لا شكَّ أنَّ المسيحيينَ المحافظينَ يؤمنون بأهميةِ العهد القديم.[1] ويؤكّد المسيحيون المحافظون أنَّ "العهدَ الجديدَ" قد عتَّقَ العهدَ القديمَ وأنَّ "ما عَتِقَ وشاخ فهو قريبٌ من الاضمحلال" (عبرانيين 8: 13).[2] في ذات الوقت يميّـزون بحقٍ بين العهد القديم أو العهد الأوَّل بالمفهوم اللاهوتي أو العهدي وبين العهد القديم كنصوصٍ مقدسةٍ.[3] رغم ذلك يتـردد السُّؤالُ: "لماذا ندرس العهدَ القديم؟" في كثيرٍ من مسامع سُكان الشَّرق الأوسط. ولقد وُلد هذا السُّؤالُ في سياقٍ مميـزٍ. وفي كثيـرٍ من المرات لا يبحثُ صاحبُ السُّؤالِ عن جوابٍ منطقي بل يعبّـرُ من خلاله عن اعتـراض المسيحي العربي على تعاليم وأخلاقيات العهد القديم. ويعتـرضُ عددٌ من المسيحيين العرب على استثمار الوقت في دراسة نصوص العهد القديم. ولقد ترعرعَ هذا الاعتراض لعدة أسبابٍ.
أولاً، يعتقدُ أتباعُ الدّيانةِ الإسلامية أنَّ العهدَ القديمَ مُحرّفٌ سواءً أكان التحريفُ لفظياً أم في المعنى.[4] ويؤثّرُ هذا الاعتقاد على مكانة العهد القديم في تراثنا الجغرافي والثَّقافي. وصار هذا الاعتقاد مثل النَّار التي تحافظ على لهيبها بحطبٍ تزوده علوم النقد العالي المنتشرة في أوروبا منذ عصر الاستنارة. ويُركّز النقد العالي على بشرية النص متحرراً من العقيدة التي تروّج أن النصَّ الإلهيَّ معصومٌ عن الخطأ. ويستصعبُ عددٌ من المسيحيينَ بناءَ حوارٍ مُتمدنٍ ومثمرٍ حول العهد القديم لا سيَّما مع أتباع الدَّيانة الإسلامية الَّذين يستخدمون كتابات النَّقد العالي.[5]
ثانياً، أُستخدم العهدُ القديمُ بشكل خاص في نشر الرواية الصَّهيونية التي شرَّعت سلبَ أراضي الفلسطينيين ونكبتهم ونكستهم وتهميشهم باسم الله.[6] ولقد استفزّ هذا الأمر عدداً من المسيحيين العرب، لا سيَّما الفلسطينيين. فرفضوا أجزاءً من العهد القديم وهمشّوا نشرها بين أعضاء كنائسهم إذ يحصل أعضاءُ الكنيسة على نسخٍ من العهد الجديد فقط.[7]
ثالثاً، اعتبـر البعضُ أنَّ العهدَ القديمَ هو كتابٌ عن تاريخ اليهود وليس كتابَ المسيحيينَ. وهو كتابُ عهد انتهت مدته وزال وليس له أي سلطة على المسيحيين اليوم.[8] علاوة على ذلك، لقد ساد التَّفسيرُ اليهودي للعهد القديمِ بسبب الأعياد والأحداث لا سيّما في إسرائيل. وارتبط جزءٌ من هذه الأعياد بفكر إقصائي وتحيـزٍ عرقي مما أثار النفور من النَّصوص ذات الشأن.[9]
رابعاً، تهجّم عددٌ من المفكرين على العهد القديم باسم العلم فوصفوه بالأساطير والخُرافات وبالتَّطرف الدّيني والاجتماعي. وأكّدوا أنَّ العهدَ القديمَ لا يتوافق مع الثَّقافة والعلم في عصرنا. ولقد انتشرَ هذا الموقف بين عددٍ من النَّاس الَّذين انتسبوا إلى إحدى الطَّوائف المسيحية ثقافياً أو قانونياً ولكن ليس إيمانياً.[10]
خامساً، صارع المسيحيون في تحديد لائحة أسفار العهد القديم وفي مفهوم "القانونية" أو المعيار الثيولوجي أو المنهجية اللاهوتية التي تُشكل الأسفار. وتراوحت الآراء بين القانون الأصغر (التقليد الماسوري) والقانون الأكبـر (تقليد السبعينية أو الفولجاتا) ثم تطور الفكر اللاهوتي المتعلق بمفهوم وآليات تشكيل وتشكّل القانون أي المرجعية اللاهوتية لجماعة الإيمان.[11] ولقد شرحت عملية التلهوت التي قادت الباحث تشايلدز إلى تشكيل مفاهيم أفضل "للقانونية" وقلت: "إن اختيارات جماعة الإيمان وتفسيرها المُصاغة في صورة النص النهائية هي الإطار اللاهوتي لاكتشاف الله وإرادته لأي إنسان ينتمي إلى جماعة الإيمان".[12] وبكلمات بسيطة، قبلت جميع الكنائس الأسفار الأساسية المذكورة في نُسخة الفاندايك-بستاني لكنهم اختلفوا فيما يتعلق بالأسفار القانونية الثانية أو ما يُعرف أحياناً بالأسفار الأبوكريفية مثل سفر طوبيت ومكابيين الأول والثاني وغيرها.
