دأت كلية بيت لحم للكتاب المقدس مؤخراً بالإعلان عن مؤتمر شبابي الأول من نوعه, يندرج تحت إطار المؤتمر المعروف "المسيح أمام الحاجز".
تحت اسم "الكوفية والصليب", وبتشديد مستمر ومتكرر على "يلاا معنا" !! ظهر مجموعة من الشباب والشابات في فيديو قصير يتكلّم عن رؤية هذا المؤتمر. فيه قاموا بتشجيع الشباب المسيحي الفلسطيني على أخذ دور فّعال كأتباع للمسيح في نشر العدالة والسلام من منظور كتابي. وشاهدنا صور متنوعة لشابة ترتدي الكوفية الفلسطينية قادمة من عدة أماكن مثل كنيسة المهد ومبنى كلية بيت لحم للكتاب المقدس لتُشجّع الشباب على المشاركة في هذا المؤتمر تحت شعار "يلا معنا"!!
لمتابعة جميع أخبار المؤتمر ومُشاهدة الصور والإعلان أنقر هنا: www.catcya.com .
ولمعرفة المزيد من التفاصيل حول "الكوفية والصليب", كان لموقع كلام الأول لقاءاً خاصاً مع الدكتور منذر اسحق مدير مؤتمر المسيح أمام الحاجز وأحد أعضاء لجنة المسيح أمام الحاجز- شباب.
ولادة فكرة "المسيح أمام الحاجز-شباب"...
أكد الدكتور اسحق أن فكرة "المسيح أمام الحاجز- شباب" ومؤتمر "الكوفية والصليب" جاء كنتيجة طبيعية لمؤتمر "المسيح أمام الحاجز" الذي تقوم به كلية بيت لحم للكتاب المقدس. والذي يهدف إلى طرح سؤال: "لو وقف المسيح اليوم أمام الحاجز الإسرائيلي الذي يرمز إلى الوضع الاقتصادي والاجتماعي السيئ, ماذا ستكون ردة فعله؟".
أراد مجموعة من الشباب المسيحي الفلسطيني أن يُناقشوا هذا الموضوع بالتحديد ولكن ليس بحوار مع الغرب, بل من خلال حوار داخلي محلي بين الشباب المسيحي الفلسطيني, مُتسائلين: "ما هي رسالة المسيح لنا؟"
ويُضيف الدكتور منذر: "شبابنا المسيحي يرغب وبشدة أن يكون له دور, وأن يشعر بأن إيمانه المسيحي يُقدّم له رسالة في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها في وطنه".
لماذا "الكوفية والصليب"؟
اختارت اللجنة التي تتكون من 11 شاب وشابة شعار "الكوفية والصليب", لكي يكون هناك حوار بين هويتنا الفلسطينية ورمزها "الكوفية", وهويتنا المسيحية ورمزها "الصليب". والسؤال الذي نطرحه هنا: هل هويتي الفلسطينية وهويتي المسيحية في تناقض؟ هل تُلغي الواحدة الأخرى؟ هل تؤثر الواحدة على الأخرى؟ هل تُعطيني هويتي المسيحية رسالة مُعيّنة لدوري كفلسطيني؟
المؤتمر عبارة عن حوار بين الكوفية والصليب. إيماناً منا بأن رسالة المسيح على الصليب تصل إلى كل ركن من أركان حياتنا. لأن في رأيي إذا لم يشمل صليب المسيح كل جوانب حياتنا بما فيها هويتنا القومية والوضع الاجتماعي والسياسي الذي نمر فيه, إذاً هناك مشكلة ونقص كبير في إيماننا المسيحي.
هدف المؤتمر...
"تشجيع الشباب المسيحي الفلسطيني على أخذ دور فعّال كأتباع للمسيح في نشر العدالة والسلام من خلال مناقشة التحديات السياسية والاجتماعية في مجتمعنا من منظور الكتاب المقدس".
تُركّز اليوم كنائسنا على بناء الكنيسة, لكن نحن نشعر بأن أهمية بناء المجتمع تساوي أهمية وقيمة بناء الكنيسة. هدف المؤتمر أن يشعر الشاب الفلسطيني بغض النظر عن مكان إقامته إن كانت في بيت لحم رام الله الناصرة حيفا أو غزة, بأن إيمانه يقوده إلى أخذ دور فعال في بناء مجتمعه.
أنا كمسيحي فلسطيني ليس علي فقط أن أكون منغلق على نفسي داخل جدران الكنيسة وأتكلم عن وطن سماوي, وعندما أخرج من الكنيسة لا أعرف كيف أعيش على الأرض.
نحن كمسيحيين نشعر في أنفسنا بأننا منعزلين وغير منتمين للوطن الذي نعيش بداخله. فتواجهنا تحديات عدة مثل الانتخابات, ومحاولات للضغط على شبابنا لتجنيدهم, وتحديد قوميتنا, والمقاطعة, ونبدأ بالتساؤل, هل يُعطيني إيماني رسالة فيما يتعلّق بهذه المواضيع؟ أم أن إيماني يمنعني من الانخراط في السياسة؟ لذلك هدف المؤتمر الأساسي هو مساعدتنا كمسيحيين فلسطينيين على أن نعيش خارج جدران الكنيسة.
