كثيرا ما نسمع في كنائسنا المقولة بان الشباب هم جيل المستقبل. وعادة يضيف قائلها انه يتوجب ان الكنيسة تستثمر بالشباب وتتوجه في فعالياتها اليهم فهم عماد مستقبلها.
هذا الكلام هو طبعا صحيح فنسبة الشباب من الفئة العمرية 15-29 يبلغ في فلسطين مثلاً 30 % ، اما الفئة العمرية 15-25 في اسرائيل فتبلغ 15%.
لكن كيف نستثمر بهم؟ هل يقتصر الامر على تفويض مسؤول للاهتمام بهم وتطوير اجتماع الشباب في الكنيسة؟
وكيف تتوجه في فعالياتها لهم؟ هل يقتصر الامر على فعاليات فيها روح شبابية ومظاهر خارجية تجذب الشباب؟ اظن انه يسبق اي استثمار بهم ويزداد عنه اهمية، وجود الروح التي يقدرها الشباب في حياة الكنيسة. ما هي تلك الروح؟
- ان جيل الشباب ولد في رفاهية اقتصادية نسبية اكثر من الاجيال التي سبقته. كما انه جيل ترعرع عند والدين مشغولين اما في متطلبات العمل او في ملهيات الحياة العصرية، ولكنهم يشددون على ضرورة نجاح اولادهم العلمي. كما انه جيل منكشف بشكل غير مسبوق على ما يجري في العالم وايضا يتفاعل مع اترابه من خلال وسائل التواصل الاجتماعي على الانترنت.
- بالتعميم يمكن القول ان بروفيل الشاب او الشابة التي نقصد الوصول اليها اليوم هو: متيقظ ومثقف على ما يجري بالعالم، ينقصه تعامل شخصي من اهله المشغولين، مهتم بالنجاح العلمي ، منكشف على العالم، يتمتع بالكماليات ويتواصل بكثافة من وراء التلفون الخليوي مع اصحابه.
- نظرا لذلك فانه اذا شاءت الكنيسة الوصول لهذا الجيل، وهي مجبورة على ذلك اذا شاءت دوام الحياة، فعليها ان تضمن بيئة خاصة.
- سينجذب الشاب للكنيسة اذا وجد فيها ما يسدد احتياجه ويلبي تطلعاته.
- بحسب بروفيل شباب هذا العصر، يتوجب ان الكنيسة تكون حقيقية في تعاملاتها دون مراءاة وازدواجية. الشباب بطبعهم مثاليون ويبحثون عن الحقيقي ولا يرغبون بالمزيّف الذي امتلأ به العالم. انه يبحث في الكنيسة عن المبدأية والمثالية. ان مبادئ يسوع في الموعظة على الجبل تناسبه. انه يطلب توافق بين العقيدة والتعليم مع التصرف والحياة والسلوك. الحياة الكنسية يجب ان تكون متكاملة وشمولية بحسب فهمه.
- كما انه يبحث عن كنيسة يجد فيها المحبة والاهتمام الحقيقيين. انه يحتاج التفات ورغبة حقيقية بمعرفة احواله وظروفه وتفهمها حتى لو كانت غريبة على الجيل المتنفذ في الكنيسة. انه يطلب ندّيه في التعامل معه وليس الاسلوب المتعالي الذي "يملك" الاجابات المعلبة لكل حاجات الشباب. ان هذا يتطلب الانفتاح لدراسة حاجات الشباب الحديثة دون نمطية واجابات جاهزة اكل الدهر عليها وشرب. انه يحتاج معرفة وثقافة عريضة للاجابة على اسئلة الحياة بمنطق مرتكز على مبادئ الكتاب.
- كما ان شباب اليوم يبغون تطبيقا اجتماعيا عملياً لايمانهم من خلال وببركة الكنيسة. ان شؤون العدل والرحمة والتغيير الاجتماعي تهمهم فهم يرونها كجزء من الايمان المتكامل بكل نواحيه. فالشباب مرتبطون بابناء جيلهم وهم يبغون تعبيرا خارجيا لايمانهم يؤثر للافضل في مجتمعاتهم الاوسع.
- ليت الرب يعطي استنارة ونشاط لكي تتواصل كنائسنا مع هذا الجيل صاحب الاهمية المفصلية من اجل كنيسة مستقبل مباركة.