عادت مهنة الطبيب لتكون حلم كل ام عربية لابنها (واحياناً بنتها) في البلاد. فمع تقدم الابحاث وارتفاع مستوى الخدمة الطبية ومستوى الحياة المتقدم ، زاد معدل الاعمار ومعه المشاكل الطبية وبالنتيجة ايضا الطلب المتزايد على الأطباء. فاصبحت مهنة الطب مطلوبة حتى اكثر من الماضي اذ عملها مضمون ومعاشها متيسر وبمتناول يد حتى للعرب في البلاد، وان كان يتطلب ساعات عمل طويلة وسنين كثيرة من الدراسة والتخصص لريثما تدّر المال على العاملين بها.
ان كون الطبيب صاحب الحل الممكن للمريض في زمن نشهد فيه هوَس الانسان براحته ورفاهيته وبالتالي صحته، ترفع من مكانة مهنة الطب. انها بالاحرى رسالة علاج للانسان في احدى اصعب لحظاته.ولقد جسّد الرب تلك المهنة والرسالة التي تقف وراءها في تشبيهه بها وبغيرها من المهن. فهو المهندس، المحامي، الراعى وايضاً ...الطبيب.
جسّد يسوع في حياته الطبيب الماهر الذي لا يخيب في اكثر من ناحية.
فهو طبيب التخدير الذي ابدع في تخصصه حين اوقع سباتا على آدم قبيل اجراء عملية اخذ ضلع منه ليخلق حواء (تكوين 2: 21).
وهو الجراح البارع الذي اتم عملية اخذ الضلع من آدم بدقة.
وهو طبيب الجلد المتميز الذي شفى نعمان السرياني من برصه دون ان يترك اثرا ما، ومثله فعل من العشرة بُرُص في العهد الجديد ( لوقا 17: 12. انظر ايضاً متى 8 :1-5).
ان يسوع هو افضل المختصين بالاوعية الدموية اذ اوقف نزيف الدم المستمر عند نازفة الدم (متى 9: 20).انه ابرع الجراحين اذ اعاد والصق اذن ملخس عبد رئيس (يوحنا 10:18)، . كما انه ابرع الاختصاصيين بالانف، الاذن والحنجرة اذ الصق الاذن واعادها لجهاز السمع على احسن وجه.
انه افضل طبيب عيون اذ فتح اعين المولود اعمى (يوحنا 9: 32) والاعميان على طريق اريحا (متى 9: 27). لم يحتاج الطبيب الاعظم الى فحوصات وعمليات معقدة لتحسين النظر قليلا ولكنه اعاد البصر باحسن حال واخاله 6/6 ، ان لم افضل.
كما ان يسوع شفى المشلول الذي قام اصدقاؤه بانزاله من السقف بعدما ازالوه مبرهناً انه ليس افضل طبيب عظام فحسب ولكنه طبيب اعصاب وطبيب متكامل ، فاحياء رميم العظام في مشلول تتطلب جوانب شتى من التخصصات ( متى 9 من بداية الاصحاح وانظر ايضا متى 8: 5-14)
كما انه شفى حماة رسوله بطرس التي كانت محموحة فهو الخبير في اعادة الحرارة الى مستواها الطبيعي (متى 8: 15-16). .
وهو الطبيب النفسي الذي يحوّل المضطربين نفسيا الى كاملين نفسيا وآمنين في ذواتهم كما فعل مع الرجلين في كورة الجرجسيين ( متى 8: 28).
خلق الله الانسان ، فمن هنا هو العارف والفاهم والمتمرس بكل ضلع، عظم، اوعية دموية، شريان، غضروف وحتى خلية.
انه طبيب عام لديه كل التخصصات المعروفة وغير المعروفة والتي يتقنها ببراعة كاملة.
انه لا يحتاج الى سرد المريض لما يعاني منه وتاريخ مرضه فهو مختبر القلوب والكلى وعارف كل شئ. كما انه لا يحتاج للصور والفحوصات لتكشف عن ظواهر غير صحيّة في نواحي مختلفة في الجسم لكي يشخّص المرض. انه لا يحتاج الى فحوصات من صور اشعة او سي تي او اي. ام آر او اولترا ساوند او فحوصات الدم والبول ولا حتى الضغط والسكر. انه يشخّص المرض ويشفي رأسا.
ان يسوع الطبيب الاعظم يشفي برحمة ولطف. مجدا له.