خدم عالي الرب في شيلوه لسنين طويلة. واستخدمه الله في حياة حنة وزوجها ألقانة إذ أخبرها عن استجابة الله لصلواتها. وهو الذي درب شموئيل (صموئيل) على سماع صوت الرب وعلى معرفة تفاصيل الكهنوت. إلا أن أولاده حفني وفينحاس فعلوا الشر في عيني الرب. فسقطوا في خطيئة الزنى أمام خيمة الاجتماع (1 صم 2: 22) وجعلوا شعب الرب يتعدون وصاياه وتصرفوا بخبث.
لقد اختار الله بيت عالي وهم في مصر وانتخبهم للكهنوت ولخدمته وذلك بحسب شهادة الله نفسه المعلنة على لسان رجل الله والمدونة في كلمته (1 صم 2: 27 – 28). ويشدد الله أن وعده وكلمته كانت: "بيتك وبيت أبيك يسيرون أمامي إلى الأبد" (1 صم 2: 30). تعبر هذه الكلمات عن بركة الله المستمرة لبيت عالي. واستخدم النص كلمة "إلى الأبد – עד עולם". وربما صار وعد الله لبيت عالي مبررا للطمأنينة الزائدة والافتخار عند أولاده حفني وفينحاس. فتناسوا قداسة الله. وربما يظن أبناء وبنات خدام الله أنهم نسل البركة بسبب خدمة أهلهم ووعود الله لأجدادهم فيتغاضون عن مخافة القدير وإكرامه. ولكن الله لن يقبل أن يُهان اسمه مهما كان نسبنا أو حسبنا. فبعد أن أعلن الله كلمته ووعده "الأبدي" لبيت عالي قال الله: "حاشا لي! فإني أكرم الذين يكرمونني، والذين يحتقرونني يصغرون" (1 صم 2: 30). وعندما فسر رجل الله قصد ملك الملوك، وضّح أن يصغرون تعني ما يلي: لن يكون شيخ في بيت عالي إذ ستموت ذريته شبانا وسيُعاني نسله من الضيق. وهكذا حصل.
لا نستطيع تبرير الشر استنادا إلى وعود الله لأجدادنا. فيجب أن نتذكر المبدأ الكتابي: يكرم الله من يكرمونه ويؤدب من يحتقرونه. ولا نستطيع أن نتلاعب بكلمات الله كأن نقول أن الوعد أبدي. حاشا لله أن يقبل الشر أو أن يكون ظالما أو أن ينصر الظالم على المظلوم. الله هو إله القداسة. ومن يكرم الله لا يتعدى وصاياه، ولا ينجّس بيت القدوس، ولا يُغوي بنات الرب، ولا يسيء استخدام سلطته الكهنوتية، ولا يجعل أولاد الرب يخطئون، ولا ينشر الخبث والسمعة السيئة. فسمعة خدام الله لها علاقة مباشرة بالله نفسه. ومن يكرم الله يكون مثل صموئيل الذي شهد له الشعب بحق "لم تظلمنا" (1 صم 12: 4) بل فعلت الخير وخدمتنا وخدمت الله بأمانة كل أيام حياتك.