الآية الأولى (يوحنا 2: 11) هي آية قانا الجليل، وتوضّح آيةُ قانا الجليل البدايةَ الجديدة التي يتحدّث عنها يوحنا. وليس مستغربا أن يبدأ عصر العهد الجديد بعُرسٍ خاصة في ضوء التشابه مع سفر التكوين. فبينما يتحدّث سفر التكوين عن علاقة آدم وحواء يتحدّث يوحنا عن عُرسٍ في قانا الجليل. هذا العُرسُ بدايةٌ لسلسة من الآيات. لقد استهّل الله في سفر التكوين عمله في الجنس البشري مع زوجين وها هو يبدأ الآن عصرا مسيانيا أو داوديا مع زوجين آخرين. والأعراس في الثقافة اليهودية خلال القرن الأول ترمز إلى علاقة الله بإسرائيل. ويبدأ يوحنا سرد قصة عُرسِ قانا الجليل بعبارة "وفي اليوم الثالث" (يوحنا 2: 1).
ونستطيع أن نفهم هذه العبارة بعدة طرق. أولا، من ناحية تاريخية ولغوية، اليوم الثالث هو يوم الثلاثاء عند اليهود. ويدعو اليهود يوم الأحد "ريشون" أي اليوم الأول، ويوم الإثنين "شني" أي اليوم الثاني ويوم الثلاثاء "شليشي" أي اليوم الثالث، وهكذا دواليك. يظنّ بعض اليهود أنّ اليوم الثالث أفضل للزواج إذ تستخدم التوراة في قصة الخلق كلمة "حسن" مرتين في حديثها عن كلٍّ من اليوم الثالث والسادس ومرة واحدة في وصفها كلٍّ من اليوم الأول والرابع والخامس ولا تستعملها بتاتا عندما تتحدث عن اليوم الثاني (تكوين 1: 1 – 31). ولقد تزوّج اليهود في وسط الأسبوع إذ أرادوا الابتعاد عن السبت والأعياد لئلا يتعدوا الشريعة عندما يستعدون للعُرس أو في احتفالاتهم، كما أن الحكماء فضّلوا الابتعاد عن السبت والأعياد إذ يجب أن تكون المحكمة مفتوحة في حالة نشوب مشكلة بسبب عدم عفة الزوجة أو عدم عذريتها.[1] ويُعلمنا التلمود أن اليهود الأعزاب تزوجوا يوم الأربعاء بينما تزوج المطلقون والأرامل يوم الخميس،[2] إلا أنه سُمح بالزواج أيام الثلاثاء لاسيما في حالات الخطر الأمني أو السياسي. ولقد احتاج الاستعداد للعرس ثلاثة أيام.
ثانيا، من ناحية أدبية، اليوم الثالث هو اليوم الثالث من آخر يوم ذُكر في الإصحاح الأول. ويبدأ السفر بسبعة أيام. في اليوم الأول اعتـرف يوحنا أنه ليس المسيح (يوحنا 1: 19)، بل الصوت الصارخ الذي يسبق قدوم الرب. وفي اليوم الثاني (يوحنا 1: 29) ظهر روح الله في معمودية المسيح وشهد يوحنا أن المسيح هو حمل الله الذي يرفع خطيئة العالم وأن المسيح يعمّد بالروح القدس. وفي اليوم الثالث (يوحنا 1: 35)، وجد أندراوس وسمعان المسيا. وفي اليوم الرابع (يوحنا 1: 43)، تبع فيلبس ونثنائيل ابن الله ملك إسرائيل الموصوف أيضا بابن الإنسان. ويبدأ الفصل الثاني (يوحنا 2: 1) بالعبارة "وفي اليوم الثالث". فإذا وافقنا على تسلسل الأيام في الفصل الأول (أربعة أيام) نستطيع أن نقتـرح أن إحدى دلالات العبارة "اليوم الثالث" هي علاقتها باليوم الرابع وبالتالي كونها اليوم السابع أي ثلاثة أيام بعد اليوم الرابع. هذه الدلالة قد تكون لها أبعاد لاهوتية إذ نلحظ أن يوحنا يستهلّ سفره بسبعة أيام تشبه بداية سفر التكوين وأن الفصل الأول ينتهي بحديث يسوع مع نثنائيل ابن قانا الجليل (يوحنا 21: 2) الذي وعده المسيح أن يرى أعمالا إلهية عظيمة (يوحنا 1: 50).
