ليس هكذا!
(فَأَجَابَ وَقَالَ: « لَيْسَ حَسَنًا أَنْ يُؤْخَذَ خُبْزُ الْبَنِينَ وَيُطْرَحَ لِلْكِلاَب. »)"متى15: 26"
(وَأَمَّا يَسُوعُ فَقَالَ لَهَا: « دَعِي الْبَنِينَ أَوَّلًا يَشْبَعُونَ، لأَنَّهُ لَيْسَ حَسَنًا أَنْ يُؤْخَذَ خُبْزُ الْبَنِينَ وَيُطْرَحَ لِلْكِلاَبِ. ») "مرقس7: 27"
مثل ردده يسوع المسيح على أسماع الفريسيين أمام اليهود وهو يذكرهم بقولهم هذا الذي به ينعتُون كلَّ الأمم بـ"نجسين" لذلك كانوا ينادوهم بالكلاب لأنهم حسب رأييهم كلاب نجسة. مَنْ منا لم يشاهد فلم يسوع المسيح بالذات محاكمته، حيث مشهد الكهنة اليهود وهم يأخذون يسوع المسيح إلى دار الحاكم بلاطس لكي يحاكمه، لكنهم لم يدخلوا إلى داخل الدار لأنه دار نجس سيده روماني كافر هو بلاطس، لذلك نشاهد في الفلم كيف يخرج بلاطس إليهم لأنه يعلم انهم لن يدخلوا داره التي هي بنظرهم نجسة.
الذي أريد أن أنبه إليه أن على الكاهن في أية كنيسة كان عليه أن يقرأ تأريخ الكتاب المقدس على الأقل الحادثة التي يكرز في موضوعها لكي يتحاشى السهو.
شاهدت يوم الأحد الموافق 06/02/2022 من على شاشة فضائية نور سات، وعظة لنيافة أحد المطارنة اللبنانيين في سلسلة "التنشئة المسيحية" ذكر حادثة ليسوع المسيح دون أن يذكر السبب التأريخي لتلك الحادثة ولماذا يسوع المسيح ذكر ذلك المثل :( لَيْسَ حَسَنًا أَنْ يُؤْخَذَ خُبْزُ الْبَنِينَ وَيُطْرَحَ لِلْكِلاَب.) فأصبح يسوع المسيح في نظر المشاهدين لا يحب الأمم علمًا بأنه جاء من أجل الأمم. بسبب أن نيافة المطران لم يقرأ تأريخ الحادثة بل أجاب وقال: (المرأة الكنعانية كتفته للمسيح.) كأن المرأة الكنعانية غدت أفهم من يسوع المسيح الذي قال للفريسيين: (مَنْ مِنْكُمْ يُبَكِّتُنِي عَلَى خَطِيَّةٍ؟ فَإِنْ كُنْتُ أَقُولُ الْحَقَّ، فَلِمَاذَا لَسْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِي؟) يوحنا 8: 46" كان على نيافة المطران أن يرجع إلى تأريخ الحادثة لكيلا تبدو كرازته ناقصة من الإثبات! مع الأسف شوه المطران صورة لقاء بين يسوع المسيح والمرأة الكنعانية لسبب صغير هو أنه لم يقرأ تأريخ الحادثة.
دعوني أنقل لكم من إنجيل متى والإصحاح 15 والأعداد من 21 إلى 28 الحادثة لكي نقرأها معًا:
( ثُمَّ خَرَجَ يَسُوعُ مِنْ هُنَاكَ وَانْصَرَفَ إِلَى نَوَاحِي صُورَ وَصَيْدَاءَ. وَإِذَا امْرَأَةٌ كَنْعَانِيَّةٌ خَارِجَةٌ مِنْ تِلْكَ التُّخُومِ صَرَخَتْ إِلَيْهِ قَائِلَةً: «ارْحَمْنِي، يَا سَيِّدُ، يَا ابْنَ دَاوُدَ! اِبْنَتِي مَجْنُونَةٌ جِدًّا». فَلَمْ يُجِبْهَا بِكَلِمَةٍ. فَتَقَدَّمَ تَلاَمِيذُهُ وَطَلَبُوا إِلَيْهِ قَائِلِينَ: « اصْرِفْهَا، لأَنَّهَا تَصِيحُ وَرَاءَنَا!» فَأَجَابَ وَقَالَ: « لَمْ أُرْسَلْ إِلاَّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ». فَأَتَتْ وَسَجَدَتْ لَهُ قَائِلَةً: « يَا سَيِّدُ، أَعِنِّي!» فَأَجَابَ وَقَالَ: « لَيْسَ حَسَنًا أَنْ يُؤْخَذَ خُبْزُ الْبَنِينَ وَيُطْرَحَ لِلْكِلاَب». فَقَالَتْ: « نَعَمْ، يَا سَيِّدُ! وَالْكِلاَبُ أَيْضًا تَأْكُلُ مِنَ الْفُتَاتِ الَّذِي يَسْقُطُ مِنْ مَائِدَةِ أَرْبَابِهَا!». حِينَئِذٍ أَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهَا: « يَا امْرَأَةُ، عَظِيمٌ إِيمَانُكِ! لِيَكُنْ لَكِ كَمَا تُرِيدِينَ». فَشُفِيَتِ ابْنَتُهَا مِنْ تِلْكَ السَّاعَةِ.)
إذًا ليس لنا إلى أن نذكر تأريخ الحادثة وهي: كان اليهود ينعتون الأمم بالأنجاس لذلك كانوا يشبهونهم بالكلاب، عندما ذكر يسوع المسيح المثل هذا كانت الغاية منه هو أنه يقول لليهود والفريسيين: أنتم تقولون عن الأمم بأنهم كلاب ونجسين وها هي امرأة كنعانية من بينهم غير يهودية لكنها مؤمنة أكثر منكم. يعني يا أيها الفريسيين الناعتين الأمم بالكلاب النجسة أنظروا واسمعوا والمسوا بأنفسكم إيمان امرأة غير يهودية لديها إيمانًا أكثر من إيمانكم أيها اليهود.
أن يسوع المسيح لم ينعت الأمم بالكلاب بل الفريسيين. لطفًا يا كل كاهن وقسيس وواعظ حينما تكرز أو توعظ من الكتاب المقدس، قم بمراجعة تأريخ الحادثة التي تكرز بها لكيلا تُكره يسوع المسيح في أنظار السامعين والمشاهدين والأمم.
المحامي والقاص
مارتن كورش تمرس لولو
الطالب في كلية بيت لحم للكتاب المقدس