تناقلت وسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي فيديو مزعج عكر صفو الاحتفال بعيد الميلاد. ويظهر في الفيديو كيف يقوم شباب بتخريب شجرة عيد الميلاد التي نصبت في مركز مدينة رام الله. وما يزيد الاستياء هو تكرار الحادثة للسنة الثانية على التوالي في رام الله اثر تخاذل مستهجن من قوات الشرطة المتواجدة في المكان والتي لم تنبس ببنت شفاة في الوقت الذي نفذ المخربون خطتهم الدنسة لتخريب الشجرة.غنى عن البيان ان الشجرة بذاتها ليست بذي اهمية ولكن كونها رمز شعبوي لعيد الميلاد هو ما يجعل تخريبها امر يستحق الرد.
في هذا العام احتفل مسيحيو البلاد (اسرائيل وفلسطين) بعيد الميلاد بشكل مقلص كتضامن مع الاحتجاج الفلسطيني ضد تصريح الرئيس الامريكي ترامب حول القدس. ولكن الشباب المعتدي استكثر حتى مظاهر الاحتفال المقلصة فاقدم على المس بمشاعر ابناء وبنات شعبهم المسيحيين. وهكذا يسهل على كارهي شعبنا ومدمني جلد الذات القيام بحملة واعية او غير واعية امام العالم بأسره تظهر الفيديو وتدعي زورا ان هذه الثلة المسيئة هي الوجه الحقيقي للفلسطينيين. وهكذا يصطبغ الفلسطيني بالوان همجية داكنة ويسهل عندها الاصطفاف ضده في اي محفل.
الحقيقة غير ذلك فالفلسطيني محب للحياة يعشق سماء بلاده وزيتونها وبحرها. ان الامر مستهجن الحدوث بالذات في رام الله رمز المدينة الفلسطينية الجامعة ذات الحرية النسبية ففيها مؤسسات السلطة من جهة والمطاعم والفنادق والمصالح التجارية من جهة اخرى. انها ليست قرية هامشية صغيرة غارقة في الاصولية وانما هي اشبه ما يكون لعاصمة مرحلية للفلسطينيين. من هنا تتخذ هذه العملية البشعة معنى اكبر.لقد عاش الفلسطينيون من مسلمين ومسيحيين معا لسنين طويلة اتسم اغلبها بالاحترام المتبادل وتأتي هذه التصرفات لتدق اسفين بينهم. كما انها تقلل انتماء المسيحي الفلسطيني لشعبه اثر التصرف البلطجي المذكور. وبدون هذا الانتماء- نعطي مكانا للتشرذم ونخسر ولاء فئة اضافية من مجتمعنا.
حري بكل مواطن -مسيحي كان او مسلم- ان يدين بكلام لا يقبل التأويل مثل هذا العمل العنصري وان يطالب السلطات بتقديم الفاعلين للمحاكمة ومنع تكرار الامر بترسيخ منهجي تربوي مدروس لمبادئ احترام الغير.