نسمع بين الفينة والأخرى اخباراً مؤلمة عن اتهامات ضد خادم للانجيل - راعياً كان او مدير هيئة او واعظ. أحيانا تكون في المجال الأخلاقي واحيانا في مجال الاختلاس المالي وغيرها مما ذكره قبيح.
طبعاً هذا الامر يدمي القلب فقد يكون لهذا القائد او الخادم سمعة سابقة طيبة واستخدمه الرب في توسيع الملكوت، ولكن حري بنا وبصدق وتواضع تقديم بعض الملاحظات والعبر الأولية. اشير ان انني استعمل صيغة المذكر في ملاحظاتي التالية ، ولكن من غير المستعبد ان قائدات روحيات يسقطن ايضاً، ولكن من تجربة الماضي ان الرجال معرّضون اكثر بكثير.
- سقوط من اعتبرناه جبار بأس هي بمثابة تذكير لنا بأن الجميع اخطأوا وأعوزهم مجد الله (رومية 3: 23) وانه يتوجب ان نركز انظارنا على يسوع نفسه فهو الكامل الذي لم يفعل خطية (يوحنا 8: 46 وايضاً عبرانيين 12:2).
- تهاوي خادم للانجيل لا يعني عدم صحة الايمان الذي نادى به. انه لا يلغي صلاح الله ولا محبته للبشر وكفاية عمل المسيح على الصليب. للأسف وحين يفشل خادم معروف بشكل منهجي ولأسباب لا نعرفها-الأمر لا يلغي صدق وفعالية ما نادى به. نأمل ان يكون ذلك الخادم قد تاب عن خطيته قبل موته.
- سقوط من نظر اليهم العالم كنماذج وامثلة للناس هو سبب للعثرة وحريّ بنا ان نطلب ان يحفظ الرب ايمان الكثيرين لئلا يزلّوا نتيجة هذا السقوط. لكننا نثق بيد الرب التي ترفع وتعزي وتشدد وتزيح الأنظار عن جبلة بني البشر الساقطة الى نور المسيح الكامل- عنوان كل محبة.
- في حالات الإساءة الجنسية التي يقوم بها - يا ويحنا- خادم للانجيل – يستلزم الامر الاعتراف بألم النساء اللواتي أُسيء اليهن، وان نصلي كي لا يفنى ايمانهن فقد اعتدى عليهم من نظر اليه الناس كمدافع بارع عن الانجيل. وفي حالة وجود اختلاس مالي- فمن الضروري التعاطف والاعتراف بالم وخسارة الضحية وهكذا.
- حتّى نكون أمناء للإنجيل، يتوجب ان نتعلم ان نصغي ونفحص شكاوى الضعفاء حتى لو كانت تجاه شخصيات قيادية. مع الأسف يعتبر مجتمعنا الشرقي من جهة والكنسي من جهة أخرى القائد-الرجل في مرتبة مرتفعة وهو اعلى من كل تحفظ. هذا الامر صحيح ليس فقط للاتهامات القاسية وانما ايضاً لمناحي أخرى في الخدمة. يتوجب ان يكون توازن بين سلطة الخادم والقائد وبين مرجعيته، هذا يتم عن طريق أنظمة عمل ودساتير نلتزم بها وتقارير تقدم للمرجعيات المختلفة.
- يصبح بعض الخدام البارزين والمشهورين بمثابة "سوبر ستارز" ويمنحهم ذلك كبرياء اذ يريد الاتباع التقرب منهم ودعمهم ويصبح سقوطهم في خطايا الجنس او المال أكثر سهولة. هناك تناقض عضوي بين "خادم" و"سوبر ستار" اذ كيف يمكن ان تكون خادما للانجيل متشبهاً بالسيد الذي غسل ارجل تلاميذه وبين "النجم" الذي تسلط عليه الأضواء ويعجب به الناس ويتبعونه. من هنا يتوجب توخي الحذر للمحافظة على حياة قداسة وتواضع حتى عند خدام استخدمهم الرب وذاع صيتهم.
- من الجهة الأخرى- ان أسلوب حياة القادة الذين يسافرون من بلد لبلد لتقديم المواعظ او المحاضرات او للقاءات عمل مختلفة خطير على حياتهم الروحية. هم يقضون اوقاتهم في الفنادق بعيداً عن عائلاتهم مما يجعلهم عرضة للسقوط وينبغي وضع آليات لتقليل هذا الاحتمال. مثلا- منع غياب القائد لأكثر من فترة معينة او سفر زميل معه الخ.
- تخفق في أحيانا كثيرة المجلس والمجامع التي من المفروض ان تكون مرجعية للقائد في مراقبة عمله واكتشاف السقوط التي عاشها القائد.
ويطرح السؤال - ما هو دور مجالس الإدارة في الهيئات وما هو دور أعضاء المجالس الرعوية او الشيوخ وغيرها في الكنائس في طرح الأسئلة الصعبة وتكوين ثقافة محاسبة ومرجعية؟ ليس القصد وضع الكوابح للخادم ومنعه من أداء رسالته، ولكن الدعم يشمل طرح الأسئلة وانتظار الإجابات المقنعة لكي نحمي القائد فتكون حياته الروحية دون غبار وكما يليق.
في النهاية أقول- الرب يرحمنا جميعاً.