لا يختلف إثنان من بين الخطاة على أننا خطاة لا أحد صالح من بيننا، نادى شابٌ غنيٌّ على الرَّبَّ قائلًا: "أيها المعلم الصالح." أجاب الرَّبُّ “لَيْسَ أَحَدٌ صَالِحًا إِلاَّ وَاحِدٌ وَهُوَ اللهُ. متى ١٩: ١٧” أن الخطيئة موجودة في الجنس البشري! "هَأَنَذَا بِالإِثْمِ صُوِّرْتُ، وَبِالْخَطِيَّةِ حَبِلَتْ بِي أُمِّي. سفر المزامير ٥١: ٥" من تعوّدَ على ممارستها يجدُ نفسه في نهاية كل واحدة منها، حزينًا ونادمًا بل يجد نفسه لا يقوى على النجاة منها! ناسيًا أو متناسيًا أن الرجاء بالنجاة هو باللجوء إلى الرَّبِّ يسوع، لأنه وحده القادر على مدِّ جسور النجاة بين السماء والأرض، فلا أعمالنا الحسنة ولا أي ثمن لو تمكنا أن ندفعه يقدر أن يخلصنا من الموت الذي هو أجرة الخطية. أن الغوص في مستنقع الخطيئة يعني حرمان أنفسنا من محبة الله. لأن الله يريد أن تكون أجسادنا مقدسة لكي يسكنها الروح القدس (رومية ١٢: ١) لكننا لا نعمل كما يريد الله بل نفعل كما فعل شعب إسرائيل قديمًا، مع ذلك لم يتركنا الله، على الرغم من أننا نتركه بسبب تصرفاتنا التي بها نركض خلف ملذات الحياة التي كشف بطلانها قبلنا الملك سليمان (سفر الجامعة ١: ٢).
ننسى أن الله خلقنا على صورته وشبهه (سفر التكوين ١: ٢٦) هذا دليل كبير على محبة الله لنا الذي يريدنا أن نكون كنيسة كهنة بين الناس نعمل مشيئته لكي نحقق قصده فينا. هل يوجد أكبر من هذا الحب الإلهي؟ لا يوجد! لأن محبة الله لا حدود لها، الدليل الدامغ هو زمن النعمة الذي نعيش فيه، بالنعمة نحصل على محبة الله الموجودة مجانًا وحاضرة للذي يريد أن يغرف منها. يخطأُ عندما “يتوقع البعض أنهم حينما يقرأون الكتاب المقدس لن يجدوا محبة الله إلى أن يصلوا إلى العهد الجديد، لا سيما الموعظة على الجبل. أن محبة الله هي حقيقة موضوع كتابات الأنبياء مثل مراثي إرميا، هوشع، يونان وملاخي.”١
إذن ما علينا سوى أن نغرفَ من محبة الآب بقلوبنا ونحن نتقدم إلى عرش النعمة (رومية ٣: ٢٣). أن الله يحبنا ليس لأننا نصنع أعمالًا حسنة بتصرفاتنا أو لأننا من نسل إبراهيم (يوحنا ٨: ٣٩) "أن الله لم يختر بني إسرائيل لإمتياز فيهم (سفر التثنية ٧: ٧- ٨، ٩: ٤- ٦) لأنهم لم يكونوا أفضل من غيرهم، لكنه إختارهم بنعمته ليشهدوا عنه، ويعلنوا اسمه لكل العالم.)٢ بل لأنه يريدنا أن نكون شعبًا مقدسًا كنيسة هي إسرائيل الجديدة التي مؤمنان في الكنيسة بأن الله يحبنا، لأنه يحبُّ ما يريده أن يكون فينا لا ما هو موجود ومتوارث فينا ولا ما نريده نحن فينا أو لأنفسنا فداها الرَّبُّ بدمه الزكي لأنه أحبنا (يوحا ٣: ١٦).
إذن لا يختلف. علينا طاعته والعمل بالولادة الروحية الجديدة (يوحنا ٣: ٣) نغسل نعمد قلوبنا بمياه التوبة حتى يحلَّ الروح القدس علينا. عندئذ سنلتقي مع الله كما إلتقت المرأة الخاطئة مع الرَّبّ (لوقا ٧: ٢٧) أن الرَّبَّ موجود على طريق حياتنا لكننا لا نراه! هيا نقف أمام الرّبِّ ننظر إليه بعيون التوبة ونحن نعيش في زمن النعمة التي وهبها الله لنا من خلال دم يسوع المسيح الذي سفك على الصليب. هيَّا يا أخي في الرَّبِّ نختار طريق التوبة الذي نجد عليه محبة الآب التي نقدر أن نغرف منها من غير أن ندفع سنتًا واحدًا. نغرف منها ونضعها في قلوبنا حينئذٍ سنعرف واثقين أن الرَّبَّ يحبنا محبة لا حدود لها.
المصادر:
١. الصفحة١ من سجل الدرس السابع من "مساق الأنبياء" كلية بيت لحم للكتاب المقدس.
٢. الصفحة ٢ من كتاب "نبوءات ورؤى ج٢" القس محسن نعيم.
+++