وماذا عن فلسطينيي الداخل؟
نحن شعب واحد, لغتنا وثقافتنا وحضارتنا واحدة, وهويتنا واحدة, لكن تحدياتنا مختلفة. أنا كفلسطيني يعيش في بيت لحم أواجه الاحتلال الإسرائيلي على صورة جنود وحواجز. في حين أن الفلسطيني الذي يعيش في حيفا مثلاً يواجه تحدي العيش تحت ظل دولة تعامله كمواطن درجة ثانية وتشجعه على التجنيد. القاسم المشترك بيننا إضافةً إلى هويتنا الفلسطينية هو إيماننا بالمسيح.
وأكّد الدكتور منذر اسحق أن المؤتمر سوف يتطرق إلى التحديات التي يواجهها فلسطينيي الداخل بشكل أكثر تفصيلاً في ورشات العمل.
المواضيع التي سيتم تداولها في المؤتمر...
كما ذكرت سابقاً سيتطرق المؤتمر في أيامه الثلاثة لمواضيع شاملة ومتنوعة منها, دور المسيحي في المجتمع. وكيف تتفاعل هويتي المسيحية مع هويتي القومية؟ وسوف يكون هناك تشديد على التطرف الديني, ما هو ردي كمسيحي من التطرف الديني؟ مع التأكيد بأن هذا التطرف لا نراه فقط عند الإسلام, بل هناك تطرف يهودي وأحياناً مسيحي أيضاً. لو واجه المسيح اليوم هذا التطرف الديني ماذا سيفعل؟ مع العلم أن المسيح مات ضحية للتطرف الديني, ما هي رسالة المسيح للمتطرفين؟ ما هو موقفنا كمسيحيين من التطرف الذي نواجهه اليوم؟ ومواضيع عديدة أخرى سوف أتركها لأيام المؤتمر.
بين الكوفية والصليب والمسيح أمام الحاجز...
الكوفية والصليب من ناحية مُكمّل للمسيح أمام الحاجز ومن ناحية مُختلف. مُكمّل لأن لهما نفس الروح ونفس الفكرة, التي تطرح حوار بين الواقع والإيمان. ويختلف من ناحية الجمهور المستهدف, فالجمهور الرئيسي المستهدف في "الكوفية والصليب" هم الشباب الفلسطيني. كما يعتمد اللغة العربية, والمتكلمين جميعهم فلسطينيين. ويُعالج بشكل خاص مواضيع يمر فيها الفلسطيني بشكل يومي. بينما مؤتمر المسيح أمام الحاجز, يعتمد اللغة الإنجليزية ويُحاور لاهوت غربي مثل المسيحية الصهيونية التي تقصي الفلسطيني من أرضه ووطنه.
لجنة "المسيح أمام الحاجز-شباب"...
لجنة المسيح أمام الحاجز-شباب هي المسئولة بشكل مباشر عن مؤتمر الكوفية والصليب. وهي تعتبر نواة قابلة للتوسع والتضاعف لإشراك أكبر عدد ممكن من الشباب في تحديد مستقبل رؤية المسيح أمام الحاجز شباب.
المؤسسة التي تتبنى المؤتمر هي كلية بيت لحم للكتاب المقدس. لكنه أوسع من الكلية. فلجنة المؤتمر تتكون من 11 شاب وشابة وكل منهم يُمثّل كنيسة وجمعية مختلفة. هناك استقلالية في إدارة المؤتمر من قبل ال11 شاب وشابة. ولجنة المؤتمر تُديره بشكل كامل من ناحية أفكار ومتكلمين ومواضيع مطروحة. كنا حريصين من البداية على أن يُدار المؤتمر من قبل الشباب وأن يكون المتكلمين في أغلبهم شباب.
كلمة أخيرة...
أريد من الشاب المسيحي الفلسطيني أن يشعر بأن لديه رسالة قويّة لأنه مؤمن بالمسيح, وأن له دور يقوم به على هذه الأرض جنباً إلى جنب مع جيرانه. نحن لسنا فقط متفرجين ننظر إلى الصراع الذي يحدث, ومصيرنا متعلق بنتيجة هذا الصراع. بل نحن مُشاركين بدافع إيماننا ولنا دور ورسالة نقدمها.
أتحداهم أن يكون يسوع الذي يحملون اسمه هو مصدر دعوتهم وهويتهم في هذه الأرض. فإذا كنت تريد أن ترى إيمانك فعّال ومُثمر هذا هو المؤتمر الذي تبحث عنه. ربما لن نستطيع أن نُجيب عن كل أسئلتك التي تسألها, لكن سوف نبدأ بالبحث عن الأجوبة والحوار معاً.
قد يكون هناك اختلاف في الآراء في المؤتمر, واختلاف في الرؤية. ولكن الأهم أن نتكاتف معاً كمسيحيين فلسطينيين, وأن نطرح أسئلتنا معاً, ونُرنم معاً, ونصلي معاَ, ونتفاعل معاً, ونبحث معاً على أجوبة لهذه التحديات التي نواجهها كل يوم.
تعالوا لكي نبحث معاً على إجابات مسيحية لتحديات المجتمع والوطن الذي نعيش فيه, وأتحداكم أن يكون إيماننا فعال وليس فقط إيمان جاف وجامد. "يلا معنا".