منح الرب مكانة خاصة لمن يؤمن به ويقبله وهو البنوية. اصبحنا ابناء وبنات لملك الملوك ورب الارباب مَن فدانا واقتنانا. ولكن يبدو للمتفرج اننا ابعد ما نكون عن ذلك المقام العظيم، بل نعيش كالايتام.
البنوية لا تعني العيش بكبرياء وخيلاء واستعلائية بل العيش مثل الاب حاملين صفاته، متمثلين به ومتممين ارساليته.
ان هويته التي ينبغي التمثل بها تشمل فيما تشمل محبة البشر، كراهية الخطية ومستوى ادبي سامي مثل الامانة، الصدق والعدل.
كما ان هويته التي ينبغي معرفتها هي انه الاله الغني، الازلي والابدي، كلي القدرة المنزه عن الخطية.
ان ارساليته تتمثل بمحبة البشر وايصال رسالة الفداء لهم وايضا ارساء مبادئ الملكوت بين البشر.
اين نحن من ذلك؟
ان اتباع المسيح من الفلسطينيين في اسرائيل يعانون من كونهم اقلية عددية مهمشة في بلد تعيش في ظل الصراع الذي اصبح شبه مستديم.
انها اقلية قليلة التأثير لم تكتف الدولة بتهميشها ولكنها ساهمت بنفسها بذلك عن طريق التشرذم الذي ادماها. فالطوائف والمجموعات المسيحية المختلفة والتي تعمل بانفرادية وبمعزل عن باقي الجسد تزيد حقيقة وألم اليتم.
فبدل ان تكون هذه الاقلية متراصّة قوية مركزة وذات تأثير وفعالية كما يناسب اولاد رب المجد نفسه، تعاني هي من التشتيت والوهن.
تغيير هذا الواقع لحالة يعيش فيها اتباع الرب كاولاد له، يتطلب افعالا على الصعيد الشخصي كما الجماعي. الاول يتطلب وعياً روحيا عميقاً للمكانة الروحية كاولاد للرب. انه يتطلب فهماً افضل لهوية الرب وعلاقة حميمة معه وعزيمة على الالتصاق به والتمثل بشخصه.
هذا لا يتم من تلقاء نفسه بل يحتاج مرشدين واعين وناضجين وواعين يقودون الشعب لهذا الفهم لهوية الرب وللرغبة في التوحد به.
اما الثاني الجماعي فيتطلب باختصار تجميع كل الموارد التي وضعها الرب في كنيسته افرادا وجماعات للعمل. يمكن لافضل الخامات وضع خطة متكاملة يتجمع الكل حولها للوصول لاهداف الارسالية التي وضعها الاب السماوي لكنيسته.
لا يتم ذلك دون التخلي عن المركزية والانانية ويتطلب ذلك وحدة قلبية ومحبة شديدة ومرجعية بين الافراد والجماعات.
هل من قادة تؤلمهم حالة اليتم التي نعيشها وسيسعون للعمل لتغيير ذلك ولتشكيل حالة جديدة يعيش فيها المؤمنون كابناء وبنات الملك وليس كاليتامى؟