نشاهد النشرة الإخبارية ونسمع عن الكثيـر من الحروب والتهديدات والزلازل والأعاصير. الدول الخليجية والروهينجا وكوريا الشمالية وسوريا وروسيا والولايات المتحدة والصين والعالم في اضطراب. تارة يدمر اعصار هارفي وتورا اعصار ايرما ثم نسمع عن زلزال في المكسيك وعن فيضانات في بنغلادش وعن قتل الألوف والمئات هنا وهناك. اعتقدنا أن الضعيف يُعاني والقوي في مأمن. ولكن رأينا عبـر الشاشات الصغيرة كيف يركع العظماء أمام الطبيعة الغاضبة. ورأينا أيضا كيف يَذِلُّ الأقوياءُ من هم أضعف منهم. يبدو أن عالمنا يعيش في يوم شر. فماذا نفعل وكيف نعتبر؟
أولا، اتق الله واحفظ وصاياه (جامعة 12: 13). يحثنا زمن الشدة على أخذ موقف من الله. فإما أن نلومه أو نغضب منه وإما أن نسترحمه ونستعطفه ونطلب معونته. ثانيا، اعلم أن الكل باطل وقبض الريح. بنوا بيوتا وأقاموا العمارات الشاهقة وصنعوا أجمل شواطئ العالم ولكنها في لحظة اختفت. ذهب الغني في لحظة وصار الجَمالُ قُبحا في لمحة البصر. أمام الإعصار المدمر لا فرق بين الغني والفقير وبين القوي والضعيف. كلاهما أسير الموت. حادثة واحد لكليهما. ثالثا، اعلم أن لكل شيء زمان ولكل أمر تحت السموات وقت (جامعة 3: 1). في وقت العاصفة والدمار نتوقف عن البناء ونتوقف عن استخدام نفس معايير الحياة التي اعتدنا عليها. ربما لا نذهب للعمل ولا نهتم لخسارة بعض الممتلكات ونكون مستعدين أن نتخلى عن الأمور الأقل أهمية. ربما هو وقت الهرب من الخطر والنجاة من الموت المدمر القادم. وليس موت الجسد هو المأساة الكبـرى بل موت الروح وانفصال الإنسان الأبدي عن الله. رابعا، اقتنعت أنه مهما بلغت قوة الإنسان. فليس لإنسان سلطان على الروح ولا سلطان على يوم الموت. كلنا سنواجه الموت سواء أكان بإعصار أو بفيضان أو بسيف أو بقطرات ماء تدخل القصبة الهوائية وتقضي علينا. فهل نستعد لمواجهته أم نتجاهل قدومه. لاحظ الاستعدادات الكبيرة لمواجهة هارفي وإيرما فماذا عن استعداداتنا لمواجهة الموت ودينونة الله؟ خامسا، بالرغم من الموت الذي ينتشر بعالمنا كانتشار الغيوم قبل العاصفة إلا أنه ثمة رجاء للأحياء. الكلب الحي خير من الأسد الميت (جامعة 9: 5). فلنقاوم الموت بنشر الحياة. نقاوم الاكتئاب بنشر الفرح ونقاوم الشر بنشر الخير ونقاوم الشيطان بتمجيد المسيح، له كل المجد. لتكن ثيابك بيضاء ولا يُعوز رأسك الدهن (جامعة 9: 8) وليكن قلبك حكيما واخش الله. الحكمة خير من القوة. سادسا، كن نشيطا زمن الشر واصنع الكثير من الخير. ارم خبزك على وجه المياه فإنك تجده بعد أيام كثيرة (جامعة 11: 1). في الصباح، ازرع زرعك، وفي المساء لا ترخ يدك (جامعة 11: 6). فإن كثرُ المنكوبون يجب أن يكثر المحسنون. وإن كثر المبغضون فلنعمل معا أن يكثر المحبون. وإن كثر المتذمرون فلنكثف صلوات الشكر والحمد إذ أبقى لنا الله بقية. سابعا، وأخيـرا زمن الشر هو زمن للتوبة. فلنرجع لله ونضع يدنا بيده عالمين أن الله يُحضر كل عمل إلى الدينونة (جامعة 12: 14). هو القاضي العادل فلا نحاسبه على قضائه بل نسعى في درب التوبة لنفهم قداسته ونثمن محبته وطول أناته. يا رب ارحم!