وُلدت أنثى
في عالم يجحف حق المرأة
ينظر إليها من فوق إلى الأوطى
ضعيفة، بسهولة يستغلها الأقوى
حلوةٌ، صغيرة
بالمصاعب والمصائب تأتي
"فهمّ البنات للممات"
لذا بالهمّ حياتها ملآى
وَأدوها في الماضي
ختنوها، ومازالوا
يرمونها جرحى
آذَوا عواطفها
رسموا صورةً للأنثى
مشوّهة
إستمر الزمان يمشي ويدور
حتى جاء من الأعالي ربّها
في أحشاء أنثى، عذراء
تصوّر
تجسّد طفل في حضن امرأة
ربّته هي، وحفظت
كل شيء عنه في قلبها
السامريّة عند البئر انتظر
وأرسلها محرّرة
والأرملة، بإقامته من الموت وحيدها
أعاد لقلبها البهجة
وللنازفة منح الشفاء
لأنها آمنت بربها
والزانيّة والمجدليّة والفينيقيّة
مع من لم يتقابل؟
فقد أحبهنّ واحدة واحدة
رغم كونها أنثى
تبعته النسوة من الجليل
خادمات حتى من أموالهنّ
من قلوبهنّ الطوعى
سمعنّ منه قوله "يا إبنة"
وأيضًا "عظيم إيمانك يا امرأة"
و "مثل هذا الإيمان لم أرَ"
وهنّ عند الصليب وقفن
لم يتركن ولم يتخليّن
عن سيدهنّ ولو لحظة
إلى القبر تبعنه، بالحنوط، باكيات
وبعدما غادرنّ
وقفت هناك امرأة
إياها نادى
أعطى البشارة
وعرّفها بالقيامة
أنه الربّ الذي قهر الموت وقام
وهو القبر مفجرًا
صدّقته هذه المرأة
وركضت مدهوشة فرحة
إلى إخوته أوصلت البشارة
وهم إلى المسكونة بعدها
فهذه الأنثى
وجدها يسوع بالأمانة جديرة
فأعلمها، ائتمنها
وهي أنثى
واستمرت تحبه
تخدمه، تطيعه إلى يومنا هذا
محبته حرّرتها
من عالم يجحف حقّ المرأة
ينظر إليها من فوق إلى الأوطى
ربّها رفعها
إئتمنها وهي الأنثى
وُلدت أنثى
وأنا ولدت امرأة
أنا إمراة