صدر مؤخرا في الناصرة كتاب " تاريخ الكنيسة المعمدانية في الاراضي المقدسة من عام 1867-1950" من تأليف المهندس بدر منصور من الناصرة.
يروي هذا الكتاب وهو الأول من نوعه قصة العائلة الكنسية المعمدانية في الأراضي المقدسة منذ بداية الثلث الاخير من القرن التاسع عشر ولغاية احداث النكبة الفلسطينية في عام 1948. العائلة الكنسية المعمدانية تتبع للإصلاح البروتستانتي ويبلغ تعدادها حوالي 3000 شخص في 20 كنيسة، وهم اعضاء في مجمع الكنائس المعمداني العالمي الذي يضم أكثر من 100 مليون شخص.
يتكون الكتاب من خمس فصول، ويبدأ بإعطاء الخلفية التاريخية التي سبقت نشوء الكنائس المعمدانية في ارض المسيح، وهي سرد سريع لتاريخ الوجود المسيحي عامة في الاراضي المقدسة حتى وصول الإصلاح البروتستانتي اليها في مطلع القرن التاسع عشر.
الفصل الثاني يسرد قصة اول كنيسة معمدانية في فلسطين وهي الكنيسة المعمدانية في نابلس التي اسسها حنا القرّة عام 1867 بدعم من المعمدانيين البريطانيين. هذه الكنيسة مرّت بصعوبات جمة الى ان اندثرت عام 1904.
الفصل الثالث يحكي عن بداية الخدمة المعمدانية التي نعرفها اليوم والتي اسسها شكري موسى في صفد اولا والناصرة من بعدها. يقدم الكتاب قصة تأسيس الكنيسة الانجيلية المعمدانية في الناصرة وايضاً المدرسة المعمدانية عام 1935، وكيف قامت بعدها كنيسة معمدانية في القدس واخرى في حيفا وكيف تضافرت الجهود بين المعمدانيين المحليين والمرسلين المعمدانيين من الولايات المتحدة بعد الحرب العالمية الأولى.
الفصل الرابع يتطرق لكنائس لا تتبع لأي طائفة أسسها المرسل روي ويتمان في شمال فلسطين في ثلاثينيات القرن العشرين وسميت "الكنائس المحلية". ومع ان هذه الكنائس لم تكن كنائس تحمل الأسم المعمداني، ولكن تاريخ هذه الكنائس التي نشأت في شرق الأردن وامتدت الى غرب النهر هو تاريخ متشابك ومترابط مع تاريخ الكنائس المعمدانية.
اما الفصل الأخير فيتطرق للكنائس المعمدانية والكنائس المحلية خلال فترة النكبة الفلسطينية وكيف تم تأسيس ميتم في الناصرة قبل الحرب والدور الذي كان لهذا الميتم وللكنيسة المعمدانية في تقديم المعونة للاجئين الذين وصلوا الى الناصرة بعد عام 1948. الكتاب يحكي كيف اثّرت الحرب الكنائس، وكيف اندثرت العديد منها وتشرد اعضاؤها وشكّل قسم منهم نواة لكنائس في البلاد الجديدة التي وصلوا إليها (مثل لبنان والأردن تحديداً). لتنطبق عليهم الآية في سفر اعمال الرسل ""فالذين تشتتوا جالوا مبشرين بالكلمة" (أعمال الرسل 8 : 4).
وينهي المهندس بدر منصور كتابه ببث الأمل اذ يروي كيف نهضت الكنيسة المعمدانية بعد النكبة. سيقوم الكاتب في عام 2021 بإصدار الجزء الثاني من تاريخ الكنيسة المعمدانية في الأراضي المقدسة وهذه المرة منذ عام 1950 حتى تاريخنا الحالي.
سيجد المهتمون بتاريخ هذه البلاد في هذا الكتاب توثيقًا مميزًا للحياة الدينية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية لحقبة مهمة، اعتماداّ على تاريخ محكي من مصادر محلية إضافة إلى مصادر معمدانية أمريكية غير معروفة للقارئ المحلي. الكتاب يعتمد على العديد من المصادر القيّمة والكتب والمجلات المنسيَة (باللغة الانكليزية والعربية) ومقابلات عديدة مع أشخاص واكبوا العمل أو سمعوا عنه من مصدر أول.
يحتوي الكتاب على العديد من القصص المؤثرة وايضا بعض القصص الطريفة ولقسم منها علاقة بشخصيات معروفة مثل الباحث والمفكر ادوارد سعيد والكاتب والسياسي اميل حبيبي. الكتاب يحتوي على العديد من الصور النادرة التي تم اختيارها من مئات الصور وتم تلوين معظم الصور القديمة لتظهر بحيوية أكبر مما أعطى الكتاب بعداً جديداً. يقع الكتاب في 140 صفحة وهو مجلد تجليدا فاخراً ومحكماً.
يقول المؤرخ د. جوني منصور عن الكتاب:
"بناء الكتاب يربط كرونولوجيا بين حدثين مهمين: الاول يتعلق بتاريخ الكنيسة المعمدانية في فلسطين والجوار، والثاني التاريخ المدني الجاري في البلاد خلال قرن من الصراع القوي بين المشروع الصهيوني والمشروع الوطني الفلسطيني. هذا الكتاب مناسب ليس فقط لفائدة التجمعات والمجموعات المعمدانية، إنما لخدمة توثيق التاريخ الحياتي في فلسطين، وخصوصا في القرن والنصف الاخيرين، وهما حاسمين في حياة شعوب هذه المنطقة"
اما المربي غسان عودة من الكنيسة المعمدانية في كفرياسيف فيقول:
"اشكر الرب من اجل عمالقة الرعيل الاول اذ قاموا بعمل جبّار لنكون على ما نحن عليه الان. كتاب قيّم، لغة سلسة، وابداع بعصرنة الصور القديمة، بكلمات مختصرة انه كتاب لا يُفوّت".
هذا الكتاب هو باكورة اعمال المهندس بدر منصور التاريخية وهو يحمل شهادتين في هندسة البرمجة وادارة الأعمال من معهد التخنيون في حيفا، وقام في عام 1997 بتأسيس شركة نازداك في الناصرة، احدى شركات البرمجة الرائدة في المجتمع العربي في البلاد. المهندس بدر منصور يخدم مع رابطة الكنائس المعمدانية في أدوار مختلفة منذ حوالي 20 سنة. كما ترأس بدر منصور لعدة سنوات مجلس ادارة كلية اللاهوت الانجيلية في الناصرة وشغل أيضا منصب رئيس مجلس إدارة مشروع قرية الناصرة .
يمكن الحصول على نسخة من الكتاب في عدة مواقع – التفاصيل على صفحة