على ظهري حرث الحراث طولوا الاتلام سفكوا الدماء
اخذوني للصلب ظلما دون ذنب وبكل افتراء
صرخت لماذا تركتني الهي هل من عزاء
شربت كأس المرارة وأنا من ذنبها براء
كل هذا كي تخلصوا كي أنقذ من العناء
عناء الخطية الدامي في أرض العِيّ والشقاء
قلت انا عطشان سقوني خلا دون حياء
لص هنا واخر هناك معلقون بين أرض وسماء
وانا في قمة الألم وغضب الآب مسكوب بسخاء
يعيرني واحد دون الاخر بكلمات الذل والاستياء
أن كنت ابن الله أنقذنا وإياك لإستحياء
فقال الاخر وهو يتأنح كفّ عن جهلك والغباء
فنحن مستحقون العقاب نعم مذنبون أشِرّاء
واما هذا فما جرمه لم يرتكب ايَّ نكراء
الم تسمع كلماتِه العذبة بسلطانٍ وقوةٍ وإيحاء
الم ترى كيف كان يلمس المريض لشفاء
الم تسمع أذناك كيف أقام الموتى أحياء
والان هو معلقٌ مثلُنا بدل عرش الأجلاء
فقد احصي مع اثمة كذا قال الانبياء
اذكرني ربي متى جئت في ملكوتك كما تشاء
ما أعظم ذا الايمانَ قد غفرت اثمَك والأخطاء
اليوم سوف تكُ معي في فردوسي في العلاء
واليوم سوف ادفع الثمن دمي الكريمِ كاملِ الثراء
عيوني تكاد لا تقشع فالدم يغشاها في ليلة ليلاء
اكاد أرى اما أمينة تذرف دمعا من عمق الاحشاء
يجوز في نفسها سيف تثكل ابنها بصمت الابرياء
ألمح شخصا اعرفه واحبه يوحنا وفيٌّ بين الاوفياء
كيف أتركهما وحيدين بعد رحيلي إلى السماء
لا تبك يا امي ساعتي قد اتت والوقت جاء
ثم اوصيتها قائلا بكلام الزفير بكل عياء
هوذا ابنك يوحنا امانة صونيها بصبر وولاء
ثم رنوت الى يوحنا بما تبقى من نظر الضعفاء
هوذا امُّكَ يا حبيبي ليتك تضُم اما باعتناء
لا تحزنوا ولا تبكوا فصليبي معد للبشر جمعاء
هم لا يعوا بئس فعلتهم لم يدركوا موسم الفداء
ابي السماوي اغفر لهم لا تحسب خطيتهم والفحشاء
قد أكملت كل شيء حفظت الوديعة بجُل الوفاء
والان حان وقتي لكي أسلمَ الروحَ وأخضعَ للقضاء
قضاءِ الحكم على الخطية وردّ الملك بأفضل بلاء
آن الأوان لأُودع روحا بسلطان إله ورب الأحياء
إلهِ إبراهيمَ وإسحقَ ويعقوبَ إسم فوق كل الأسماء
أستودع روحي بين يديك أبي السماوي يا أرحم الرحماء
فأنا وأنت واحد نحن ونحن الألف ونحن الياء