كان هوراشيو سبافورد Horatio Spafford محاميًا ناجحًا يسكن في شيكاجو هو وزوجته آنا وبناته الأربع وابنه الصغير وكانوا معًا يخدمون الرب مع خادم الرب الشهير مودي Moody
في عام 1871 فقدَ سبافورد أغلب ممتلكاته في حريق شيكاغو الشهير. في شهر تشرين الثاني من عام 1873 غادرت آنا وبناتها الأربع ميناء نيويورك على متن السفينة دي هافرد المتجهة إلى إنجلترا في زيارة للعائلة هناك، بُغية الراحة بعد ما حدث للعائلة. ولكن في المحيط الأطلسي تجاه شواطي فرنسا، اصطدمت السفينة بسفينة أخرى إنجليزية تسمى "لوشيرن"، وفي غضون ساعتين كانت قد استقرت تماما في أعماق المحيط الأطلسي، فمات 226 شخصًا ممن كانوا عليها بمن فيهم بنات سبافورد الأربع. وبعد عدة أسابيع من هذه الحادثة وصلت برقية إلى سبافورد من زوجته، عبارة عن كلمتين فقط، قالت فيها: "نجوت لوحدي" Saved Alone. فسافر على الفور لإنجلترا ليكون مع زوجته الحزينة. وفي ذلك الوقت كان المبشر مودي يخدُم ومعه المرنم الشهير سانكي Ira D. Sankey في أدنبرة في اسكتلندا، فذهبا لتعزيته هو وزوجته في لندن. وكم تعزَّيا حينما وجدا أنه، رغم ضراوة التجربة، يتمتع بتعزيات الرب.
وتوالت التجارب القاسية في حياة سبافورد . ففي عام 1879 فقد سبافورد ابنه الوحيد الذي ولد بعد وفاة بناته الأربع، والبالغ من العمر 4 سنوات حيث مات بالحمى القرمزية. وبعد هذه التجربة، وفي ديسمبر من عام 1883 ، كان سبافورد يعبر على متن سفينته الخاصة فوق المكان الذي غرقت فيه السفينة ببناته الأربع وقال له القبطان:أظن أننا الآن نمر على مكان السفينة الغارقة "دي هافرد" التي ترسو على عمق 3 أميال. وفي تلك الليلة قاده الروح القدس إلى كتابة واحدة من أشهر الترانيم في العصر الحديث وهي التي تحمل عنوان "في سلام في سلام" والعنوان بالإنجليزية. "It Is Well With My Soul"
إن فاضَ من قلبيَ نبعُ السلامْ أو كنتُ في وادي الظلام
فصوتي يرنمُ بين الأنامْ إني دائما في سلام
(في سلام في سلام)2 إني دائما في سلام
إن هاجتْ عليَّ جيوشُ الآلام فنفسي في إيمانٍ تامْ
يسوعُ يبددُ جندَ الظلامْ بفدائه أسريَ الآثامْ
فمجدًا لحاملِ ذنبيَ العظيمْ وسائر عيبتي الذميم
وماحي آثامي بالدم الكريمْ له الشكرُ من ضالِّ أثيمْ
الترنيمة باللغة العربية - www.youtube.com/watch?v=vucu3WVowzw
الترنيمة باللغة الانكليزية - www.youtube.com/watch?v=zY5o9mP22V0
وفي عام 1881 ترك هوراشيو سبافورد وزوجته وبنتاه اللتان وُلدتا له بعد كارثة السفينة شيكاغو، وذهبوا إلى القدس، وهناك قاموا بتأسيس إرسالية الجالية الأمريكية لخدمة الفقراء The American Coloney. ولقد كتبت عن هذه الإرسالية الكاتبة السويدية سلمى لاجروف Selma Lagerlöf مجلدين فازت عليهما بجائزة نوبل للأدب في عام 1909، لتكون أول سيدة في التاريخ تفوز بجائزة نوبل للأدب. قضت العائلة كل حياتها في خدمة أمينة للرب حتى رحل سبافورد من عالمنا ليكون مع المسيح حيث تقابل مع طفله وبناته الأربع في عام 1888.
بعد وفاة هاريتو، أصبحت ابنته بيرثا (1879-1968) المسؤولة عن المستعمرة الامريكية "الأميريكان كولوني"، وكانت من أكثر الأشخاص تأثيرا في حياة القدس بخدمات اجتماعية عديدة، حيث حصلت على نيشان خاص من الملك حسين ملك الأردن في عام 1963 تقديرًا لمساهمتها الكبيرة في تحسين الأوضاع الصحية للأطفال في القدس.