ظهر إلهٌ جديدٌ في سوقِ الآلهة واسمُه الكورونا. يريد الكورونا أن يلبس التيجان وحده وأن يصبح سيد العالم. وأظهر هذا الإله قدرةً عظيمةً إذ أوقف الطائرات عن العمل فتعطلت السّياحةُ. وفرغت الفنادقُ. وعمَّت البطالةُ عند وكالات السّفر وتوقفت التاكسيات والمواصلات. وسيطر الكورونا على أجساد آلاف البشر. واكتشفنا أنَّ الكورونا إلهٌ موجود في كلّ مكان. سمعنا عنه في الصين وأمريكا وأوروبا ومصر. واكتسح الكورونا كلَّ القارات. ربما هو كليُّ الوجود. وعنده قدرةٌ كبيـرةٌ في السّيطرة على الرجال والنّساء والأطفال. وسلطة الكورونا كبيـرةٌ. فرؤساء الجيش وقادة الدول يرتعبون منه. ويختـبـئ الناس بسبب تجول الكورونا. فعندما يأتي تنحنـي الركبُ والجميع يحجرون أنفسهم. ربما هو كليُّ القدرة. وأغلق الكورونا المدارس والجامعات فهو إله يكره العلم. ومنع الناس من التقاء بعضهم بعضا إذ أنه يكره الحياة الاجتماعية. ويروّج كراهية الغريب. ويحاول الكورونا أن يقتل الناس ولكن البعض يقاومونه ويرفضون سيطرته على أجسادهم. ويقاومونه بالصابون والماء والمطهرات الكثيـرة.
وينشر الكورونا حالةً من الذعر والخوف تخلو من المنطق. فهناك من يشتري ورق التواليت بكميات ضخمة والبعض يشتري المأكولات لجيش من الرجال والبعض صار يشك بكل من يراه ويرفض لقاء الأصحاب. ولا يحب إله الكورونا المنافسة الدينية. فقرر إغلاق الكنائس والمساجد والمعابد. فهو يريد التفرد بالتلفزيون والإذاعات والجرائد والإعلام. ويطالب الجميع أن تتوقف حياتهم ليعبدوا الكورونا.
رغم قوة الكورونا وسيطرته الكبيـرة إلا أنه يوجد إله أقوى منه. أثبت هذا الإله انتصاره على المرض والموت وقام من بين الأموات. إنه السيد المسيح، له كل المجد. أُلوهيته أعظم من الكورونا لأنه له السلطان على المرض ويستطيع أن يمنح الحياة الأبدية ويستطيع أن يخلصنا من الخطيئة والخوف والكراهية والجهل. إن المضاد الحيوي للكورونا لا يقتصر على محاربته بيولوجيا. يدعو المسيح أتباعه أن يحاربوا الكورونا بالعلم وبالروح. فيقدمون الحلول العلمية ويضيفون إليها المحبة المسيحية والشجاعة الربانية. ثقتنا بالسيد المسيح هي الطريق إلى هزيمة الكورونا اجتماعيا وروحيا. رجاؤنا برحمة الله وثقتنا بعطاياه تدفعنا أن نستخدم كلّ طاقة لانتشار الخير للجميع.
ولهذا يا كورونا لن نسجد لك بل ستركع ركبنا للمسيح وسنقاومك بكل قوتنا. وعندما نتعب سنذهب إلى سيدنا الذي قال: تعالو إلي يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال وأنا أريحكم (متى 11: 28). فلتسقط يا كورونا! أُلوهيتك مزيفة ومؤقته ومحدودة وشريرة. أما المسيح فهو الإله الحقيقي الكامل والدائم والصالح. هو الرب الذي رحمته لكل الذين يدعونه، ومحضره مفتوح لكل من يُقبل إليه.