في رعاية وحضور رئيس المجمع الأعلى للطوائف الإنجيلية في سوريا ولبنان القس الدكتور سليم صهيوني، اجتمع أكثر من 500 شخص في كلية اللاهوت العربية المعمدانية في احتفال أطلق عليه عنوان "تاريخ من تاريخ: تراثٌ مسيحيٌّ أصيل في فسيفساء لبنان، 1895 – 2000"، من إصدار دار منهل الحياة وتأليف القس الدكتور بيار فرنسيس وتحرير القس الدكتور غسان خلف. وأطلق أيضاً 16 كتاباً من إصدار الدار ودشنت قاعة القس سليم الشاروق في المبنى الجديد التابع للجمعية المعمدانية.
وفي الاحتفال الذي حضره النائب ابرهيم كنعان والأمين العام للمدارس الكاثوليكية في لبنان الأب بطرس عازار، وشخصيات وأعضاء من الكنائس الإنجيلية، القيت كلمات عدة ترحيبا بالحضور. وأكّد راعي الاحتفال القس الدكتور سليم صهيوني العلاقة المميّزة التي تطورت على مرّ السنين بين الطائفة الإنجيلية وسائر الطوائف الأخرى والتي تميّزت بالاحترام المتبادل. وشدّد على الدور الذي أدته الطائفة من أجل استمرار لبنان رغم التحديات التي عصفت به.
ثم قدم للكتاب القس الدكتورغسان خلف وألقى كلمة قال فيها: يظهر في تاريخنا أَننا ننمو في مفهومنا للمصير المشترك الذي يربطنا جميعاً نحن المسيحيين. ويزيد شعورُنا بالمصير المشترك ما يجري في منطقتنا من اقتلاع لتراثنا، وتدمير لكنائسنا، وتكاثر أَعداد شهدائنا. أَطمح لأُمنية أَن يكون للمسيحية في الشرق الأَوسط صوت واحد مدَوٍ في شأَن محاولات إلغائها من المنطقة.
ويظهر في تاريخنا أَننا معمدانيون لبنانيون، وأَننا ننتسب باعتزاز لهذا الوطن كما نصلي ونعمل من أَجل بقائه. إن وطنيتَنا وحبَّنا للبنان يبرزان من خلال الشخصيات المعمدانية والمقامات الوطنية المذكورة في هذا التاريخ، كما يبرزان في إسمنا "مجمع الكنائس المعمدانية في لبنان"، وهذا يعكس أَمرين:
الأَول: التوجه الكنسي. نحن معمدانيون لبنانيون أَساسُ إيماننا الكتاب المقدس ونفسر العهد القديم بنور العهد الجديد. وإطارُ إيماننا مبادئ الإصلاح الإنجيلي. وتطبيق إيماننا هو من شغل أَيدينا، أَي من فكرنا وثقافتنا وحضارتنا اللبنانية، نحن لسنا مقلدين لكنائس الغرب وبخاصة الأَميركية، ولا يشترينا من يتبرع لنا، حتى ولا يُملي علينا.
الأَمر الثاني: التوجُّه الوطني. من واجب كل طائفة في لبنان أَن تفهم أَن سلامتها تكمن في سلامة جميع الطوائف إلى أَي ديانة انتمت. فما من طائفة في لبنان جزيرة لا علاقة لها بغيرها، بل كلنا في المركب الواحد.
وختم: كنا نرغب أن يصدر هذا الكتاب عام 2012 في الذكرى الأَربعمئة لتاريخنا، ولكنه صدر في الوسط، فبعد عامين سنحتفل بنصف الأَلف سنة على نشأْة الإصلاح الإنجيلي عام 1517.
ثم وزعت دروع تكريمية لعدد من قساوسة الكنائس المعمدانية الإنجيلية الذين يشهد تاريخ الكنيسة على دورهم في تطورها واستمراريتها عبر السنين. ورفعت الستارة عن لوحة القس سليم الشاروق.