ثالثا، كتب يوحنا إنجيله بعد قيامة المسيح حين ارتبطت العبارة "اليوم الثالث" بقيامة السيد المسيح. فلقد قال الرسول بطرس في عظته في بيت كرنيليوس أن الله أقام المسيح في اليوم الثالث (أعمال الرسل 10: 40)، وقال الرسول بولس عن المسيح "أنه دُفن، وأنه قام في اليوم الثالث حسب الكتب" (كورنثوس الأولى 15: 3). وعرف رؤساء الكهنة والفريسيون وبيلاطس وآخرون عن اليوم الثالث (متى 27: 62 – 64). وهكذا من الممكن ارتباط عبارة اليوم الثالث في عرس قانا الجليل بقيامة المسيح. وتتزايد هذه الإمكانية في ضوء ربط المسيحيين فداء المسيح بالعُرسِ جاعلين المسيح العريس (يوحنا 3: 29) والكنيسة العروس. وسنكتشف علاقة هذا الأمر مع عُرسِ قانا الجليل أدناه، أما الآن فدعونا ننظر بتمعّن إلى الآية الأولى.
بدأ الله تعامله مع الجنس البشري في العهد القديم في عُرسِ آدم وحواء. وها هو يبدأ أول آياته في إنجيل يوحنا في عُرسٍ آخر. وهنا سيكون مفيدا لنا أن نعرف بعضَ عادات الأعراس في القرن الأول.[3] الزواج في القرن الأول عهدٌ بين عائلتين أو بين بلدين. وعادةً، يتّفق والدُ العريس مع والد العروس على شروط الزواج، ثم يقدّم الهدايا للعروس ولأهلها أيضا (تكوين 24: 53). وهكذا تتم الخطوبة. ويكتبون الاتفاق في كتاب الزواج إلا أن الزوجين لا يمارسا الجنس معا ولا يعيشان في بيت واحد بالرغم من أنهما يُعتبـران متـزوجين. ولكنهما يعيشان معا بعد وليمة العُرسِ. ويتم الأمر بحسب التسلسل التالي: يذهب العريس أولا إلى بيت العروس. وفي غرفة خاصة في بيت أهلها يزيل البـرقع عن وجهها ويعرفها كزوجة.[4] بعد ذلك يذهبون مع الضيوف إلى بيت العريس لاستمرار الاحتفالات. وتستمر الاحتفالات لأسبوع إذ لا يعتبـرون الزواج مكتملا إلا بعد انقضاء أسبوع الوليمة (تكوين 29: 27؛ قضاة 14: 12، 18).[5]
طبعا، لم تلبس العروس الثوب الأبيض في القرن الأول. ولقد كانت فيليبا الإنكليزية أول من لبس الثوب الأبيض في عرسها سنة 1406. ثم لبست ماري الملكة الأسكتلندية في القرن السادس عشر الثوب الأبيض في عرسها مع ملك فرنسا. وانتشرت عادة لبس الثوب الأبيض بعد زواج الملكة فكتوريا في القرن التاسع عشر.[6] أما العروس في القرن الأول فلبست الثوب الأزرق. وكان العريس والعروس مثل الملك والملكة. وعادة يخرج العريس مع رفقائه ومع قارعي الطبول والمزمّرين إلى منـزل العروس. ويغنّون في الطريق وينشدون الأشعار الغرامية والبـركات كما نرى في نصوص العهد القديم (راعوث 4: 11 – 12؛ نشيد الأنشاد 3: 6 – 11؛ مزمور 45).[7] ثم يأخذون العروسين من بيت أهل العروس ويرقصون ويزمّرون ويقرعون الطبول متوجهين إلى بيت العريس حيث وليمة العرس. وهكذا نستطيع أن نفهم مثل العذارى الحكيمات والعذارى الجاهلات حين تأخّر العريس في القدوم.
