تأملات من العهد القديم: الفتى والعملاق (1 صموئيل 17)
عيّر جليات شعب الله وإلههم. ودعا كل أبطال شعب الرب للمبارزة. فلم يظهر أحد منهم. خاف الجميع. ولكن لماذا ارتعب الناس من جليات؟ كان جليات ذا طبيعة جسمانية متميزة. كان عملاقا بحجمه وطوله. منظره مخيف وبضربة واحدة من يده تسقط الرجال. وكان متجهزا بأحدث الأسلحة وأفضلها. ولا يوجد نقطة ضعف في سلاحه. يلبس خوذة ودرعا وقطعا أخرى تحمي أجزاء جسده. ويحمل رمحا وسيفا وأمامه ترس كبير.
كان جليات خبير في الحرب النفسية ومؤثرا في زرع الخوف في أعدائه. تحدى شعبا بأكمله أن يختاروا أفضل رجل عندهم ليحاربه. لقد امتلكوا جيشا ولكنهم لم يجدوا رجلا واحدا يحاربه. فعيّرهم وأهانهم ولعن إلههم. وفعل نفس الأمر يوما تلو الآخر حتى تعود الشعب أن يسمعوا الإهانات ويصمتوا. وقبل شعب الرب الهزيمة متغاضيا عن سمعة الله وعن محفزات الملك شاول. وعد شاول أن من ينتصر على جليات سيتزوج بنت الملك ويغتني بماله ويُكرّم أمام الجميع.
وعندما سمع الفتى داود تعيير العملاق جليات وتحفيز الملك شاول، قرر أن يحارب عدو الله. فما الذي حفّز داود على هذا القرار الخطير؟ لقد نظر داود إلى عظمة الله وليس إلى إمكانيات جليات. فعندما نعتبر قوة الله تصغر في أعيننا كل قدرة أخرى. وتصبح القوى المضادة كقشة أمام نهر جارف. ووثق داود بقوة الله وحمايته وعلم أن الله سينجيه من الخطر لأجل مجد اسم الرب. فتطوع داود للمهمة الخطيرة التي لم يقبلها أحد غيره. وقرر أن يحارب بطريقة فريدة تعكس ثقته برب الجنود. وأعلن أمام الجميع أنه يحارب باسم الرب وبثقة فيه. وانتصر الفتى على العملاق الكبير لأن الله كان معه.
ما المعركة التي تواجهك وتواجه شعب الرب اليوم؟ ومن هو جليات في حياتنا وكنائسنا ومجتمعنا؟ هل ستستعدون للمعركة كما فعل داود؟ وهل أنتم مستعدون أن تحاربوا من يستخف باسم المسيح وشعبه وتحاربوا بطريقة تعكس مجد الله وقدرته أم ستختبئون بسبب الخوف؟ ليس داود مجرد شخصية تاريخية بل نموذجا لكل من يختار أن يثق بالله في حربه ضد جليات.