تعريف الإلتزام:
يمكن أن نُعَرِّف الإلتزام من الناحية القانونية على أنه إتفاق بين طرفين أو أكثر به يلتزمان بما جاء في الإتفاق أو العقد. تحتوي بنوده على الشرط الجزائي. ينتهي بفسخه من أحد طرفيه أو بموت أحدهما. لكن الله فاق بحبه لنا حتى أعطانا عهدًا لا ينتهي ولا يُفسخ، به أحبنا لأن العهد أقوى من الإتفاق حيث لا يساوى طرفيه لأن الطرف الاقوى هو الله الذي يعطي دون مقابل ولا يتراجع حتى إن أخطأنا (سفر التكوين4:17)
علمنا الرب وهو متجسد في هيأة إنسان، أن نلتزم بوصاياه (وَأَعْطَانِيَ الرَّبُّ لَوْحَيِ الْحَجَرِ الْمَكْتُوبَيْنِ بِأَصْبَعِ اللهِ،(سفر التثنية 9: 10 "لكن قبل أن نُقدِمَ على الإلتزامِ علينا أن نحب الرب من أعماقِ قلوبنا، ومن داخل نفسنا ومن وِسِعِ فكرنا (متى39_37:22) حتى يتقوى إيماننا، عندئذٍ لن يصعبَ علينا الإلتزام لأننا بمحبتنا للرب قد هيأت لنا الإيمان الذي يُقوينا (مرقس 22:11 )حتى نجدُ أفسنا نلتزمُ بثباتٍ دون أن تهربَ.
قد يسأل شخص من بيننا: "كيف ألتزمُ؟” نعلم نحن الخطاة أن معظمنا يتهربُ من أي إلتزام حتى البسيط منه، لو سألته يجُيبكَ: " لا أقدر أن أوعد..لا أقدر أن أتركَ هذه العادة.. لا أقدر أن أصوم..” أما الذي يعظُ جِهارًا مدعيًا: (أن الناموس لا محالة ميتٌّ.) فهذا قد جعل من نفسه حجر عثرة للآخرين. أسباب وأعذار واهية بها يهرب معظمنا من الإلتزام بتعاليم السيد المسيح؟ لماذا لا نقوى على الإلتزام وتطبيق الناموس؟ السبب هو قلة إيماننا، تفضيلنا الحياة (تَحْتَ الشَّمْسِ)"سفر الجامعة 3:1 " على الحياة مع الله.ننسى أن الناموس هو دستور تنظيم حياة الفرد في كل الأزمنة والأوقات.
إذَنْ لكي يسهل الإلتزام علينا أن نبدأ بالصلاة ( فَصَلُّوا أَنْتُمْ هكَذَا: أَبَانَا الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ، لِيَتَقَدَّسِ اسْمُكَ.)"متى 9:6 " لأنها مفتاح الدخول إلى الإلتزام بشكل صحيح. لكي يقوى الواحدُ منا على الإلتزام عليه أن يبدأ بالصلاة. الصلاة تعطي الواحد الإيمان الذي لا يتزعزع من قلوبنا حتى نشعرُ بقوة روحية التي تجعلنا على علاقة متينة مع الله. أعطانا الربُ أن نلتزم من أعماق قلوبنا بالإيمان لأنه يُسهل العمل بالإلتزام بالتعاليم المسيحية. أن الإيمان هو الأرضية الصالحة للصلاة. يظهر لنا واضحًا الرب يسوع وهو يصلي على جبل جلثماني بدل قطرات العرق نزلت من جبينه قطرات دم (لوقا 44:22) عَلِمَ الرب أن ما إلتزم ووعد به أمام الأب عليه تنفيذه ألا وهو خطة الفداء التي قبل بها طواعيةً لكي يصالحنا مع الله. لم تكن مسألة إلتزامه سهلة، خاصة لأنه نفذها كإنسان خالٍ كليًا من الميل إلى الخطيئة (ابْنُ الإِنْسَانِ) "متى 20:8 " تَحَمَّلَ وِفقها كل خطايا البشر، خطايانا نحن الخطاة منذ لحظة الصلب إلى أن يأتي ثانية في مجيئه الثاني. لو لم يقو على الإلتزام! للجأَ إلى التهرب والتعذر وطلب من الأب أن يُغير، يُعدل أو يلغي خطة الفداء لأنه لم يقوَ على الإلتزام. لكنه لم يفعل بل طلب مشيئة الأب وليس مشيئته كإنسان (متى 42:26) لأنه يعلم علم اليقين بأنه لو كان قد رفض خطة الفداء، لكنا قد أصبحنا نحن المسيحيون موضع سخرية من قبل اليهود. حينئذٍ ما كانت ستكون المسيحية معتقدًا، دينًا، منهج حياة، دستور عملٍ وخلاصًا إلى الملكوت. من أجلنا لم يتهرب من صالبيه. بل سار إلى الصلبِ (كَشَاةٍ تُسَاقُ إِلَى الذَّبْحِ، وَكَنَعْجَةٍ صَامِتَةٍ أَمَامَ جَازِّيهَا فَلَمْ يَفْتَحْ فَاهُ.)”سفر أشعياء 7:53 " لم يكن إلتزامه آنيًا أو وقتيًا بل (فَإِنِّي الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِلَى أَنْ تَزُولَ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ لاَ يَزُولُ حَرْفٌ وَاحِدٌ أَوْ نُقْطَةٌ وَاحِدَةٌ مِنَ النَّامُوسِ حَتَّى يَكُونَ الْكُلُّ.)"متى 18:5" يجب أن نعلم أن عدم الإلتزام يعني الهروب من وجه الله والغرق في حياةٍ الملذات نهايتها خسارة العديد من البركات. أن في الإلتزام الذي يبدأ بالصلاة، الصوم، الحضور إلى الكنيسة، قراءة الكتاب المقدس، العمل بالمحبة ورفض الكراهية والضغينة، تساعد الشخص من بيننا على السير على الطريق الذي سارَ عليه الرب يسوع، بل وضحه لنا (يوحنا6:14 .)
أن الرب بإلتزامه بخطة الفداء جعل من نفسه قدوة لنا لكي نعمل بالإلتزام بالتعليم المسيحي الذي نجده في الوصايا العشر، التي كتبها الرب بأصبع يده وأعطاها إلى موسى على جبل سيناء. نتعلمُ من الرب الإلتزام الحقيقي في خطة الفداء:(قبلَ، نفذَ، صُلِبَ.) فكانت النتيجة هي: ( قيامة، صعود إلى السماء، المجيء الثاني.) أن الإلتزام يا إخوتي في الرب ليس مجرد كلام، لأن نثر الكلماتِ ليس وفق مبلغ من المال لذلك ترانا عندما نتكلم دون إلتزام كأننا نُثرثر. الإلتزام هو عهد قطعه الله لنا بإبنه الذي فداه على الصليب.
نتائج الإلتزام:
ما إلتزم به الرب نحن نحصدُ نتائجه الطيبة في الخلاص بدمه الزكي الذي نزفه على الصليب. إذَنْ علينا أن نتلزم ما دمنا نتعلمُ من الرب الكثير عن الإلتزام. ونحن نلتزمُ نجني ثمارٍا طيبة، ننال بركاتٍ كثيرة، نصبحُ (أَنْتُمْ نُورُ الْعَالَمِ.)”متى 14:5" هيا يا أخي في الرب نلتزمُ فرحين غير متراجعين لأن الرب ينتظرنا على الطريق الذي يقود إلى الملكوت.