ارض اسرائيل/ فلسطين هما منبع مسيحيتنا وجذورها اليهودية. ابونا ابراهيم اتخذ الخليل ونابلس موطناً له. ايليا حارب آلهة البعل في الكرمل . داود ولد في بيت لحم ، مثله مثل يسوع الذي سكن الناصرة وصلب وقام في اورشليم.
انها الاراضي المقدسة- وكل شبر فيها يشير الى تاريخ حافل. لطالما كانت تلك البقعة الصغيرة هي محط انظار العالم واهتمام كنائس ودول وامبراطوريات بها ما فتأ يؤثر على سكانها.
يزور البلاد المقدسة مئات الآف المسيحيين من الحجاج كل عام ويسهل عليهم الارتباط عاطفياً بها نظراً للعلاقة الروحية بالأمكنة الجغرافية التي ترتبط بتكوين ايمانهم وهذا طبيعي.
هذه العلاقة مع الاراضي المقدسة تتخذ مؤخراً شكلاً جديداً ومتنامياً. اذ كثرت ظاهرة اقامة مؤتمرات مسيحية لآلاف الانجيليين الذين يوفدون الى الاراضي المقدسة وخاصة في القدس. وسبب ذلك هو أن اسم القدس يرتبط بعدة احداث مصيرية هامة في التاريخ المسيحي ومن هنا رمزيتها. فهي موقع الهيكل (العهد القديم) وموقع الصلب والقيامة والصعود ويوم العنصرة (العهد الجديد) وموقع رجوع الرب لجبل الزيتون في مجيئه الثاني ولاقامة الهيكل الثالث على جبل المريا قبله بحسب تفسير معين لسيناريو آخر الأيام (الآخرويات). فمثلاً يعقد في القدس مؤتمر عيد العرش الذي تنظمه السفارة المسيحية (وهي حركة سياسية صهيونية داعمة لاسرائيل)، مثله مثل حركة "الرجوع الى القدس" من منبعها في الصين التي تسعى الى ارجاع رسالة الانجيل الى القدس ومثلها حركة تجمع 822 (وهي حركة من الشرق الاقصى تعتمد زكريا 8:22 وتنتطر عمل انسكاب جديد للروح القدس في القدس) او حركة تفويض 21 الخمسينية الامريكية بالاساس التي تنوي اجراء مؤتمر يجمع آلاف من المؤمنين في القدس في آيار من هذا العام لطلب انسكاب جديد من الروح القدس.
هذه الظاهرة المتبلورة في الاراضي المقدسة (وبالقدس بالذات) تضع تحدياً امام سكان البلد من المسيحيين الانجيليين . اذ ان هذه الحركات تقيم المؤتمرات في القاعات الكبرى الباهضة والفنادق الفاخرة ويرافقها اجندة مسيحية صهيونية بالاضافة لهدفها الروحي الاساسي.
تستقطب هذه المؤتمرات انتباه وسائل الاعلام وكثيراً ما يكون ما تتناقله تلك عن المؤتمر محرجاً للكنيسة الانجيلية المحلية في الاراضي المقدسة من تفوهات مناصرة للدولة اليهودية.
تسعى هذه الحركات لتقريب الشخصيات الانجيلية المحلية العربية المرضي عنها لمواقفها اللاهوتية المندرجة مع المسيحية الصهيونية. فيقوم هؤلاء بتمثيل الكنيسة المحلية يداً بيد مع شخصيات من اليهود المسيانيين (المسيحيين) وهم اصحاب اجندة مسيحية صهيونية غير مساومة. وهكذا تؤدي هذه المؤتمرات باغراء المال وشراء الذمم عن طريق المال المنسكب فيها والخطاب المسيحي الصهيوني الى بلبلة وانسلاخ عن هم شعبنا وهمومه واحلامه.
لو جرت هذه المؤتمرات في بلاد اخرى لتجاهلنا الموضوع لكن حدوثها في بلادنا تتطلب رداً وموقفاً واضحاً منا يحافظ على شهادة الكنيسة المحلية وخدمتها بين شعوب البلاد وبالذات شعبنا العربي الفلسطيني.
© 2015 COME and SEE | RSS | Contact Us | Who Are We
Developed By: Yafita | Design By: Tony Bathich