من ناحيةٍ أخرى، تتـرابطُ ثقافتُنا مع العهد القديم بطريقةٍ نتميـّزُ بها عن باقي شعوب العالم. أولاً، نحن نعيشُ في نفس المنطقة الجغرافية الَّتي تمَّت فيها أحداثُ العهد القديم. نعرفُ الأنهارَ كنهر دجلة والفرات والأردّن والنيل وغيرها. ونعرف الجبالَ كجبل الكرمل وجبل الزَّيتون وغيرها. ونزور الأماكنَ الجغرافيةَ ونفهمُ خصوصيتَها ومناخَها. ثانياً، نحن في تواصلٍ ثقافي ولغوي وزراعي واجتماعي مع شعوب العهد القديم. نتكلمُ إحدى اللغات السَّامية ونأكلُ نفس المنتوجات الزّراعية ونختبـرُ نفس المواسم والمناخ. ثالثاً، نتواصلُ مع العهد القديم من ناحية القضايا السياسية إذ تتكرر المطامعُ السياسيةُ التي تتشابه مع عصرنا بسبب التشابه الجيوسياسي.[13] رابعاً، يحوي العهد القديم ثقافات مصرية وعربية وآشورية وفينيقية وغيرها. وهي جزءٌ من تراثنا اللغوي والثقافي الذي يُثـري ويُغني تاريخنا. فعلى سبيل المثال لا الحصر، نثري دراسةَ التَّاريخ عندما نُشدّدُ على عروبة أيوب وملكة سبأ ولموئيل وأمه من قبيلة مسا.[14]
في ضوء ما سبق وفي توافقٍ معه، أشدّدُ أنني لا أهدف الآن وهنا إلى تقديم الأجوبة عن كلِّ تحديات العهد القديم لكنّنـي سأقدمُ بعضَ أسباب دراسة العهد القديم من المنظور الإيماني المسيحي العربي مُشدداً على أنَّ العهدَ القديمَ هو كتابُ المسيحي العربي وهو كتابُ الكنيسة في كلّ العالم. أولاً، أكّدَّ السَّيدُ المسيح أنَّه لم يتخلى عن العهد القديم. فلقد قال: "لا تظنوا أني جئت لأنقض النَّاموس أو الأنبياء. ما جئت لأنقض بل لأكمَّل. فإني الحقَّ أقول لكم: إلى أن تزول السَّماءُ والأرضُ لا يزول حرفٌ واحدٌ أو نقطةٌ واحدةٌ من النَّاموس حتَّى يكون الكلُّ" (مت 5: 17-18). لقد جاء السَّيد المسيح ليُكمّل وليس ليُلغي العهد القديم. نعم، تحدى السَّيدُ المسيح المفسرين اليهود في القرن الأوَّل وأظهرَ لهم أنَّ تفسيرَهم للعهد القديم يفتقرُ إلى عمقِ الحبِ الإلهي. ولهذا قد يبدو للوهلةِ الأولى وكأنَّ السيد المسيح يتخلى عن العهد القديم إلا أنَّ ذلك غيـر صحيح للمدققين والفاحصين. فموقف السَّيدِ المسيح من توراة موسى وكتب أنبياء العهد القديم واضـحٌ. وهو لا يريدُ أن يُزيلَ هذه الأسفار المقدسة من لائحة أسفار أهل الإيمان بل يريد أن يزيد عليها بهدف تتميم ما فيها وتقديم مشيئة الله بصورة أكمل وأوضح وليس بصورة تنقض هذه الكتب.[15]
