اعُدتَ يا عيد؟ لكن اين صاحب العيد؟
أرأيناك بالشجرة التى نصبوها في كل زاوية، وانت الذي علقوك على شجرة؟ ارأيناك بزينة الميلاد المزركشة وانت الذي خلقت الالوان ببهاء عظيم؟ ارأيناك حين انهينا العد فاضاءت الشجرة وسطع نورها، وانت الذي انرت بنورك ظلمة الحياة؟ ارأيناك في هدايا العيد وانت هدية الله للبشر- وليس اي عطية، بل اعظمها؟ ارأيناك بضحكة الاطفال وانت من احببتهم حتى انك زجرت التلاميذ حين ابعدوهم عنك؟ ارأيناك بتجمعات فرح الاصدقاء التي تخيم اجواء المحبة عليها، وانت المحبة بذاتها؟ ارأيناك بجلسات العائلة المفعمة بالالفة والحميمية وانت من باركت العائلة واقمت عائلة من اتباعك وقلت لهم ان الناس ستعرفهم من محبتهم لبعض؟ ارأيناك بالموسيقى والالحان والترانيم الميلادية وانت لحن الحياة التي نسير دربنا على نغماتها؟ ارأيناك بموكب المسيرة وانت الذي تبعتك الجموع لتسمعك ولتختبر شفائك وعجائبك؟ رأينا صور عنك في كل مشاهد العيد... لكن رأيناك جلياً حين نظرناك بعين الايمان. وعندها فاض قلبنا بالمحبة لك.
رأيناك يا صاحب العيد بوضوح حين رأيناك وانت رب المجد في المذود الحقير.
رأيناك طفلا صغيرا وامك العذراء ترنو اليك بنظرة محبة شديدة وقد تذكَرت قول الملاك المبشر، فاحببناك معها.
رأينا بوضوح كيف ينظر يوسف اليك بحنو تارة ولمريم العذراء باعجاب تارة اخرى وقد ارتسمت بسمة على محياه، فاحببناك نحن ايضا.
رأيناك طفلا يبدو عاجزاً مع انك رب الجنود واله الكون وكل ذلك لكي تأخذ جسد انسان وتتأنس وتسير في ارضنا.
رأيناك بام اعينينا حين شاهدنا الملائكة ترنم لمجيئك والمجوس تقدم كنوزها عند قدميك الصغيرتين.
رأيناك حقيقياً حين عرفنا انك اتيت من اعلى سماءك لتسير طريق شقاء حتى تصل لصليب العار وتموت عليه لأجلي...فاحببناك.