يذكر الباحث ياسون عشرةَ أسبابٍ لدراسة العهد القديم [1] ونوجزُها بما يلي:
(1) العهدُ القديمُ هو الكتابُ المقدَّسُ الّذي استخدمه السَّيِّدُ المسيح. ويحتوي العهدُ القديمُ أكثـرَ من ثلاثة أرباع الإعلان الإلهي في كلمته المقدَّسة.
(2) يشكّل العهدُ القديمُ فهمَنا للتَّعاليم الأساسيةِ في العهد الجديد لا سيّما قضية العهد وتوقع الخلاص الآتي. ويستخدم العهدُ الجديدُ الأُطرَ الفكريةَ الأساسيةَ الّتـي طرحها العهدُ القديم.
(3) إلهُ العهد القديم هو ذاتُ إله العهد الجديد.
(4) يُعلن العهدُ القديم الأخبارَ السَّارة التي نجدها في العهد الجديد.
(5) يدعونا العهدُ القديم إلى حياة المحبة الَّتـي تجسَّدت في العهد الجديد. ونستطيع أن نتعلَّم عن حياة وحضارة المحبة في العهد القديم.
(6) لم يأت السَّيِّد المسيح لينقض العهد القديم بل ليُتمِّمه.
(7) أظهر السَّيِّدُ المسيح أنَّ العهدَ القديم يشهد له ويدلّ عليه.
(8) ندرس العهدَ القديم لأنَّنا نبحث عن إرادة الله الكاملة. وهي موجودةٌ في أعلانه كاملاً وليس منقوصاً.
(9) أكَّد كتَّابُ العهد الجديد أنَّ الله أعطى العهد القديم للمسيحيين.
(10) شجّع الرَّسولُ بولس القادةَ أن يعظوا من العهد القديم.
ويجادل ياسون أنَّ أتباع المسيح يفهمون العهدَ القديم أو على الأقل بعضَ أجزائه أفضل من الَّذين عاشوا قبل الصَّليب. [2] فرسالة العهد القديم أوضحُ للقارئ والسَّامع بعدَ الصَّليب. والإيمانُ بالسّيّد المسيح هو الدَّربُ الأفضلُ لفهم العهد القديم. ويجادل الرَّسولُ بولس أنَّ بعضَ آيات العهد القديم كُتبت من أجلنا. فيتحدَّث عن النَّصوص الَّتي تصف إيمانَ ومواقفَ إبراهيمَ ثمَّ يقول أنَّها لم تُكتب "من أجله وحده . . . بل من أجلنا نحن أيضاً" (رو 4: 23-24). ويوافق الرَّسولُ بطرس قائلاً عن أنبياء العهد القديم: "الَّذين أُعلن لهم أنَّهم ليس لأنفسهم، بل لنا كانوا يخدمون بهذه الأمور الَّتـي أُخبـرتم بها أنتم الآن" (1 بط 1: 12). ويقول الرَّسول بولس أنَّ كُتبَ العهد القديم تُرشد تيموثاوس وتجعله حكيماً يسير في طريق الخلاص الَّذي يأتي الإيمان بالمسيح يسوع (2 تيم 3: 15). فالعهد القديم هو كلمة الله الموحاة النَّافعة لتعليم المسيحي وتوبيخه وتأديبه وتجهيـزه للعمل الصَّالح (2 تيم 3: 16). ولقد استخدمه تيموثاوس للكرازة والوعظ والتَّعليم (2 تيم 4: 2). وجادل الرَّسولُ بولس أنَّ أمور العهد القديم حصلت "مثالا لنا، حتى لا نكون نحن مشتهين شرورا كما اشتهى أولئك" (1 كور 10: 11). بإيجازٍ، المسيحي الذي لا يقرأ ولا يدرس العهد القديم سيخسر بركاتٍ كثيـرةً وسيُعرّض نَفْسَه للانحراف. ويضلُّ عن فهم طبيعة الله وطاعته وإدراك مقاصده المُعلنة في الكتاب المقدَّس بعهديه.
أضف إلى ما سبق، يربطنا العهد القديم بثقافات وشعوب الشَّرق ويساعدنا على فهم أجزاء من تاريخنا وتاريخ بلادنا وشعوبها. فعلى سبيل المثال لا الحصر، يتحدث العهد القديم عن العرب وعن المصريين والعراقيين والأردنيين واللبنانيين وغيـرهم. كما يزودنا العهد القديم بمساحة ممتازة للتفاعل مع جيراننا اليهود وتقديم الإنجيل من خلال نصوص العهد القديم. وهكذا يصبح العهد القديم أداة فعّالة للتبشير والإرساليات في الكنيسة الفلسطينية في إسرائيل.
[1] Jason DeRouchie, “Ten Reasons the Old Testament Is Important for Christians,” The Gospel Coalition (2018): available from www.thegospelcoalition.org/article/old-testament-important/.
[2]Jason DeRouchie, “The Mystery Revealed: A Biblical Case for Christ-Centered Old Testament Interpretation,” Themelios 44 (2019): 226.