كان يَحْضرُ العرسَ ثلاثةُ أنواع من المدعويين. يَحْضرُ أولا أهل العروسين والأصدقاء. وتوقّع العروسان من الأهل والأصدقاء أن يقدّموا الهدايا. فإذا قدّموا هدية قيمتها عشرة شواقل فعندئذ سيردّ لهم العروسان عشرة شواقل مثلها أو أكثـر في عُرسٍ آخر عندما يباركون لهم. ومن الُمعيب أن يُحْضرَ العروسان هديةً قيمتها أقل من عشرة شواقل بسبب الهدية التـي استلموها. وهكذا توقّع الناس من الأهل والأقارب والأصدقاء أن يقدّموا هدايا وتُحسب هذه الهدايا مثل الدّين الذي يُردّ في مناسبة سارة أخرى. والنوع الثاني من المدعويين هم الفقراء. ولم يتوقّع الناس من الفقراء أن يقدّموا الهدايا. أما النوع الثالث من المدعويين فكان أحد الأغنياء أو شرفاء القوم. وتوقّع منهم الأهل أن يقدّموا هدية تليق بهم وبمكانتهم المرموقة في المجتمع. ولقد كانت هديتهم كبيـرة. وكانت عادة من النبيذ. فضلا عن ذلك، كانوا يعطون الهدية مجانا وبدون توقعات لردها في المستقبل. وعندما جاء يسوع، ظنّ البعض أنه سيقدّم هدية الأقارب والأصدقاء فأمه القديسة مريم في المطبخ تساعد في العُرسِ. ومن المرجّح أنها من الأقارب. وظنّ البعض الآخر أن يسوع فقيـرٌ ولن يستطيع أن يقدّم أية هدية.
على أية حال، نَفِدَ النبيذُ من العُرسِ مما جعل العروسان يواجهان مشكلة كبيـرة. ففي مجتمع متـرابط تكون سُمعة الإنسان أهم من كل الأموال. وقد يخسر العروسان السُمعة الطيبة في بداية حياتهما. أضف إلى ذلك، بسبب فساد بعض الناس أصدر المشرّعون في القرن الأول قوانين غريبة. فقالوا إن ذهب أحد إلى عرس محضرا هدية ولم يجد طعاما وشرابا عندئذ يستطيع أن يأخذ العريس إلى القضاء وإن وُجد العريس مذنبا يضعونه في السجن.[8] وهكذا نرى أن العروسين يواجهان مشكلة حقيقة. فزواجهما قد يتحطم ويتحوّل الفرح إلى ترح والعُرسِ إلى مناحة. ويتحوّل العريس من ملك مُكرّم إلى سجين مُدان. تدّخل المسيح وحوّل الماء إلى نبيذ. واستخدم المسيح هذا العُرس ليعلّن مجده. فأعطى هدية كبيـرة ومجانية. قال املأوا الأجران إلى فوق. ولم تكن هناك أي خدع أو مجال لوضع سوائل مركزة إذ أن الأجران مملوءة إلى فوق. وحوّل المسيح الماء إلى نبيذ. وأعطاهم أكثـر من 500 لتـر من النبيذ الجيد. فكان من شرفاء القوم الذين يعطوا هدية مجانية بلا مقابل. ولقد حوّل المسيح المشكلة إلى بركة سيتذكرها العروسان طيلة حياتهما.
عالج المسيح مشكلة مهمة في العرس، لكنه خلق مشكلة أخرى. فمن الضروري أن يزوّد أهل العُرسِ ماءً للتطهيـر. فلقد استخدم اليهود الماء لأجل التطهيـر. كانوا يغسلون أيديهم قبل الوجبات وأثنائها وبعد أن يأكلون. وكان التطهيـر بالماء علامة طاعة الناموس. ويهتم يوحنا بالماء بشكل خاص.[9] ففي الإصحاح الأول تطالعنا مياه المعمودية وفي الإصحاح الثاني يواجهنا تحويل الماء إلى نبيذ. وفي الإصحاح الثالث يتحدى يسوع نيقوديموس أن يُولد من الماء والروح. وفي الإصحاح الرابع يعطي يسوع المرأة السامرية ماء يفيض بالحياة الأبدية. وفي الإصحاح الخامس آية بِرْكة بيت حسدا وهي ذات صلة بالماء. وفي الإصحاح السادس نرى يسوع يمشي على الماء. وفي الإصحاح السابع يتحدث يسوع عن الماء الحيّ ( أي الروح القدس) وفي الإصحاح التاسع يطلب يسوع من الأعمى أن يغتسل ببِرْكة سلوام. فهذا مشهد مائي آخر . وفي يوحنا 11: 55 يجري تذكيرنا بأهمية الماء للطهارة، من ناحية ثانية يُشير يسوع في يوحنا 13: 10 أن الماء لا يضمن التطهيـر بالرغم من قوله لبطرس: إن كنت لا أغسلك فليس لك معي نصيب (يوحنا 13: 8). وفي يوحنا 19: 34 يُذكر الماء أيضاً. ونقول أخيـراً من الواضح أن يوحنا مهتمٌ في موضوع الماء. أما الماء في يوحنا 2 فقد احتاج إليه للتطهيـر إذ ينبغي أن يُطّهر المتدينون أنفسهم كيما يحافظوا على متطلبات اليهودية في القرن الأول. ويقول النص: "كانت ستة أجران من حجارة موضوعة هناك، حسب تطهيـر اليهود" (يوحنا 2: 6). ويقول النص أيضا أن الخدام ملأوا الأجران ماء إلى فوق. فيتضمن النص أن جميع جرار الماء مملوءة ماء. ثم تحوّل الماء إلى نبيذ.