تأملات من العهد القديم: تمزق الثوب الجديد (1 ملوك 11)
فقد سليمانُ الحكيمُ حكمتَه بسبب المال والسلطة والنساء. فتزوج نساءً من كل الأمم وصاهر كل الأديان. فأمالت نساؤه قلبه إلى عبادة الأوثان. وغضب الرب على سليمان. ولهذا حصل انشقاق في مملكته. نعم، نستطيع تفسير الانشقاق من ناحية اقتصادية أو سياسية أو اجتماعية، ولكن كاتب سفر الملوك أصرّ على أن الانشقاق سببه عدم طاعة الرب وأنه علامة على الدينونة الإلهية (1 مل 11: 11).
وأقام الرب خصوما لسليمان مثل هدد الأدومي الذي هرب إلى مصر وتزوج أخت تحفنيس ملكة مصر، ورزون بن إليدع ويربعام بن نباط. والتقى النبي أخيا الشيلوني القائد يربعام. ومزق ثوبا جديدا إلى إثنتي عشرة قطعة وقال ليربعام خذ لنفسك عشر قطع لأن الرب سيمزق المملكة ويعطيك عشرة أجزاء ويبقي جزءا واحدا لنسل سليمان. لقد تمزق الثوب الجديد لأن المملكة والخدمة العظيمة ستنقسم. وعندما علم سليمان بهذه الأمور لم يتب ولم يتذلل أمام الرب، بل حاول أن يقتل خصومه. فهرب يربعام إلى شيشق ملك مصر وبقي حتى مات سليمان.
للأسف، تكثر الانقسامات في مملكة الرب. فبالرغم من إرادة الله الواضحة أن تكون المملكة متحدة وأن يكون الله هو ملكها الأعظم إلا أن الانقلابات ضد الله والإشراك بعبادته قادت إلى الانقسام. لقد خضع سليمان لضغط الأقارب والمجتمع والأديان الأخرى، واستسلم لروح القتل وأهمل حياة التوبة والتمسك بشريعة الله. سقط في حفرة العناد والحكمة الإنسانية التي تُشرك بالله ولا تنكسر أمامه. ولم يتضع عندما سقط في الخطيئة ولم يتراجع عن شروره. ولهذا وقعت مملكته تحت الدينونة وانقسمت. انقسام المملكة الإلهية علامة سلبية في كل الأجيال. وعدم اكتراث القادة واهمالهم لإصرار الله على نقاء القلب خطر يداهم كل قائد. ولسنا أحكم من سليمان إلا إذا سجدنا طالبين رحمة الرب ودعوناه أن يستخدمنا لتقوية المملكة المتحدة تحت سيادة الرب الواحد. وطلبنا منه منع الانقسام وتطهير قلوبنا من كل شر. ولعل حكمة الوحدة المقبولة عند الله تبدأ عندما يبدأ كلٌ منا بفحص قلبه وتتويج الرب ملكا على كل سنتيمتر من خدمتنا.