منذ عدة اشهر يشن موقعان على الانترنت بالانجليزية تابعان لمجموعتين من اليهود المسيحيين حملة مسعورة ضد جمعية مصالحة ومديرها الدكتور سليم منيّر. وكان حرى بنا تجاهل الموقعين وقد عُرفوا بميولهم اليمينية المتطرفة وعقائدهم اللاهوتية المهرطقة (اذ يغازلون الفكر الرافض لالوهية المسيح). لكن مؤخرا نجحا في بث سمومهما فيما يتعدى اوساطهم المغلقة المتقوقعة في غيتو " العالم كله لا سامي ويكرهنا". ففي مقال في احد الموقعين اجريت مقابلات مع عدد من رعاة الكنائس اليهودية المسيانية وقرأنا اقتباساتهما في هجوم شرس ضد مصالحة والدكتور سليم. وقد برز من بينهم راعيان لكنيستين يهوديتين هما آفي مزراحي من تل ابيب وهو يقيم علاقات كثيرة مع خدام انجيليين عرب وايضاً مينو كاليشار من القدس.
الاول- تبجح بلقاءه بخوري التجنيد جبرائيل نداف واوضح انه يؤيد نداف بشكل مطلق! اما كاليشار فقال انه يثق ان نداف يعرف خطة الله لاسرائيل وان من يباركها سيباركه الرب! بالمقابل ذكرالراعيان بوضوح انهما لا يؤيدان جمعية مصالحة... يبدو بوضوح ان المد السياسي اليميني ضرب جذوره في عقر دار اليهود المسيانيين فالراعيان المذكوران يعتبران من قلب جماعة اليهود المسيانيين، وليس بالضرورة الجناح المتطرف فيها.
تثير التصريحات المذكورة استهجاناً مرده الاسئلة التالية:
1- كيف يمكن لخادمين من اليهود المسيانيين والذين ينادون بعلاقات اخوّة مع المؤمنين العرب- ضرب هذه العلاقة بعرض الحائط باحتضانهم لشخصية مرفوضة في مجتمعنا العربي ككل؟ لقد ضربوا وحدة جسد المسيح الواحد وهو مرضوض اصلاً.
2- لماذا يسمحان لصحافيين خبثاء باستغلالهم عن طريق دفعهم لاعطاء تصريحات ضد خدمة انجيلية اخرى مهما اختلفا مع نهجها وسياستها؟
3- لماذا لم يتوجها للدكتور سليم منيّر ولم يطرحا عليه الاسئلة التي بحوزتهما حول لاهوته (وقد اتهموه زوراً بدعمه للاهوت التبديل) عملاً بالقاعدة الكتابية من متى 18 ؟
4- كيف يعقل ان يصبح الموضوع السياسي وقضية دعم سياسة دولة اسرائيل التوسعية الرافضة للسلام هي المعيار لكل شئ؟! الم تعد هناك اهمية لكون نداف كاهن ارثوذكسي على ما يحمله ذلك من اختلاف لاهوتي شاسع عن عقيدة المسيانيين؟
5- كيف نسى الراعيان ان المصالحة والسلام يعقدان مع العدو ومع الذي يختلف معنا بوجهة النظر وليس مع من تبنى موقفنا؟ لقد ادارا ظهورهما لجمعية مصالحة التي تعمل من اجل تقارب العرب واليهود المؤمنين بيسوع ولكنهم يختلفون في مواقفهم بما يتعلق بالصراع. بدلاً من ذلك- وجدا لهم شخصية تتبنى مواقفهم الصهيونية وسلكا الطريق السهل باتخاذه رفيقاً وحليفاً.
* كاتب المقال هو ايضاً عضو مجلس ادارة جمعية مصالحة لكن المقال لا يعبر بالضرورة عن موقف جمعية مصالحة الرسمي.