من الثيوقراطية إلى المونوقراطية (1 صموئيل 9 - 10)
حكم الله شعبه من خلال رجال ونساء الله. فكان موسى وبعده يشوع رجلا سياسة ودين في آن واحد. وكان الله هو الحاكم. والثيوقراطية هي المملكة التي يحكمها الله وتسير بحسب شرائعة ووصاياه. وهكذا كان للكهنة دورا مهما، ومن بعدهم حكم القضاة والقاضيات أيضا، مثل دبورة. وتبنى القضاة نفس الأيديولوجية الدينية والسياسية ولكن بنطاق أضيق جغرافيا. وآخر القضاة وأعظمهم هو صموئيل النبي.
طلب الشعب في نهاية حياة صموئيل أن يتحولوا من الثيوقراطية (حكم الله) إلى المونوقراطية (حكم الملك) إذ أرادوا أن يغيروا النظام السياسي والديني ويقيموا ملكا يكون هو السلطة الأرضية العليا. وتكون له مكانة خاصة في تنفيذ المشيئة الإلهية. ولقد تبنوا الأيديولوجيات السياسية الدينية للشعوب المحيطة بهم دون أن يتخلوا عن يهوه. كان الملك عند كثير من شعوب الشرق القديم يُعتبر ممثل الله على الأرض وربما ابنا لله.
لم يرفض الله طلب بني إسرائيل ووافق أن يعطيهم ملكا يسير أمامهم. ولكن الله انزعج من دوافعهم إذ أن ثقتهم بالله الملك ضعفت ورؤيتهم أنهم شعب متميز فترت. فأرادوا أن يكونوا مثل باقي الشعوب بدلا من أن تكون باقي الشعوب مثلهم. وهكذا سكب صموئيل الزيت على رأس شاول وقبّله علامة على تعيينه ملكا.
إخوتي وأخواتي، يجب أن نفحص دائما دوافعنا في طلباتنا. ولنتذكر دائما أن الأنظمة قد تختلف ولكن يجب أن يكون قلبنا نحو الله صحيحا. ويجب أن نتمسك بالرب مهما كان النظام السياسي أو الإداري. فلنعلنه ملكا ولنسلك كشعب الرب وليس كباقي الشعوب.