تابوت العهد وجد بيتا (2 صموئيل 7)
ارتبط تابوت العهد بالله. وتابوت العهد صندوقٌ خشبي مغشى بالذهب من الخارج والداخل (خروج 25: 11). ويحوي الوصايا العشر وعصا هارون والمن الذي أعطاه الله لبني إسرائيل في البرية ومكانه قدس الأقداس إذ يعبّر عن حضور الرب وسط شعبه وعن عهده معهم. إنه أقدس المقدسات وربما يشبه الصليب عندما نحن المسيحيين. فهو علامة موت وحياة في ذات الوقت.
كان هذا الصندوق المقدس يتنقل من مكان إلى آخر بحسب ترحال الشعب. فسار في برية سيناء ثم أرض سيحون وعوج وعبـر نهر الأردن فتوقف جريان النهر حتى عبـر الشعب (يشوع 3: 12) واستقر الصندوق المقدس في شيلوه حيث خدمه عالي الكاهن. ثم أخذه بنو إسرائيل إلى الحرب فسلبه الفلستيون ووضعوه في معبد داجون في أشدود. سقط تمثال داجون وتكسّر (1 صموئيل 5). ولهذا نقلوا الصندوق المقدس إلى عقرون. فضربهم الوبأ إذ تعاملوا مع المقدس بنجاسة. لهذا أعادوه ببقرتين مرضعتين إلى بيتشمش فتأذى كل من رأى الصندوق المقدس. فقال الشعب: "من يقدر أن يقف أمام الرب الإله القدوس هذا؟" (1 صموئيل 6: 20). فأرسلوا الصندوق المقدس إلى قرية يعاريم (أبو غوش). وبعد أن كان في حقل يهوشع البيتشمشي استقر الصندوق المقدس في بيت أبيناداب اليعاريمي مدة عشرين عاما (1 صموئيل 7: 2). ولم يفكر شاول أو يحاول أن يبني بيتا ليستقر فيه هذا الصندوق المقدس الذي يذكّر الشعب بالله وعهده وتاريخ الخلاص والتحرير والفداء الإلهي.
ولكن لما سكن داود في أورشليم وأراحه الرب من جميع أعداءه (2 صموئيل 7: 1)، أراد داود أن ينقل الصندوق المقدس إلى أورشليم. فحملوه من بيت أبيناداب. ومات عُزة بن أبيناداب لأنه غفل عن رعاية تحركات صندوق العهد أثناء النقل. فتـردد داود في أكمال عملية النقل ولهذا استقر صندوق العهد في بيت عوبيد الجتي مدة ثلاثة أشهر. ثم نقله داود بذبائح كثيرة وبكرامة وفيرة وبتسبيح يليق بإله الآلهة. فسكب كل قدرته وصنع أكبر الاحتفالات إكراما لله. وأراد أن يبني بيتا يستقر فيه الصندوق المقدس ويكون معبدا يتعظم فيه اسم الرب.
عندما نكرم الله كما يليق سيكرمنا الرب. عندما نتقدس أمام القدوس سننال بركات السماء. ولهذا أكرم الرب داود فكلمه بالنبي ناثان. ووعده ببركات إلهية لا يستطيع بشر أن يحققوها. وعندما نسعى إلى بناء بيت الله بقلب صحيح سيبني الله بيوتنا ويثبت حياة البركة لنا ولأولادنا. وسيمنحنا الله رحمة لا تُنـزع وأمانا لا يموت. فنصلي ونسبح وتحتفل بوعود الله ونصرخ قائلين ليتعظم اسمك ولتثبت كلمتك ولتسود بركتك فما أنا إلا عبدك إلى الأبد. فلنكرم المقدسات الإلهية تعبيرا عن إكرامنا لله. فنحترم بيوت العبادة ونحترم رموز العبادة والأهم من كل هذا نقدس نفوسنا وأجسادنا لأن الله قدوس.