ثانياً، يشهدُ الرَّسولُ بولس أنَّ العهدَ القديم موحى به من الله وأنَّه نافعٌ للتَّعليم والتُّوبيخ، للتَّقويم والتَّأديب الَّذي في البر، لكي يكون إنسانُ الله كاملاً، متأهباً لكل عمل صالح (2 تيم 3: 16).[16] وبعد أن تحدث الرسول بولس عن الأسفار المقدسة التي تَعلّمَها تيموثاوس منذ طفولته، جمع كل هذه الأسفار في مصطلحٍ مُفردٍ دعاه "كل الكتاب" وهو العهد القديم من منظور الرسول بولس لا سيّما أنَّ السياق هو "الأسفار المقدسة" التي تعرَّض لها تيموثاوس (2 تيم 3: 15). علاوة على ذلك، مدلول المصطلح (ڤاسا جرافي - πασα γραφη) هو كل نص موحى أو الكتاب بكليته.[17] وإذا أخذنا بالاحتمال الأول ووضعنا كلمة "موحى" كنعت بدلا من أن تكون خبـراً فعندئذٍ تصبح الترجمةُ: كلُّ نصٍ موحى هو أيضاً مفيدٌ. ويسقط الادعاءُ أنَّ كلَّ العهد القديم هو موحى. صارع المترجمون باللغة الإنكليزية في هذا الأمر رغم عدم التشديد على هذا الصراع في الترجمات العربية. وهكذا نجد تعدد الترجمات التي تقول: الكتاب كله (المشتركة)، كل الكتاب (الفاندايك)، كل ما كُتب (الكاثوليكية)، الكتاب كله (البولسية)، الكتاب بكل ما فيه (الحياة). تتفق الترجمات العربية بحق أن الاحتمال الأكبـر والمتوافق مع السياق هو كل الكتاب بكليته وبأجزائه. وهكذا يكون العهد القديم هو وحي (ثيوڤنوستوس - θεοπνευστος) رباني بدون أخطاء ومصدرُه اللهُ نفسه.[18] وهو مجموعةٌ من الكتب النَّافعة للإنسان الذي يريد رضى الله والنضوج في الإيمان والبـر والتأهب لكل عمل صالح. تحتاج الكنيسة إلى كل كلمة الله لتحقق كل مشيئة الله. وتتوفر هذه الكلمة من خلال مخطوطات نسخها الخطاطون وترجمات متعددة. ونحمل في أيدينا ترجمة الكتاب المقدس. جاءتنا هذه الترجمة من نسخ اللغات الأصلية. وترجمتنا موحى بها بقدر ما تتوافق مع المخطوطات القديمة للغات الأصلية.
ثالثاً، يقول الرَّسول بطرس عن نبوات العهد القديم: "لم تأت نبوة قط بمشيئة إنسان، بل تكلّم أناس الله القديسون مسوقين من الروح القدس" (2 بطرس 1: 21). يؤكّدُ الرسولُ بطرس أنَّ النُّصوصَ المقدسة ليست تفسيراً ورأياً بشرياً. إنما هي صوتُ الله متكلماً من خلال أناسِ الله المقدسين والمخصّصين لنقل رسالته. ويقول أحدُ المفسرين أنَّ الأفكار المقدسة هي عطية الله للمؤمن، والكلمات المقدسة هي عطيته للنبي، والنصوص المقدسة هي عطيةٌ محصورة بالوحي فقط.[19] لقد رفع الأنبياء أشرعتهم فجاءت رياح الروح القدس لتقودهم.[20] ويقدمُ الرَّسولُ بطرس هذا التعليم بعد أن تحدَّثَ عن الاختبارات المجيدة المتميـزة، فلقد سمع صوتَ الله ورأى عظمةَ ابن الله لكنَّه يُصرُّ أنَّ الكلمة النبوية هي أثبتُ (2 بطرس 1: 19). ويربط هذه الكلمة بالكتاب أي بالعهد القديم (2 بطرس 1: 20). إنَّ نصوص العهد القديم مكتوبةٌ بقيادة الروح القدس. وتحتوي صفحاتُ العهد القديم على نشاطٍ روحاني وخارطةٍ نبوية تقودنا إلى السَّيد المسيح. ويكتسي العهدُ القديم بحسب شهادة الرسول بطرس على كلام القداسة الذي يتوافق مع قيادة الروح القدس.
