سقوط ملك عظيم (1 صموئيل 13 – 31)
شاول أول ملك في إسرائيل. وفي زمنه تغير الواقع السياسي لشعب الله فتحولوا إلى مملكة. وصار شاول ملكا يملك السلطة الأكبر في البلاد. إلا أن جوع شاول للتسلط والزعامة المطلقة دفعه إلى النزاع مع السلطات الأخرى. فلم يلتزم بتعليمات النبي صموئيل. ولم يثمن تعددية المهام والمسؤوليات. فعندما تأخر صموئيل عن ميعاده قرر شاول أن يقدم الذبائح وهكذا لم يحفظ وصية الله (1 صموئيل 13). وعندما أوصاه النبي صموئيل أن يحرّم عماليق لأنهم تحت حكم الإعدام الإلهي، لم يلتزم بالوصية (1 صموئيل 15). وهكذا تعدى تعليمات الله.
ثم نرى شاول يحارب السلطة الكهنوتية بسبب فلسفة الحكم المستبدة وخوفه على السلطة. فلقد قرر شاول إباحة دم الكهنة. فدعا أخيمالك بن أخيطوب الكاهن وجميع كهنة نوب ثم ذبحهم بدون حق ليحافظ على كرسيه. لم يأبه بأنهم رجال الله وبرفض رجاله أن يمدوا أيديهم على الكهنة، بل صمم على التخلص منهم. فتقدم دواغ الأدومي السفاح وحقق مبتغى شاول. وهكذا بدلا من أن يحيط شاول نفسه بكهنة الرب التف حوله سفاحون مثل دواغ الأدومي وأبنير بن نير.
ورفض شاول أية معارضة لرأيه. فلقد حاول أن يقتل ابنه يوناثان لأنه لم يلتزم بالتعليمات العسكرية (1 صموئيل 14). وغضب على ابنه أيضا عندما طالبه ابنه بالالتزام بالحق والعدل وبعدم قتل داود بطل إسرائيل. كان رده لا يليق بمسيح الرب إذ لم يرفض الحق فحسب بل سبّ يوناثان وأمه بكلمات قبيحة. ثم حاول طعن ابنه بالرمح (1 صم 20: 30 – 33).
وظهرت زعامة شاول وبرز تسلطه عندما حاول قتل داود. لقد اختار الله داود ليكون بطل إسرائيل فقتل داود جليات. وكانت خطة الله أن يُكرّم داود ولكن شاول غار منه. وبدلا من الاستثمار في أبطال المملكة أراد التفرد بالسلطة. فحاول أن يقتل داود مرة تلو الأخرى وأن يتخلص من كل مساهمة له. وبالرغم من إثبات داود أكثر من مرة أنه لا يريد الإطاحة بشاول وكرسيه إلا أن غيرة شاول أعمت بصيرته.
واستمر شاول بالنزول نحو الهاوية. فلم يعد يكلمه الرب لا بالأنبياء ولا بالكهنة ولا حتى بالمعارضة الصادقة. ولهذا توجه إلى وسائل ملتوية وإلى أرواح الأموات ومستحضري الأرواح ليأخذ قرارات تحركات شعب الله. وهكذا حصد موته وموت شعبه لأن سلطة الزعامة أعمته.
إخوتي وأخواتي، القيادة مسؤولية إلهية خطيرة. فيجب أولا أن نفهم أن الله أقام ملكا وكاهنا ونبيا ومعارضة لنصل معا إلى بناء المملكة الإلهية. فلا تعمل وحدك لأنك لن تكون راضيا في النهاية. وتعلّم من سقوط شاول لتقف بكرامة أمام الرب بدلا من السقوط مع الشعب إلى عالم الموت.