطاعة وصايا الرب ولكنهم يقصون انفسهم عن هم شعبهم وفرحه فيتصرفون باستعلاء وبغربة عن الشعب الذي وضعهم الرب فيه. لن تستطيع ان تخدم شعبك وتقوم بوصية الرب لك تجاهه دون ان تحبه. ولن تقدر ان تحبه دون ان تشعر معه في مآسيه وتحدياته وتفرح بفرحه.
لا يتوجب على كنيسة الرب ان تكون جسم غريب في جسد هذا الشعب فالجسم الغريب مصيره الاستئصال. كنيسة الرب تحمل الحق ورسالة الحياة وهي بمثابة مضاد حيوي ومكانها في قلب الشعب . لقد جاءت لتبقى وتغيّر وليس ان تستأصل.
© 2015 COME and SEE | RSS | Contact Us | Who Are We
Developed By: Yafita | Design By: Tony Bathich