رابعاً، يحرسنا العهدُ القديم من الضَّلال ومن الابتعاد عن الطَّريق الذي يقود إلى المسيح. وتساهم أسفارُه في تقويم الإنسان وإعداده للتَّفاعل الصَّحيح مع رسالة العهد الجديد ولاكتشاف المسيح وأعماله وهويته. ويقول الكتابُ المقدس: "ولكن قبلما جاء الإيمانُ كُنا محروسين تحت النَّاموس، مغلقاً علينا إلى الإيمان العتيد أن يُعلن. إذا كان الناموسُ مؤدبنا إلى المسيح" (غل 3: 23-24). يستخدم الرسول بولس تعبيرين من السّياق الاجتماعي في القرن الأول: مؤدب وأبناء.[21] والمؤدب هو مدرب الأولاد ومعلّمُهم والوصيُّ عليهم. وتستمر سلطتُه حتى يصل الأبناءُ إلى حالة النضوج. وعندما يصلون إلى النضوج فإنهم يكونون قد تعلموا القيم والحياة التي قادهم إليها المؤدبُ والتي ستستمرُ معهم مدى حياتهم. ولقد أكَّدَ الرسولُ أنَّ هذا النُّضوج نجده بالإيمان بالمسيح يسوع. بكلماتٍ أخرى، يقودنا العهدُ القديم إلى المسيح، بل أكثـر من ذلك، إنَّ هدف العهد القديم هو قيادتنا إلى المسيح. يقول الرسولُ بولس "غاية النَّاموس هي المسيح" (رومية 10: 4).[22]
خامساً، يحتوي العهد القديم أكثر من ثلاثة أرباع الإعلان الإلهي. ويساعدنا العهدُ القديم أن نفهم البدايات. فنعرف كيف بدأ الكون وكيف بدأت البشرية وكيف بدأ السقوطُ وكيف بدأ رجاءُ الخلاص. ويشدد العهدُ القديم على ارتباط الحل الإلهي بالنسل الموعود فيقدم النُّصوص بترابطٍ واضحٍ ونحو هدف مسيحاني. وهكذا نرى أنَّ العهدَ القديم مليءٌ بالتُّصورات اللاهوتية المنسجمة مع تحرك التاريخ نحو المسيح وشهادة النُّصوص المقدسة لهوية المسيح الداودي ولشخصيته ولأعماله ولبركته وخلاصه الذي سيشمل كلَّ الشُّعوب.
سادساً، كُتِبَ العهدُ القديم من أجلنا مع أنه لم يُكتب في زمننا. لم يُكتب لنا في سياقنا التَّاريخي المعاصر لكنَّه كُتب من أجلنا ليكون نافعاً في كلّ زمانٍ ومكانٍ لا سيَّما لأتباع السَّيد المسيح الذين يستطيعون فهم العهد القديم بصورةٍ أشمل وأوسع وأفضل وذلك بشهادة سفر العبرانيين وعدد من الرسل القديسين. يقول الرَّسولُ بطرس:
9 نائلين غاية إيمانكم خلاص النفوس 10 الخلاص الذي فتش وبحث عنه أنبياء، الذين تنبأوا عن النعمة التي لأجلكم، 11 باحثين أي وقت أو ما الوقت الذي كان يدل عليه روح المسيح الذي فيهم، إذ سبق فشهد بالآلام التي للمسيح، والأمجاد التي بعدها. 12 الذين أعلن لهم أنهم ليس لأنفسهم، بل لنا كانوا يخدمون بهذه الأمور التي أخبرتم بها أنتم الآن، بواسطة الذين بشروكم في الروح القدس المرسل من السماء. التي تشتهي الملائكة أن تطلع عليها. (1 بطرس 1: 9 – 12).
يشدد الرسولُ بطرس أنَّ الأنبياء تنبأوا عن النّعمة التي لأجل أتباع المسيح. ويُعْلِمُنا أنَّ أمورَ المسيح أُعلنت لهم ليس لأنفسهم بل لأتباع المسيح.[23] وهكذا يُشدّد الرسولُ أنَّ إعلانات العهد القديم قد تمَّ أدراكُها وفهمها في المسيح وأنَّ هذه الإعلانات موجهةٌ لأتباع المسيح في عصره وفي كلّ عصر.
