ياهو بن نمشي (2 ملوك 9-10)
لا علاقة لاسمه بموقع ياهو الإلكتروني. فهو ملك في يسرائيل البيبلي في القرن التاسع قبل الميلاد. عاش زمن النبي أليشع خادم إيليا وخادم الرب. وبعد انهيار بيت يربعام (1مل 14: 10؛ 1مل 15: 29) ثم بيت بعشا (1مل 16: 3، 11) جاء الوقت ليدين الله بيت آخاب بن عمري وزوجته الشريرة إيزابل. كان ياهو أداة العدالة الربانية والدينونة الإلهية. ونحن نتحاشى في كثير من الأحيان التفكير في الدينونة. فبدونها تضمحل بل تختفي العدالة.
لقد أرسل أليشع أحد بني الأنبياء ليمسح ياهو ملكا. وحصل ياهو على دعم قوّاد الجيش. كان ياهو مصنوعا لضرب بيت آخاب ولمعاقبته على سفك دماء عبيد الرب. كان معيّنا من الله لينهي تسلط ودكتاتورية إيزابل سافكة الدماء (2مل 9: 7-10). ولقد تمت الأحداث في إطار حرب دينية بين أتباع بعل وأتباع يهوه. وبعل هو إله الزوابع والأمطار. ولقد تنافست الديانتان بعنف شديد. كانت الحرب دموية من الطرفين. فمن ناحية قتل إيليا انبياء البعل ومن ناحية أخرى قتلت إيزابل عبيد الرب. وجاء ياهو لتنقلب موازين الحرب ويتم القضاء على عبادة البعل.
وهكذا قتل ياهو إيزابل وأكلت الكلاب لحمها. ثم قتل ياهو أولاد أخاب السبعين في السامرة. فلقد هدد ياهو السامرة وطالب برؤوس أبناء أخاب. فاستلم رؤوسهم في سلال ثم جعلها في كومتين. وأكمل طريق القتل بإبادة كل الذين بقوا لبيت أخاب. وبعد تخلصه من السيادة السياسية جمع كل أنبياء البعل وعابديه وكهنته وحصلت مجزرة دينية كبيرة. واستأصل ياهو عبادة البعل من يسرائيل. وحوّل ياهو معبد بعل إلى مكان لقضاء الحاجة(مراحيض - מחראות) مما يعبّر عن قمة الإهانة لبعل وأتباعه.
كمسيحيين لا نستطيع تشجيع هذا النوع من الحروب الدينية لاسيما في ضوء معرفتنا للسيد المسيح وتعاليمه. فنحن لا ندعو إلى إهانة أو إبادة وقتل من يعبد إلها آخرا. ولهذا نسأل أنفسنا: كيف نفهم هذه النصوص في ضوء العهد الجديد واللاهوت المسيحي وإعلان الله الكامل في عهديه؟ لا شك أن النص ديني ويهدف إلى كشف طبيعة الله وإرادته. لا يهدف النص إلى نشر العنصرية والتوجهات الدموية والحروب الدينية، بل يظهر النص أن الله ديان وأنه يُعاقب من يعبد الأوثان ومن يسفك دم الأبرياء. إنه إله العدالة الذي لا يقبل سطوة وسيطرة الشر إلى الأبد. ولقد استخدم الله ومازال يستخدم الأنظمة السياسية والسلطات القانونية لعقاب الأشرار ولوضع حدود لانتشار الشر. وينتهي سفر الملوك بعقاب بني يسرائيل ودمار معبدهم الرئيسي في أورشليم لأنهم لم يعبدوا الله ولم يطيعوه. فانتهى بهم المطاف في السبي والدمار. وهذه خاتمة سفر الملوك وخاتمة كل من يختار إلها غير الله. وكأن عرض النص للنهاية الدموية للمتمردين والضالين هو دعوة للتوبة لكل من له إذن للسمع ولكل من يملك ذهنا يفكر بعواقب الأمور وبمغزى الحياة.