نجد عدة ثلاثيات في سفر التكوين. أنجب آدم قايين وهابيل وشيث. وجاء نسل الوعد من شيث. وانجب نوح سام وحام ويافث. وجاء نسل الوعد من سام. وانجب تارح: ناحور وهاران وأبرام. وجاء نسل الوعد من أبرام. وقدم أبرام ذبائح عمرها ثلاث سنوات. ولكن الوعد أن المخلص سيأتي من نسل المرأة، ويذكر النص اسماء ثلاث نساء متزوجات من أبرام: سارة وهاجر وقطورة. وجاء نسل الوعد من سارة. فتح الله رحمها ليظهر أهمية التدخل الإلهي في قدوم المخلص من نسل المرأة كما ذكر في بداية سفر التكوين.
ولن تكتمل هذه الصورة إلا بمجيء السيد المسيح من نسل المرأة، القديسة مريم العذراء. هو المخلص، الله المتأنس الذي حمل الصليب وداس الموت بالموت!!! المسيح الموعود هو المسيح المولود وهو ذات المسيح الذي قام!! ونحتفل في هذا الزمن المقدس بقيامة ربنا يسوع المسيح. لقد قام المسيح.
حقاً قام فانتصر النور على الظلام والحب على الكراهية والغفران على الحقد والاطمئنان على القلق! قام فمنحنا قوة الحياة أمام أعاصير الموت! قام فتغيـرت النغمات وتحول كلٌّ منا إلى جليات لا يهاب شياطين الشر وأنياب الموت. قام فتغيـرت أفكاري وأولوياتي وحياتي وأهدافي. قام فاكتسيت بقوة سماوية وبصيرة ربانية. قام ففتح باب السماء والرجاء والوفاء. قام فانقهر الموت وانهزمت اللعنات وتحطمت الدكتاتوريات.
هل تدرك ما أقول: المسيح قام. انتهى عصر النوم وانتهى عصر انتصار الأحزان. المسيح قام فصرت أرى أن آلام هذا الزمان كدودة تحت الأقدام. قام فولدت الكنائس وفُضحت الدسائس. وغنت الملائكة وجلس الله على عرش البشرية. القيامة ثورة في مواجهة عالم الموت. القيامة أعظم تمرد على مملكة الشيطان. القيامة سلاح السماء الفتاك والضربة القاضية التي قهرت الخطيئة وخدامها. القيامة هي شراب الخلود. يقدمه الله لكل من يؤمن بالمسيح. المسيح قام وكل عام وأنتم بألف خير.