كاتب الرسائل
تؤمن الكنيسةُ أنَّ الرسولَ يُوحَنَّا كتبَ الإنجيلَ والرسائلَ الثلاثةَ وسفرَ الرؤيا أيضاً. وبالرَّغم من النّقاش الحاد المتعلق بهوية كاتب هذه الأسفار والرسائل إلا أنَّ قناعةَ الكنيسة الأساسية لَمْ تتغيـر. فالرَّسولُ يُوحَنَّا أسَّسَّ الكنيسةَ اليُوحَنَّاوية وربما ساهمَ بعضُ تلاميذه في وضع صياغة النَّص النهائي لما كتبه.
وعادة تحوي الرسائلُ مقدمةً وخاتمةً وجسد الرسالة. وتختلف مقدمةُ رسالة يُوحَنَّا الأولى عن الرسائل المعتادة أو حتى عن رسائل يوحنا الثانية والثالثة إذ لا تبدأ باسم المُرسِل والمُرسَل إليه. وربما صارت الرسالة مستخدمة في أكثر من مكان ولكل المؤمنين باسم ابن الله (يوحنا 5: 13).
الكنيسة اليوحناوية
انتمى لهذه الكنيسة أتباعُ المسيح اليهود وأتباعه اليونانيين. أولاً، شدد المسيحيون اليهود على الوصايا وعلى الإلتـزام باليهودية وهكذا تصارعوا مع كل ما يتعارض مع اليهوديات غيـر المسيحية. وصقلوا معتقداتهم وسلوكياتهم بلغةٍ وقوالب فكرية يهودية. والأسئلةُ المركزيةُ قد تكون: من هو يسوع المسيح؟ ما دور الشريعة اليهودية في حياة أتباعه؟ ما مكانة ودور إسرائيل في خطة الله؟ هل يجب أن يلتـزم المسيحيون اليونانيون بالشرع اليهودي أم لا؟ ولقد اختلف المسيحيون اليهود في إجاباتهم. ثانياً، جاء المسيحيون اليونانيون من خلفيةٍ وثنيةٍ وحاولوا أنْ يفهموا المسيحَ من منظور خلفياتهم الهيلينية. فبينما صارع اليهودُ المسيحيون في لاهوت المسيح انزعج المسيحيون اليونانيون من الإنسانية الكاملة للإله الظاهر في الجسد.[1] فلا ضير من أنَّ الآلهةَ تَدْخُلُ عالمَ البشر ولكنَّها ليست بشراً مثلنا. وهكذا أراد يُوحَنَّا أنْ يُشدِّدَ على ناسوت المسيح الكامل ولاهوته الكامل في ذات الوقت.
وتطور التَّوترُ بين المسيحيين اليهود واليونانيين. فمال الفريقُ الأوَّل إلى فكر إبيوني والفريق الثاني إلى فكر غنوسي.[2] بالرَّغم من عدم اتفاق أئمة الكتاب المقدس على زمن محدد لانتشار التعاليم الإبيونية والغنوسية إلا أنّهم يقبلون انتشار بعض أفكارهم في القرن الأول الميلادي. ولقد قبلت الإبيونية أن يسوع الناصري هو المسيح ولكنها رفضت لاهوته. وشددت على الالتـزام بتعاليم اليهودية. واعتبـرت الرَّسولَ بولس ضالاً عن الطريق السَّليم.[3] وهكذا وصفها ايرنيوسُ في القرن الثَّاني بالهرطقة.[4] أما المسيحيةُ الغنوسية فاعتبرت أنَّ المادةَ شرٌ إذ يجب التركيز على الرُّوح. وميَّزت بين الذين يعيشون في ظلمة وبين الذين يستنيرون. وما زال تأثير الغنوسية منتشرا في الكنائس اليوم. ولقد قال الرسول يوحنا عن يسوع: كان النور الحقيقي الذي ينير كل إنسان آتيا إلى العالم (يوحنا 1: 9). فدحض فكرة انعزال الله عن العالم المادي لأنه شر وفكرة استنارة فئة خاصة من الناس. وواجه الرسول المحبوب هرطقة الفكر الغنوسي مشددا على صلاح خليقة الله حتى أن الله نفسه اكتسى بالناسوت.
ولقد كانت الكنيسة اليوحناوية تجتمع في عدة بيوت. بعضها متأثر بالفكر الأبيوني وبعضها الآخر بالفكر الغنوسي وبعضها ملتـزمٌ بالمسيحية اليُوحَنَّاوية وبعضُها في طريقه نحو محاربة المسيحية بسبب الهرطقات. وتلخص القائمة التالية المواقف الهرطوقية في الكنيسة.[5]
التوجه اليهودي التوجه الغنوسي
اللاهوت يسوع إنسان (غيـر مساوي لله) يسوع إله (ليس إنسانا مثلنا)
الأخلاق الالتزام بالناموس أساسي بر الأعمال ليس مهما
تقسيمات الرسالة وفحواها
مقدمة: كلمة الحياة 1: 1 – 4 (آ 1)
الله نور 1: 5 – 8 (آ 5) – ابن النور
لا يخطئ 1: 8 – 2: 2 (آ 1)
يحفظ الوصايا 2: 3 – 11 (آ 3)
لا يحب العالم 2: 12 – 17 (آ 15)
يثبت فيما تعلمه 2: 18 – 29 (آ 27)
الله آب 3: 1 – 3 – المولود من الله
لا يفعل خطية 3: 4 – 9 (آ 6)
يحفظ الوصايا 3: 10 – 24 (آ 22)
يرفض روح الضلال 4: 1 – 6 (آ 2 + 6)
يكون محبا 4: 7 – 5: 4 (آ 7 + 19)
يؤمن بالشهادة 5: 5 – 13 (آ 9 – 11)
الخاتمة: الثقة المسيحية 5: 14 – 21 (آ 14)
[1] Smalley, S. S. (1989). 1, 2, 3 John (Vol. 51, p. xxiii). Dallas: Word, Incorporated.
[2] Ibid.
[3] https://en.wikipedia.org/wiki/Ebionites
[4] Ibid.
[5] Smalley, xxiv.