لا تكمن سعادة طفلك في تلبية كل رغباته ففي هذه مضرة قد لا تقوى على إزالتها حتى ولو بالزوفا! لأنه يكبر مع الأيام ويتعود عليها. ليس صحيح أن ترضخ لرغبته في أمر معين كأن يسعى لكي يقتني هاتف خلوي (موبايل) وهو في سنٍّ مبكرة لأنه لا يعرف مضرة إستخدامه حينئذٍ وجبَ التكلم معه بهدوء من أجل أن يفهم خطورة الموضوع ويقتنع بتأجيل تلبية طلبه. على ولي الأمر أن "أَدِّبِ ابْنَكَ فَيُرِيحَكَ وَيُعْطِيَ نَفْسَكَ لَذَّاتٍ. سفر الأمثال 29: 17" يتفرغ في تربية فلذة كبده لعدة ساعات في اليوم مع مساعدة زوجته، ليس من الصواب التعذر والتحجج بحجج العمل، الراحة أو زيارة الأصدقاء وغيرها. أن الطفل يحتاج إلى مقوماتٍ لا يجدها خارج بيته بل يأخذها من والديه لأنهما الواحيدان القادران على منحه ما لا يقوى غيرهما على منحه إياه!! منها المحبة، الرحمة، العاطفة، الحنان، التضحية، الإخلاص والصدق وعدم الكذب. إنها مشاعر إن فقدها من والديه لن يجدها عند غيرهما، يتلقاها كما تلقى في صغره من ثديّ أمه حليب الرضاعة. هذه المشاعر هي وحدها القادرة على أن تقفَ حائلًا بين الطفل وبين والديه لو فكر برهة أحدهما بإستخدام أسلوب القسوة والعنف معه أو إهانته. لكن يجدان الوالدان أنفسهما أمام جهة رسمية تشاركهما تربية وتعليم وتأديب فلذات كبدهما! رفضوا أو قبلوا. تبقى جهة أخرى مهمة في حياة الطفل يُفضل عدم الإستغناء عن خدماتها، ألا وهي الكنيسة التي ينبني الطفل فيها محبًا للكل، ينهلُ من التعليم المسيحي وهو ينشأ يعرف محبة الرب يسوع " لطفا شاهد ترنيمة الطبال الصغير لفريق أطفال الحياة الأفضل من على اليوتيوب." كيف لا والرَّبّ قال: "دَعُوا الأَوْلاَدَ يَأْتُونَ إِلَيَّ وَلاَ تَمْنَعُوهُمْ لأَنَّ لِمِثْلِ هؤُلاَءِ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ. متى19: 14"
إذَنْ من أجل أن يكون تقارب بين الوالدين وفلذات كبدهما، ننصح قيام أولياء الأمور بما يلي على سبيل المثال:
- تعريف الرَّبَّ له من خلال أخذه إلى الكنيسة.
- الإحتفال بعيد ميلاده بحضور أصدقائه.
- تبادل الزيارات مع الأقرباء والأصدقاء.
- متابعة دروسه وواجباته البيتية.
- عمل الوالدان بروح السعادة في البيت.
- عدم الشجار أمامه.
- ترتيب برنامج إسبوعي في التنزه أو تناول الطعام سويًّا مع والديه خارج البيت أو زيارة مدينة الألعاب أو ممارسة نوع من أنواع الرياضة في الهواء الطلق.
إضافة إلى ما جاء أعلاه حينما يأتي وقت حصوله على جهاز الحاسوب أو الهاتف الخلوي علمًا أن معظم المدارس بدءًا من المدارس المتوسطة يقدمون معظم الحصص الدراسية من على جهاز الحاسوب الـ(لابتوب) لذلك تستوجب من أولياء الأمور مراقبة عمل إبنهم لكيلا يدخل إلى مواقع إباحية أو يشاهد أفلام رعب قد تزوره في ساعات نومه على شكل كوابيس لأنه من المحتمل أن يحتفظ باللعبة في رأسه لأيام وليال عديدة.
أن طبق أولياء الأمور الإرشادات التربوية بأسلوب المحبة والمعجونة بالتعليم المسيحي المستنبط من بشارة الخلاص التي محورها هو الرَّبُّ يسوع المسيح القائل لكل أولياء الأمور: " دَعُوا الأَوْلاَدَ يَأْتُونَ إِلَيَّ وَلاَ تَمْنَعُوهُمْ لأَنَّ لِمِثْلِ هؤُلاَءِ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ. متى 19: 14" حينئذٍ سينشأُ فلذة كبدهم نشئة صحيحة وصحية من الناحية النفسية، الفكرية والجسدية، كيف لا وهو يتلقى التربية والرعاية الأبوية في البيت على طبق من المحبة.
لكن أيها الأب أيتها الأم، هل سألَ الواحد منكما نفسه: هل سينشأُ إبني مؤمنًا؟ خاصة قد تربى على طريق الصواب القريب من الطريق الذي رسمه الرَّبُّ لمن فداهم بدمه.
الجواب:
تقدر يا كل ولي أمر ما دمتَ تؤمنُ بالرَّبِّ الذي فداك على الصليب، أن تكون أمام طفلك قدوة حسنة وأنت تصلي أمامه، تصوم أمامه، تقرأ الكتاب المقدس أمامه. تسمع الترانيم معه. لا تتأخر عن أخذه إلى الكنيسة... حينئذٍ ستسمعه عاجلًا يقول لكَ:
- بابا هل يوجد كتاب مقدس للأطفال؟
أقول لك أنا كاتبُ هذه المقالة:
- أبشر أيها الأب. أبشري أيتها الأم أن فلذة كبدكما على الطريق الذي يقف عليه الرَّبُّ يسوع المسيح.