لقد وقع هيرودس أنتيباس في حب هيروديا واشتهى أن تكون زوجة له ليعيش حياة الهناء. كان هيرودس متزوجا من بنت الحارث. وزوجته امرأة عربية جميلة وذكية. ولكنه استسلم للشهوة ونظر إلى امرأة أخيه. فلقد كانت هيروديا متزوجه من أخيه فيلبس. كان فيلبس حيَّا وانجبت هيروديا الأطفال إذ نعلم عن ابنتها التي رقصت أمام هيرودس انتيباس. ولذلك وبحسب الشريعة الموسوية لا يحق له أن يتزوج امرأة أخيه. لقد تحدى النبي يوحنا المعمدان شهوة الحاكم وفساده الأخلاقي. ووقف وقفة أسد من أجل الحق. واعتقلَ الظالمُ أعظمَ أنبياء العهد القديم، صاحب كلمة الحق. الاستسلام للشهوة منحدر يُفسد الممالك ويُطلق الشياطين لتقتل الأنبياء. فمن نظر إلى امرأة ليشتهيها فقد تسافل عقله وزنى قلبه. وكم هي حجم المصيبة عندما يكون القائد والحاكم هو المشتهي والمستسلم لشهوات الجسد!
وعندما استسلم الحاكم لملذات الجسد وصار التاريخ يتحدث عن حفلاته بدلا من حُسن أخلاقه، فعندئذ توقعوا المصائب. لقد عزم الحاكم الكثيرين للتلذذ بالرقص والراقصات. ورقصت بنتٌ سلبت العقول وسرت القلوب. لقد استسلمت هذه الصبية لضغوطات ومتطلبات المجتمع الرجولي الذي يجعل المرأة شهوة للنظر ودمية في حياة الترفيه. وباستسلامها فتحت الأبواب أمام الشر. حصدت نجاحا كبيرا. إلا أن نجاحَ الشر هو الطريق إلى جهنم. وبسبب نجاحها الباهر قدموا لها ما يحقق الأحلام. قال لها حاكم البلاد: اطلبي ما شئت وستنالينه. كم واحد منا يتمنى أن يكون مكانها. إلا أن النجاح في عالم الشر بقلب شرير مثل السم الذي يُعكر صفو البلاد. تشاورت الفتاة مع أمها وكانت الأم أشر من بنتها. فطلبوا رأس القديس يوحنا المعمدان على طبق.
اغتم حاكم البلاد ولكنه استسلم للشهوة ثم استسلم للملذات ثم استسلم لرقصة فتاة ثم استسلم لطلب جهنمي وشيطاني. إن من يفتح الباب للشر سيسكن الشر في مملكته وسيفقد السيطرة. لقد خضع الحاكم للراقصة وتخلّص من النبي. كان خلاصه مرتبطا بطاعة النبي ولكنه اختار أن يقتل صوت الحق في سبيل التلذذ بالباطل. إليكم القصة بالكلمات العامية الفلسطينية. وهذه ترجمتي من المخطوطات اليونانية.
(1) في هداك الوقت سمع هيرودس، حاكم منطقة الجليل، أخبار يسوع (2) فقال للشباب اللي عندو: هذا هو يوحنا المعمدان. قام من بين الأموات وعشان هيك عم بيعمل معجزات. (3) وهيرودس هو اللي أمر باعتقال يوحنا، وحبسو بالسجن عشان عيون هيروديا اللي كانت متجوزه اخوه فيلبس. (4) يوحنا مسكتلوش وقالو: بنفعش تتجوز مرة أخوك. (5) وكان بدو هيرودس يقتلو بس خاف من الناس لأنهن اعترفو بأنو يوحنا نبي. (6) وفي عيد ميلاد هيرودس رقصت بنت هيروديا قدام الـمعازيم وانبسط هيرودس (7) فحلف ووعدها يعطيها إيش بدها (8) فعبّت إمها راسها عشان تقولو: اعطيني إسه ع صينية راس يوحنا الـمعمدان (9) حزن الحاكم بس عشان المعازيم والحلفان أمر أن يسوو إيش طلبت (10) فراحو الجنود ع السجن ليقطعوا راس يوحنا (11) وجابو راسو ع صينية واعطوه للصبية وهي حملتو لعند إمها (12) وبعدين اجو تلاميذ يوحنا وحملو الجثة ودفنوها وبعدين راحو وخبروا يسوع.