[10] وبكلمات أخرى حلّ يسوع مشكلة نفاد النبيذ وأوجد مشكلة أخرى فقد انقطع الماء من العُرسِ ولم يَعُدْ لدى الناس وسيلة طقسية لتطهيـر أنفسهم. وترتبط قصة فقدان ماء التطهيـر مع قصة نقض الهيكل في الفصل الثاني من إنجيل يوحنا. وذلك بعكس الأناجيل الإزائية التي تضع قصة تطهيـر الهيكل في نهاية خدمة يسوع.[11]
وهنا نتساءل: ما وسيلة التطهير إذا لم يكن ثمة ماء؟ إن إنجيل يوحنا أشبه بنسيج مزدان بالرسوم والصور وتَمُرّ خلاله أفكارٌ وكلمات ومن هذه الكلمات المهمة "الساعة" فقد أخبر يسوع أمه أن ساعته لم تأتِ بعد وأنجز في الوقت نفسه الآية. قال السيد المسيح لأمه المباركة: "لم تأت ساعتي بعد" (يوحنا 2: 4) ولكنه زوّد العُرسَ بكل ما يحتاجه من النبيذ. فلماذا تحدّث بهذه الطريقة؟ يُشير يسوع إلى أن أساس العصر الداودي أو عصر المسيا القادم المليء بالبهجة ليس المعجزات ولكنه الساعة. فيوضّح أن الساعة لم تأتِ بعد وتصبح "الساعة" فكرة لاهوتية مكررة تغلّف آلام المسيح ومجده وفداء البشر. ويستخدم يوحنا لفظة "الساعة " في عدة مواقع ( 7: 30، 12: 23، 12: 27، 13: 1 ،17: 1).
يوحنا 7: 30 - فطلبوا أن يمسكوه، ولم يلقِ أحدٌ يدا عليه، لأن ساعته لم تكن قد جاءت بعد.
يوحنا 12: 23 - وأما يسوع فأجابهما قائلا: قد أتت الساعة ليتمجد ابن الإنسان
يوحنا 12: 27 - الآن نفسي قد اضطربت. وماذا أقول: أيها الآب نجّني من هذه الساعة؟ ولكن لأجل هذا أتيت إلى هذه الساعة.
يوحنا 13: 1 - أما يسوع قبل عيد الفصح، وهو عالم أن ساعته قد جاءت لينتقل من هذا العالم إلى الآب
يوحنا 17: 1 - تكلم يسوع بهذا ورفع عينيه نحو السماء وقال: أيها الآب، قد أتت الساعة. مجّد ابنك ليمجّدك ابنك أيضا.
قراءة هذه النصوص معاً توضح أن يوحنا يستخدم لفظة "الساعة" إشارة إلى الصليب وإلى مجد يسوع المسيح. وبكلمات أخرى ، تصبح "الساعة" أساساً لا غنى عنه لنظام العالم الجديد، أو العصر الدوادي أو المسياني. والماء المطهِّر في اليهوديّة يتعّذر تحوّله إلى نبيذ مسياني قبل قدوم الساعة. إن الحدث المسياني المتمركز في الساعة يصبح نقطة البداية لقراءة العناصر الرئيسية في اليهودية. وعندما نُعيد قراءة الآية الأولى من هذا المنظور، نجد أن المسيح يشير إلى التزامه بإعلان مجده بواسطة الصليب والقيامة. إن الآيات وحدها غير كافية على قيادة الناس إلى اكتشاف مجد الله. فلقد صنع المسيح العديد من الآيات في أورشليم في عيد الفصح وآمن كثيرون باسمه ولكنهم لم يكونوا موضوع ثقة ابن الله (يوحنا 2: 23 – 25). وانجذب نيقوديموس إلى المسيح بسبب الآيات ولكنه لم يستطع أن يكتشف هوية مخلّص العالم (يوحنا 3). ورأى الجموع الآيات ولكنهم لم يشبعوا أو يكتشفوا الله (يوحنا 6: 25 – 31). وفي مجمع رؤساء الكهنة والفريسيين وفي ضوء إقامة يسوع لحبيبه لعازر أقرّوا أن المسيح يعمل آيات كثيرة فقرروا أن يقتلوه (يوحنا 11: 47 –53)! إن الطريق إلى إعلان مجد الله هو موت وقيامة المسيح. فبهذا العمل يتمجد الله ويتغير التاريخ.
