بادرت الكنيسة المعمدانية في الناصرة الى تأسيس مَيتم في أوائل عام 1946 بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية وأُسندت قيادته إلى مجموعة من الخادمات المرسلات وعلى رأسهن جوليا صقر جراهام وكيت إلين جروفر وكانت اول طفلة تنضم الى هذا الميتم هي راضية شرش (قبطي).
بعد احداث النكبة في عامي 1947-1948، تشتت العديد من العائلات وقام الميتم بقبول المزيد من الأولاد وازدادت المسؤوليات، وانضمّ إلى الطاقم بعض المساعدين من بينهم منصور نصير ونصرالله أشقر (الأب برنابا).
وفي كانون الأول من عام 1948، تم العثور على طفلة عمرها يوم واحد على باب صيدلية المستشفى الأنكليزي في الناصرة. وقبل ذلك بأيام، قامت طفلة من الميتم اسمها لوريس بالطلب من مديرة الميتم المرسَلة، كيت آلين جروفر، أن تكتب رسالة باسمها إلى بابا نويل تطلب منه "زهورًا وموسيقى وطفلة". وعندما سألتها جروفر إذا كانت تريد دمية لطفلة، أجابتها لوريس: "لا. فأنا أرغب في طفلة تكون أختي."
وكان مدير المستشفى الانكليزي هو الطبيب النيوزلندي وليم باثجيت William Bathgate، والذي كانت تربطه بالكنيسة المعمدانية صداقة قوية بدأت منذ وصوله إلى النّاصرة عام 1921 إلى أن تقاعد في الخمسينيات.
وفي يوم عيد الميلاد، لبس الدكتور الشيخ باثجيت ثياب بابا نويل وأتى إلى الميتم حاملًا الطفلة الصغيرة التي وجدوها على باب الصيدلية. وعندما وصل إلى الأطفال، توجه اليهم بصوته الجهوري المعهود سائلا عن البنت التي تريد طفلة صغيرة كهدية لعيد الميلاد. فتقدمت نحوه لوريس الصغيرة مصرحة أنها هي صاحبة هذه الأمنية، فما كان من الدكتور باثجيت إلاّ أنه قام بتسليم الطفلة الصغيرة إلى لوريس في وسط دهشة الجميع وفرحتهم!
أصبح الجميع في الميتم ينادي البنت الجديدة "أخت لوريس". وبعدها سألت جروفر لوريس عن الاسم الذي ستختاره للطفلة، فأجابت من دون تردد: "هديّة". فتذكّرتَ جروفر أن لوريس صلّت في حفلة العيد التي كانت بعد بضعة أيام وشكرت الله على "هدية"، غير مصدقة أن هذه هدية من الشخصية الأسطورية بابا نويل، إنما من الله الذي استجاب لصلاتها.
في عام 1951، ومع تأسيس المدرسة المعمدانية الثانوية في الناصرة، انتقل الميتم المعمداني إلى مبنى مستأجر من قسطندي معمر (أبو سهيل) في حارة الروم في الناصرة. فانتقل الأولاد إلى هذا البيت الجديد. في صيف 1955 انتقل اولاد الميتم وهم عدنان، وعفاف، وعايدة، وعلي، وأميرة، وآن، وباسيلا، ودلال، ودميانوس، وعيسى، وإدوارد، وهادية، وكاترينا، ولوريس، وميلادة، ورؤوف، وريما، وراضية، وتريز إلى القرية المعمدانية قرب بيتح تكفا بمرافقة المدير ميرفي وعائلته والمساعِدتين فداء ونعمة عتيق. بحلول عام 1967 تم اغلاق الميتم بعد ان غادر جميع الأولاد، حيث ذهب بعضهم للتعلم في جامعة داخل البلاد أو في الولايات المتحدة، او توجهوا إلى أوروبا للعمل.