لعيد الميلاد بهجته ورونقه الخاص. وفي هذا الموسم المبارك، تكثر الانشغالات والمناسبات والاحتفالات. ودائمًا نقول، لنحتفل ونفرح ونجتمع معًا، ولكن، لا تنسوا صاحب العيد. لا تنسوا أن العيد عن يسوع وليسوع. فكيف إذًا نحتفل بصاحب العيد؟ أريد هنا أن أعطيَ مجموعة صغيرة من الاقتراحات العملية والبسيطة والتي يمكن تطبيقها، ومن خلالها نقول ونعلن أننا احتفلنا بعيد ميلاد يسوع وأعطيناه مركز الصدارة.
1- زيارة كنيسة المهد
إنه لشرفٌ لنا أن نعيش في فلسطين! أود أن أبدأ بأن أقترح أن تذهب إلى كنيسة المهد، وتقضي هناك دقائق في صلاة صامتة، متأملاً في سرّ التجسّد؛ كيف أصبح اللهُ إنسانًا مثلنا، ليقترب منّا، وليجسّد لنا محبة الله. تكلّم مع الله، واستمع لهُ في صمتٍ.
2- المسامحة
في زمن الميلاد نتذكّر سرّ الفداء، وكيف أن الله صالحنا مع نفسه من خلال المسيح. فمن المهم في زمن الميلاد أن نعيش المسامحة والغفران، ونتصالح مع الذين نحن في خصام معهم. تذكّر قول المسيح: "فَإِنْ قَدَّمْتَ قُرْبَانَكَ إِلَى الْمَذْبَحِ، وَهُنَاكَ تَذَكَّرْتَ أَنَّ لأَخِيكَ شَيْئًا عَلَيْكَ، فَاتْرُكْ هُنَاكَ قُرْبَانَكَ قُدَّامَ الْمَذْبَحِ، وَاذْهَبْ أَوَّلاً اصْطَلِحْ مَعَ أَخِيكَ، وَحِينَئِذٍ تَعَالَ وَقَدِّمْ قُرْبَانَكَ".
3- العطاء
في وقتٍ يكثر فيه إنفاق المال على الحفلات والهدايا والملابس، أدعوكم أن تتذكروا غيركم، من ليس لهم. هناك كثيرون محتاجون بيننا. وكلنا يعرف عائلات وأفراد تحتاج مساعدة مادية. فلنعطِي. ولنعطي بسرورٍ. ولنعطي بكرم. ولنعطي لننال المديح من الله لا من الناس، كما علمنا المسيح. فالتحدي هو أن نعطي دون أن نُعلِمَ أحدًا أننا أعطينا.
4- الزيارات
وكما نعطي من أموالنا، لنعطي أيضًا من وقتنا، بزيارة من لا يوجد من يهتم بهم. هناك الكثير، وخاصة من المسنّين الذي يقضون العيد في وحدة – ربما أولادهم وبناتهم في الغربة أو انشغلوا عنهم. لنعطي الاهتمام والرحمة للناس كما أعطانا إياهما الله.
5- الترانيم
ما يميّز هذه الفترة هي موسيقة الميلاد، من أغانٍ وترانيم. ليكن استماعنا هادفًا وموجّهًا. ولنتذكر قول القديس أغسطينوس، أنّ من يرنّم يصلّي مرتين. فإن كان من خلال الاستماع للترانيم، أو من خلال حضور الجوقات على التلفاز أو مباشرة، لنعطي التسبيح لربّ المجد يسوع المسيح.
6- قراءة قصة الميلاد
أريد أن أقترح هنا أن تقرأ قصة الميلاد كما وردت في الانجيل (متى 1-2، ولوقا 1-2). لنقرأها بهدوء. لنتأمل بمعانيها وتفاصيلها. لنقرأها مرّة ومرتين وثلاث. ولنقرأها في البيت مع عائلاتنا وأطفالنا. هكذا نحيا الميلاد، ونعطي المجال لكلمة الله كي تكلمنا وتعمل فينا.
7- حضور الصلاة
أخيرًا، كيف نحتفل بصاحب العيد دون أن نلتقي به في الكنيسة – في الخدمة/القدّاس؟ ليتنا نقصد كنائسنا في هذا العيد. ليتنا نذهب كعائلات. ليتنا نحارب الكسل والانشغال. في الكنيسة نلتقي المسيح. ومن خلال الترانيم نعطيه التسبيح. وفي الوعظ ننال التعزية والبناء. وفي سرّ العشاء الرباني نتّحد مع المسيح خبز الحياة النازل من السماء والواهب نفسه لنا.
لنحتفل بالعيد. ولكن ليتنا لا ننسى صاحب العيد! وكلّ عام وأنتم بخير!