الشاب الذي تصرف بعكس إرادة أبيه (1 صموئيل 14)
كان أبوه أول ملك في إسرائيل. وتميز أبوه بقامته ودعوته ولكن جوناثان اختار طريقه بنفسه ولم يجلس في ظل أبيه. اختلف مع أبيه في عدة مواقف. وتصرف بحسب قناعاته وليس بحسب قناعات أبيه. فعندما قرر أبوه أن يختبأ من الفلشتيين، ابتعد جوناثان عن المختبئين وقرر أن يحارب أعداء الله. كان المنطق يحث الزعماء ألا يدخلوا المعركة. فهم ينقصهم السلاح ويتحكم أعدائهم بتزويد الأسلحة الحادة. ولكن جوناثان لم يتصرف بحسب المنطق العسكري بل تحرك بحسب إيمانه برب العهد.
وبسبب جرأة جوناثان وإيمانه تغير موازين القوى وانتصر شعب الله على اعدائهم. ولكن شاول ملك إسرائيل أخذ مرة أخرى قرارا دون التشاور مع الله. فلعن من يأكل حتى ينتقم من اعداءه (1 صم 14: 24). أتعب قراره الشعب ومنح الفرصة للعدو أن ينجو. لم يمسك جوناثان لسانه حين قال: كدّر أبي الأرض (1 صم 14: 29). وبسبب موقفه تعرضت حياته للخطر لولا رحمة الله وتشفع الشعب من أجله.
وبرز الخلاف بين جوناثان وشاول في مواقفهما المتباينة من داود. أراد شاول أن يقتل داود أما جوناثان فرأى بحق أن داود إنسان صالح وموضوع ثقة. أعمت الغيرة بصر شاول أما جوناثان فتمسك بالعدل والأخلاق الحميدة حتى ولو خسر فرصته في أن يكون الملك القادم.
نضطر أحيانا أن نتصرف بحسب إيماننا وضميرنا حتى ولو تعارضت مواقفنا مع أهلنا. فمن أحب أبا أو أما أكثر من السيد المسيح فإنه لا يستحق الرب. الله أولا. نعم نحن مطالبون أن نكرم الأب والأم لأن هذه هي وصية الله. ولكننا مطالبون أيضا أن نطيع الله أكثر من الناس حتى أقرب الناس.