تأملات من العهد القديم: تابوت العهد (1 صموئيل 4 – 6)
يُعتبر تابوت العهد من أقدس المقدسات في العهد القديم. وعندما خسر بنو إسرائيل المعركة مع الفلشتيين، قرروا أن يحضروا تابوت العهد إلى المعركة مصممين أن يجعلوا الله يحارب عنهم ويمنحهم الفوز. ولكنهم فقدوا التابوت في المعركة وخسروا كل شيء (1 صم 4: 5 – 11). لم يدركوا أن المقدسات بدون القدوس لا تنفع شيئا. أحيانا نتمسك بالمقدسات سواء أكانت صورا أم صلبانا وكأنه هي التي تخلصنا غير مدركين أن الخلاص هو من الله وحده وأن المقدسات بدون القدوس لا تنفع شيئا.
أخذ الفلشتيون تابوت العهد بعد أن كان في شيلوه ووضعوه بين الأصنام في بيت داجون (1 صم 5: 2). لم يدركوا أن المقدسات ليست ميداليات تعبر عن فخر الإنسان وانتصاره وتعظمه. لم يدركوا أن المقدسات يجب أن تُستخدم بحسب إرادة القدوس وإلا ستتحول من بركة إلى لعنة. أراد القدوس أن يتعلموا الدرس. فسقط إلههم داجون على الأرض وقُطع رأسه ويداه ليظهر أن الله هو الأعظم. وضرب الله الفلشتيين بأمراض وأوبئة. فقرروا إبعاد تابوت العهد.
ثم قرر الوثنيون أن يكرموا إله أهل العهد وأن يعيدوا المقدسات إليهم آملين أن يفوزوا برحمة الله وأن تزول كربتهم (1 صم 6: 5). وقرر الوثنيون أن يطيعوا الدروس التي تعلموها من التاريخ. فلماذا تحلّ عليهم المصائب كما حّلت على فرعون مصر؟ ولماذا يقسّون قلوبهم؟ فصمموا أن يطلقوا تابوت العهد ويعيدوه عالمين أن قدوس إسرائيل هو الأعظم شأنا.
تحتاج أحيانا أن نغير توجه حياتنا لاسيما عندما تظهر مقدسات الله في وسطنا وعندما تسقط أصنامنا التي أكرمناها لسنين طويلة وعندما تستنير عقولنا ونتعلم من الذين سبقونا وعندما تكثر آلامنا. يجب حينئذ أن نكرم الله ولا نقسي قلوبنا. ويجب أن نعترف بفوز الله علينا وبهزيمتنا أمام قداسته. فهو القدوس ومن يقف أمامه؟ لنهاب الرب ونكرم مقدساته كتعبير عن احترامنا له وليس كأصنام نضيفها إلى بيت آلهتنا. ولنتذكر أن المقدسات بدون القدوس لا تنفع شيئا.