شرعت بعملي بأن خلقت النور الذي اخترق الظلمة... سعدت بخلقه فالنور من صفاتي....لكني ما اكتفيت.
رأيت المياة في كل مكان ففصلت بينها بعد ان خلقت غمرا: ماء في الاعلى وماء في الاسفل. سعدت بذلك فالماء اشارة لما ساعطي للبشر والذي سيصير ينبوع حياة ابدية فيهم. لكني ما اكتفيت.
خلقتُ وابدعتُ وفصلت السماء عن اليابسة وفرحت بما صنعت...لكني ما اكتفيت.
حيوانات وحشرات وطيور تدب في الارض بجمالها... اتقنتها وسعدت بما صنعت... لكني ما اكتفيت. عزمت ان اخلق كائنا على صورتي كشبهي..كائنا احبه ويحبني ويقضي شركة معي : كائنا يشكو لي همومه ويشاركني باحلامه...وفعلا خلقت ذلك الكائن ووضعت فيه بصمتي.
وعرفت انه بطبع بصمتي عليه ستكون فيه سِماتي.
جبلته من تراب الارض ونفخت فيه روحي...انه تاج الخليقة.
ستعرف مخلوقاتي خصوصيته من بصمتي فيه.
جبلته قادرا على المحبة والاخلاص والابداع...
ومنحته حرية ليختار فبدونها المحبة الممكنة عديمة المعنى. لن اجبره على الخضوع لتوجيهاتي بل ساترك له كامل الحرية، فذلك جوهر نفس الانسان. ان حريته مجبولة في طبيعته. ان بصمتي عليه لا تترك مجالا آخر. ولكنه اختار ان يعصيني رغم اني حذرته من نتائجه...
حين شكك بكلامي انقاد لكذبة الحيّة فعصي وصيتي.
لن افنيه عن وجه الارض فهو صنع يدي وعليه بصمتي...
ولدته جميلا بهيا ومحبا فافسد باختيارته ما هيأته له...لكنه اختار العصيان ولا مفر الا ان يتحمل عواقب تمرده. لكني سادفع الثمن بنفسي فالانسان خليقتي ومسرة قلبي به.
ساولده مرة اخرى بعد ان اصلح الفساد بنفسي.
ساذهب الى عالمه الذي بنيته له ليملأه ويتمتع به وسأموت هناك عنه لادفع ثمن عصيانه وكسره للقانون الالهي.
سافتديه واعيده بارا بريئا واجدد علاقتي معه. ساعيد مجد طبيعتي فيه....وبصمتي عليه.