بكلمات أخرى، أكرم المسيح رغبة والدته ولكنه شدد على التزامه بالصليب.[12] فلقد أنقذ العروسين من الإهانة دون أن يتخلى عن أهمية الصليب في إعلان مجد الله وبزوغ عالم جديد تتغير فيه بواطن الأمور قبل ظواهرها إذ يريد الله أن يغيّر القلب قبل اللسان والسلوك. وهكذا تصبح الساعة أو موت المسيح وقيامته العدسة التي نرى بها التأنس والذهنية التي تعيننا أن نفسّر هوية يسوع وآياته، إذ لا نستطيع أن نفهم إنسانية المسيح فقط من منظور مولده أو التأنس، بل نحتاج أيضاً أن نفهم إنسانيته من منظور الصليب. فليس المسيح يهودياً فحسب ولكنه أيضاً مخلّص العالم. وبهذا المفهوم يصبح الترابط بين آية قانا الجليل وتطهير الهيكل واضحا. كلاهما يشدد على مركزية الصليب. كلاهما يؤشر إلى موت وقيامة المسيح. فهذه الحقيقة هي مغزى كل الآيات وهي آية الآيات. ولقد ربطها النص بكلمة "آية" عندما سأل اليهود المسيح قائلين: أية آية ترينا حتى تفعل هذا؟ (يوحنا 2: 18). وكان جواب المسيح مرتبطا بموته وقيامته. والآن من المناسب أن ندرس معا موضوع المكان المقدس وطريقة إعادة قراءته في ضوء يسوع المسيح.
[1] Babylonian Talmud, Kethuboth 2a; accessed on May 8, 2017; available from https://halakhah.com/pdf/nashim/Kethuboth.pdf.
[2] المرجع السابق.
[3] Hazel Perkin, “Marriage, Marriage Customs,” Baker Encyclopedia of the Bible: 1405 – 1410.
[4] يمارس الزوجان الجنس ثم يبـرزا قطعة قماش عليها دم علامةً على عذرة المرأة ودلالةً على عفّتها (تثنية 22: 17).
[5] Perkin, 1409.
[6] Wikipedia, “Wedding Dress,” [accessed on May 5, 2017]. Internet: https://en.wikipedia.org/wiki/Wedding_dress#cite_note-2 .
[7] W.S.T., “Wedding,” Harper’s Bible Dictionary: 1125 – 1126.
[8] Neb Hayden, When the Good News Gets Even Better: Rediscovering the Gospels through First –Century Jewish Eyes (Colorado Springs: David Cook, 2009), 44; Rhonda Crutcher, That He Might Be Revealed (Eugene: Pickwick, 2015), 89; J. Duncan Derrett, Law in the New Testament (Eugene: Wipf and Stock, 1970), 228 – 246.
[9] Wai-Yee NG, Water Symbolism in John: An Eschatological Interpretation (New York: Peter Lang, 2001).
[10] من الجدير أن نلحظ أن الكلمة اليونانية المستخدمة تعني نبيذا ولا تدل على نوع آخر من الخمر. لهذا نفضل أن نستخدم الكلمة نبيذا بدلا من الكلمة خمر.
[11] الأناجيل الإزائية هي إنجيل متى ومرقس ولوقا.
[12] يقول السيد المسيح لأمه: "ما لي ولك يا امرأة". لم يوبخ المسيح أمه ولكنه احترم رغبتها مع التوضيح أن إعلان مجده يرتبط بالساعة أي بصلبه وقيامته. ويستخدم يوحنا المناداة "يا امرأة" في يوحنا 2: 4؛ 4: 21؛ 8: 10؛ 19: 26؛ 20: 13، 25. ولا تعبّر الكلمة عن قلة الاحترام بل العكس هو الصحيح. وتُستخدم هذه المناداة عادة لامرأة في ورطة. للمزيد من المعلومات عن استخدام المصطلح "يا امرأة" في يوحنا 2: 4 راجع
Jean-Bosco Bulembat, “Head-Waiter and Bridegroom of the Wedding of Cana,” Journal for the Study of the New Testament 30 (2007): 55 – 73.