ويشرحُ لنا الرَّسولُ بولس أهميةَ الإيمان والنعمة وارتباطهما بقصة إبراهيم ووعد الله له أن يصير أباً لأممٍ كثيـرة. ثمَّ يضيفُ قائلاً عن إبراهيم أنَّه "21 تيقن أن ما وعد به هو قادر أن يفعله أيضاً. 22 لذلك أيضاً: حُسب له براً. 23 ولكن لم يُكتب من أجله وحده أنَّه حُسب له، 24 بل من أجلنا نحن أيضاً، الذين سيحسب لنا، الذين نؤمن بمن أقام يسوع ربنا من الأموات. 25 الذي أسلم من أجل خطايانا وأقيم لأجل تبريرنا." (رومية 4: 21 – 25). وهكذا يؤكّد الرسولُ بولس أنَّ أحداثَ وشخصيات العهد القديم كُتبت من أجلنا أيضاً. ويضيف أنَّها قادرةٌ أن تقودنا للخلاص عن طريق الإيمان بالمسيح يسوع (2 تيموثاوس 3: 15). ويشرح رسولُ الأمم أن أحداثَ العهد القديم مع بني إسرائيل قد كُتبت من أجلنا ومثالاً لنا ولإنذارنا. ونستطيع أن نفهم كلمة "مثالا" بأنها نموذجا يُشكّل فينا قيم ملكوت الله.[24] يقول الرَّسول بولس:
1 فَإِنِّي لَسْتُ أُرِيدُ أَيُّهَا الإِخْوَةُ أَنْ تَجْهَلُوا أَنَّ آبَاءَنَا جَمِيعَهُمْ كَانُوا تَحْتَ السَّحَابَةِ، وَجَمِيعَهُمُ اجْتَازُوا فِي الْبَحْرِ، 2 وَجَمِيعَهُمُ اعْتَمَدُوا لِمُوسَى فِي السَّحَابَةِ وَفِي الْبَحْرِ، 3 وَجَمِيعَهُمْ أَكَلُوا طَعَامًا وَاحِدًا رُوحِيًّا، 4 وَجَمِيعَهُمْ شَرِبُوا شَرَابًا وَاحِدًا رُوحِيًّا، لأَنَّهُمْ كَانُوا يَشْرَبُونَ مِنْ صَخْرَةٍ رُوحِيَّةٍ تَابِعَتِهِمْ، وَالصَّخْرَةُ كَانَتِ الْمَسِيحَ. 5 لكِنْ بِأَكْثَرِهِمْ لَمْ يُسَرَّ اللهُ، لأَنَّهُمْ طُرِحُوا فِي الْقَفْرِ. 6 وَهذِهِ الأُمُورُ حَدَثَتْ مِثَالًا لَنَا، . . . 11 فَهذِهِ الأُمُورُ جَمِيعُهَا أَصَابَتْهُمْ مِثَالًا، وَكُتِبَتْ لإِنْذَارِنَا نَحْنُ الَّذِينَ انْتَهَتْ إِلَيْنَا أَوَاخِرُ الدُّهُورِ. 12 إِذًا مَنْ يَظُنُّ أَنَّهُ قَائِمٌ، فَلْيَنْظُرْ أَنْ لاَ يَسْقُطَ. (1 كورنثوس 10: 1 – 12).
في الختام، لقد رأينا التَّحديات السّياقية المتعلقة بالعهد القديم. ثمَّ رأينا تميّـز شعوب الشَّرق الأوسط جغرافياً وثقافياً ولغوياً. فهذه الشُّعوب أقربُ إلى عالم العهد القديم من كثيـر من الشعوب الأخرى. وبعد ذلك، تجولنا في كتابات العهد الجديد لنفهم موقف السَّيد المسيح والرسل من العهد القديم وتأكَّدنا من أهمية العهد القديم في اكتشاف هوية الله ومشيئته وخطته ومسيحه. في ضوء ذلك، نتمسك بالعهد القديم فهو كتاب الكنيسة وكتاب كل مسيحي. ونسعى معا إلى دراسته وفهمه وجعله جزءاً لا ينفصل عن هويتنا الإيمانية ومعتقداتنا المسيحية.
[1]Jason Derouchie, “10 Reasons the Old Testament Is Important for Christians,” The Gospel Coalition (2018), internet: https://www.thegospelcoalition.org/article/old-testament-important/.
[2] جميع الاقتباسات هي من ترجمة الفاندايك - بستاني إلا إذا تم الإشارة إلى غير ذلك.
[3]Thomas Schreiner, “The Old Covenant Is Over. The Old Testament Is Authoritative,” The Gospel Coalition (2018), internet: https://www.thegospelcoalition.org/article/old-covenant-response-andy-stanley/.
