اثار تصريح الرئيس الأمريكي ترامب بخصوص اعتراف أمريكا بالقدس كعاصمة لإسرائيل ليس فقط سياسيين من كل انحاء العالم ولكنه اثار ايضاً ثلاثة قادة انجيليين عرب بارزين للتطرق لذلك في الأيام الأخيرة – وهذه المرة من وجهة النظر الكتابية.
فخلال خدمات عيد الميلاد بحسب التقويم الشرقي قامت شخصيتان انجيليتان مصريتان، لربما كانتا من الأكثر تأثيراً، بالتطرق لموضوع دولة إسرائيل واليهود والقدس، وان كان بشكل مختصر. الخادمان المصريان هما القس الدكتور اندريه زكي والقس الدكتور سامح موريس. الأول هو رئيس الطائفة الانجيلية في مصر والذي تطرق خلال كلمته في خدمة الميلاد الرسمية للطائفة للاهوت الانجيليين المصريين لما يتعلق بالنبوات. يذكر ان الطائفة الانجيلية في مصر تحوي مليون انجيلي من عدة طوائف وعدد اعضاءها اكبر بأضعاف من عدد الانجيليين العرب في الدول العربية الباقية مجتمعين. وأوضح زكي أن ايمان الانجيليين المصريين مثله مثل ايمان الغالبية العظمى من مسيحيي العالم هو ان النبوات تمت في يسوع نفسه فمن هنا فان فكرة شعب الله المختار قد انتهت ودولة إسرائيل الحالية ما هي الا كيان سياسي تشكل بأدوات سياسية وعسكرية.
سبق زكي بيومين القس الدكتور سامح موريس الراعي الرئيسي في اكبر واشهر كنيسة انجيلية عربية في العالم (كنيسة قصر الدوبارة في القاهرة). توجه موريس للموضوع من زاوية أخرى، فخلال كلمته في خدمة العيد تطرق للآية في رومية 10: 1 "ان مسرة قلبي وطلبتي الى الله لاجل اسرائيل هي للخلاص". وأوضح ان هدف المؤمنين لأجل شعبهم يجب ان يكون خلاصهم كما كان اهتمام الرسول بولس تجاه شعبه. وأضاف ان الرسول بولس لم يصلي لشعبه لكي يكونوا أعظم امة ولا لكي تكون اورشليم عاصمتهم ولا لكي يتخلصوا من "بقايا الفلسطينيين"- بحسب تعبيره وان الكنيسة التي تصلي بهذا الشكل "هذا حكي فاضي".
وكان قد سبق الشخصيتان الانجيليتان، علّامة انجيلي مؤثر آخر-ولكن من قطر عربي ثاني- هو القس الدكتور حكمت قشوع العميد الأكاديمي في كلية اللاهوت المعمدانية العربية، بيروت، لبنان وراعي كنيسة القيامة في بيروت أيضا الذي قدم عظته بعنوان "لمن الأرض المقدسة" في كنيسته وتم بثها على قناة "سات 7"، كما كل عظاته. وعرض قشوع فقرات العهد القديم عن قذف الأرض لمن ينجسها ("فلا تقذفكم الارض بتنجيسكم اياها كما قذفت الشعوب التي قبلكم." لاويين 18: 28) وعن وصية الرب للشعب ان يحب الغريب الذي بينه كما نفسه ("واذا نزل عندك غريب في ارضكم فلا تظلم، كالوطني منكم يكون لكم الغريب النازل عندكم وتحبه كنفسك". لاويين 19: 33- 34). ثم تساءل قشوع ان كان تدمير اكثر من 500 قرية منذ عام 1948 هو تعبير عن محبة الغريب؟! وأضاف: هل احتلال البيوت وتشريد ملايين الأبرياء، هدم البيوت، سلب الأرض، سلب مياهها...هل هذه محبة الغريب؟ التطهير العرقي، التمييز العنصري، مصادرة أملاك الأبرياء، التعذيب، العنف، الضرب، ترك الأطفال لتموت في الشوارع-هل هذا تعبير عن محبة الغريب؟ وبعدها يقتبس من لاويين 25 ليوضح انه يتوجب الا يقااتل الشعب عن الأرض لأن الرب يقول انها له.
هل سيكون لمثل هذه الأصوات تأثير على مجتمعاتنا وعلى كنائسنا الانجيلية المحلية في الشرق وللكنائس من نفس الطوائف في العالم ككل؟