• التصويت - وليس اي تصويت - كواجب مسيحي - بطرس منصور
التصويت - وليس اي تصويت - كواجب مسيحي - بطرس منصور


المؤمن المسيحي الحقيقي يوجه نظره للسماء ويسعى للعيش بقداسة على الارض حتى وقت انتقاله من هذا الحياة. لكن دعوته المسيحية تحتم عليه الا ينعزل ويتقوقع بل ان يأخذ دوره في المجتمع كجندي صالح ليسوع المسيح. ان دوره في الحياة لم ينته بل على العكس .عليه التأثير بمبادئ الملكوت على مجتمعه. يريدنا الرب ان نكون ملحاً ونوراً وان نصلي "لتكن مشيئتك"، "ليأتي ملكوتك"...- انه يريدنا ان نسعى لتغيير مجتمعنا لكي يقترب ، ولو قليلاً، لمبادئ الرب واسس الملكوت.
هناك عدة وسائل للقيام بالتأثير المذكور. احداها هي عن طريق اختيار الاشخاص والسياسات الاقرب الى مبادئ الملكوت لكي تقود مدينتا ودولتنا. وقد وهبنا الرب امكانية التصويت في بلادنا وهي وسيلة للتأثير بحسب ما طلبه الرب . فمن هنا- فان التصويت ضروري لكل مؤمن مسيحي يريد اتباع الرب بامانة. عملاً بذلك – فان وسيلة التأثير على مجتمعنا وشعبنا والدولة التي نعيش فيها  تحتم علينا أولاً ان نقرر ان علينا التصويت في الانتخابات القادمة للكنيست والا نقاطع.
ان محاولة فحص مدى مطابقة المبادئ التالية على الاشخاص والقوائم المتنافسة يتطلب دراية وفهم ودراسة ومراقبة نهج الاحزاب وعملها (او قلة عملها) في الماضي.
ما هي المبادئ التي تحكم قرارنا لمن نصوت بما يناسب قيم الرب واسس الملكوت؟
1- التصويت لقوائم ذات اشخاص ذوي نزاهة شخصية ولم يكونوا متورطين في فساد. فمن هنا- فمن يظن ولو لوهلة بالتصويت لقائمة "اسرائيل بيتنا" (ليبرمان) وحتى دون الدخول في السياسات العنصرية لها- يجب ان يمتنع عن ذلك نظراً لتورطهم بالفساد.
2- التصويت لقوائم تنادي بالسلام وسعت له في الماضي. دعى الرب قائلا:" طوبى لصانعي السلام". الدعوة العامة للسلام من بعض الاحزاب ما هي الا
"رفع عتب" ويتوجب الا يضلنا اي شخص بذلك. من يؤمن بالسلام يتوجب ان يسعى له.
مثلاً: حزب الليكود رفض ويرفض السلام ويناور ليمتنع عن اية مفاوضات في سبيل تحقيقه.
3- التصويت لمن يحترم العرب ككل والمسيحيين بشكل خاص (ليس ككلام بل بالنوايا والفعل) ويدعم الحرية الدينية وحرية الضمير.
يسقط عدد كبير من الاحزاب الدينية والعنصرية واليهودية المتشددة.
4- التصويت لمن ينادي بالمساواة بالحقوق بين كافة فئات المجتمع وليس من يفضّل اليهود على العرب مثلاً او الرجال على النساء او الاغنياء على الفقراء.
الليكود و"هناك مستقبل" يفضلّون الاغنياء واليهود على العرب بشكل واضح واحزاب غيرها بشكل اقل وضوح. الاحزاب الدينية المتشددة تفضل الرجل على المرأة.

ما جاء اعلاه هو المبادئ الاساسية التي اراها ذات اهمية . يمكن اضافة معايير مهمة اخرى تساعد المؤمن المسيحي في التصويت للحزب الذي -على اساس مراقبة تصرفه في الماضي – يطابق اكثر من غيره لمبادئ الملكوت.
يتوجب الا يتم اختيار القائمة التي نريد ان ندعمها بالتصويت جزافاً ولكن يتوجب ملاءمة القرار بالتصويت لحزب او قائمة معينة لمبادئ الايمان .

هذا المقال وكل المقالات التي تنشر في موقع "تعال وانظر" هي على مسؤولية كاتبيها ولا تمثل بالضرورة رأي هيئة التحرير في الموقع