كلمة المحامي بطرس منصور المدير العام للمدرسة المعمدانية- الناصرة في حفل تخريج الفوج الخامس والستين بتاريخ 16.6.2019
الأحباء الطلاب المتخرجين، الأهالي والعائلات والضيوف وطاقم مدرستنا-الكل مع حفظ الألقاب.
الف مبروك للفوج الخامس والستين، ومع استلام آخر طالب اليوم لشهادته اليوم يكون عدد خرّيجينا الكامل على مر الأعوام 3499 خريج. سيكون المتخرج الأول في الفوج القادم هو رقم 3500!
أشارك منذ سبعة عشرة عام بكلمات في حفل التخريج وقبلها بعشرة أعوام في الحضور كعضو مجلس امناء ودون انقطاع.
تطلق في كل عام كلمات عديدة واتساءل كل عام بماذا يمكنني ان اجدد. بعيداً عن الكلمات التي تقال كل عام، لكن شخصياً اتأثر مجدداً كل عام حتى عندما لا يكون لي ابن او قريب في الصف، فكلهم ابناءنا وبناتنا. وقد تشكلت موّدة ومحبة والفة بيننا. هذا الفوج لذيذ ونغش. بالتوفيق!
اسمحوا لي ان أقول لكم ما يلي واصبروا عليّ قليلاً فيما سأشارك واظنه هام، فلن اطيل، لكن صبرنا عليكم ثلاثة عشرة عاماً، فاصبروا بضع دقائق قليلة....
يشهد مجتمعنا العربي في البلاد نهضة تعليمية لافتة وهي امر يشار له بالبنان. فأصحاب الدرجات العلمية العليا وبين النساء خاصة هو مثار اعجاب وفرح كبير.
شخصياً أساهم في الإشارة والترويج في عدة صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي لمراتب تعليمية يصل اليها أبناء شعبنا عامة وخريجي مدرستنا خاصة. اخصص هذا الوقت لأني أولا أومن ان العلم رافعة للشعوب. انه الوقود لسيره قدماً. فمجتمع غير متعلم هو مرتع للتخلف والرّجعية.
من الجهة الأخرى يخلق هذا النشر ثقافة وحوار يكرّس العلم ويصبو الى العلاء. بهذا يصبح من يرقى للمرتبات العلمية والتقدم الاكاديمي في كل المجالات نموذجاً يُحتذى به، مكان الدوديم والعنتريات والزعران.
المثال الأعلى يصبح من تقدّم مهنياً (وحتى لو لم يكن جامعياً) وليس من يفرض سطوة وهيمنة بالعضلات والسلاح وبالابتزاز والتهديد.
لكن اسمحوا لي ان اضيف انه لا يكفي ال-"ماذا " وانما الأهم هو ال" كيف".
ماذا تعلمت وماذا اشتغلت وماذا ربحت وماذا حصّلت وماذا أنجزت-هام. الأهم هو: كيف
كيف حصلت على الشهادة؟
كيف تشتغل؟
كيف تعامل زملاءك؟
كيف تتعامل مع أبناء شعبك؟
كيف تتعامل مع غير شعبك؟
كيف-بأي روح- تعمل الأشياء؟
هل هي بمحبة وبفرح ونعمة وتشجيع وعطاء ام بعناد وخبث ولؤم وبحزن وحسد؟
عملنا في المدرسة بالتعاون مع اهلكم لكي نعطيكم ال-"ماذا". واصبحتم مؤهلون لركوب العلى والوصول للنجوم.
وفي مجال فحص الذات أتساءل ان كنا دربناكم لل-كيف"؟ تحدثنا ووعظنا ونبهنا وأرشدنا – في حصص التربية وفي الفترات الصباحية حتى "حفي لساننا". ولكن الكلام وحده غير كاف اذ يتوجب ان يرافقه عمل ونموذج حي. هل اعطينا مثالاً طيباً؟ لم نتحدث فقط عن ال-كيف"، وانما طبقناه امامكم: في الصف في صبرنا عليكم، في الساحة بمراقبتنا لكم، بالامتحانات بعدلنا، في الرحلات عندما ضحكنا معكم، في القرارات الإدارية عندما قررنا بعدل وانصاف....... لربما قصّرنا هنا وهناك، لكن إعطاء النموذج كان مبتغانا وندعوكم ان تدمجوا ال- ماذا مع ال كيف!
ولكي اشدد على أهمية انه ليس المهم فقط الى ماذا وصلت وماذا فعلت، وانما أيضا كيف وصلت وكيف تستغل ما وصلت اليه، أقدم لكم توصيات العهد الجديد وسأقتبس من كلمات الرسول بولس لأهل رومية الاصحاح الثاني عشر ابتداءً من العدد السابع. اخذت بعض الاعداد وحذفت بعضا منها لضيق الوقت. اشجعكم قراءة النص كله.
"المعطي فبسخاء، المدبر فباجتهاد، الراحم فبسرور. 9 المحبة فلتكن بلا رياء. كونوا كارهين الشر، ملتصقين بالخير. 10 وادين بعضكم بعضا بالمحبة الاخوية، مقدمين بعضكم بعضا في الكرامة. 11 غير متكاسلين في الاجتهاد،...صابرين في الضيق... ...عاكفين على اضافة الغرباء 14 باركوا على الذين يضطهدونكم. باركوا ولا تلعنوا. 15 فرحا مع الفرحين وبكاء مع الباكين.... ان كان ممكنا فحسب طاقتكم سالموا جميع الناس... لا يغلبنك الشر بل اغلب الشر بالخير."
مرة أخرى – نريد ان نسمع منكم بعد عدة سنوات الى ماذا وصلتم، وان نسمع من الناس عنكم كيف تعيشون!
الف مبروك!