كانت أمه زانية فلم يحترمه إخوته. وقرروا عدم إعطائه نصيبا في الميراث. أساؤوا التعامل معه وطردوه من بينهم. وتزايد الوضع سوءا إذ صار يفتاح رئيسا لرجال السوء البطالين. وفي أسوأ مكان في حياته وأسوأ حاله وُجد فيها مدّ الله يده ليفتاح ليحوله من صعلوك إلى رئيس شعب الله. لقد توترت العلاقات مع بني عمون واحتاج الشعب إلى محارب جبار يعينهم فتوجهوا إلى يفتاح.
تحدى يفتاح كل الظروف الصعبة التي فرضها عليه إخوته. فلم ينتقم منهم. ولم يترك الرب بسببهم. العكس هو الصحيح إذ خلصهم من الأعداء وسعى في زمنه وبحسب مفهومه إلى إكرام الرب بأثمن ما عنده.
بكلمات أخرى، في وسط الظروف السياسية الصعبة والصراع على الأرض وتحريف التاريخ في سبيل تحقيق المكاسب السياسية وفي وسط الصراعات الدينية، برز يفتاح ليكرم الرب ويتمسك به. ورغم محدوديات علمه وسلوكياته إلا أنه اختبر حلول روح الله عليه لينجز المهام الإلهية ولتصبح حياته مساحة للتعرف على الله. لا يهم مدى صعوبة خلفياتنا إن كنا مستعدين أن نضع أيدينا بيد الله. تذكر يفتاح في العهد القديم وبولس في العهد الجديد. عندما تضع يدك في يد الله ستكون النتيجة النهائية الكرامة وحلول الروح القدس والذكر المؤبد لمجد الله.