[4]للمزيد من المعلومات راجع سامي عامري، العلم وحقائقه: بين سلامة القرآن وأخطاء التوراة والإنجيل (الكويت: رواسخ، 2019)، 183.
[5]For further information about higher criticism that is related to scriptures see, F. F. Bruce, Understanding Biblical Criticism (Nashville: Kingsley, 2017); Mark Gignilliat, A Brief History of Old Testament Criticism (Grand Rapids: Zondervan, 2012); Richard Soulen and Kendall Soulen, Handbook of Biblical Criticism (Fourth Edition, Louisville: Westminster John Knox Press, 2011).
[6]William Stalder, “Palestinian Christians and the Old Testament,” (PhD diss., University of Aberdeen, 2012), 2.
[7] تستخدم بعض الكنائس في إسرائيل الترجمة البولسية التي تحتوي العهد الجديد فقط.
[8]See Stanley who advocates the radical discontinuity between the Old and the New Testaments. Andy Stanley, Irresistible: Reclaiming the New that Jesus Unleashed for the World (Grand Rapids: Zondervan, 2018).
[9] انظر على سبيل المثال لا الحصر، حنا كتناشو، "عيد أو مذابح الفوريم؟!" تعال وانظر (2022)، انترنت: https://www.comeandsee.com/ar/post/3003353.
[10] يتحدث الأب الدكتور رفيق خوري عن ستة أنواع من المسيحيين: مسيحيين بالوراثة، مسيحيين أيديولوجيا، مسيحيين سابقا، مسيحيين علمانيين، مسيحيين ماديين، ومسيحيين ملتزمين. وتختلف علاقة كل نوع مع المسيح والكنيسة والمجتمع. رفيق خوري، تجسّد كنائس الشرق في الخيمة العربية: مقاربات من الزاوية الفلسطينية (بيت لحم: مركز اللقاء، 1998)، 81.
[11]For further discussion see Stephen Dempster, “Canons on the Right and Canons on the Left: Finding a Resolution in the Canon Debate,” Journal of Evangelical Theological Society 52 (2009): 47-77; Lee McDonald and James Sanders, The Canon Debate: On the Origins and Formation of the Bible (Peabody: Hendrickson, 2002).
[12] يوحنا كتناشو، "مقدمة الإيمان الإنجيلي والحضارة العربية،" في الإيمان الإنجيلي في الثقافة العربية (تنقيح يوحنا كتناشو. لبنان: دار منهل الحياة، 2021)، 16.
[13]For further discussion about geopolitics see Mitri Rabeb, Faith in the Face of Empire: The Bible through Palestinian Eyes (New York: Orbis, 2014), 43-48.
[14]See Yohanna Katanacho, "Introduction to the Church of the Arabs." Pages 100-113 in The Many Faces of Global Pentecostalism. Edited by Harold Hunter and Neil Ormerod. CPT Press: Cleveland, 2013.
[15]Although I disagree with Nguyen about the dating of Matthew’s Gospel, I still think that he offers helpful insights. He believes that Matthew offers a Christological hermeneutics for interpreting the Torah. Matthew competes with other Jewish groups for legitimacy and the right to lead the people of Israel. For further details see Vien Nguyen, “Matthew and the Torah: An Analysis of Matthew 5:17-20,” Journal of Biblical Theology 3 (2020): 5-35.
[16]See Edward Goodrick, “Let’s Put 2 Timothy 3:16 Back in the Bible,” Journal of Evangelical Theological Society 25 (1982): 479-487.
[17]For a detailed discussion about the translation of 2 Tim 3: 16 see H. Wayne House, “Biblical Inspiration in 2 Timothy 3:16,” Bibliotheca sacra 137 (1980): 54-63; T. D. Lea and H. P. Griffin, 1,2 Timothy, Titus (The New American Commentary 34; Nashville: Broadman & Holman, 1992), 235.
[18]Graig Keener, “Greek Versus Jewish Conceptions of Inspiration,” Journal of Evangelical Theological Society 63 (2020): 217-231.
[19]Rene Pache, The Inspiration and Authority of Scripture (Chicago: Sheffield, 1984), 60.
[20]M. Green, The Second Epistle General of Peter and the General Epistle of Jude: An Introduction and Commentary (Grand Rapids: Tyndale, 1968), 91.
[21]Michael Smith, The Role of the Pedagogue in Galatians,” Bibliotheca sacra 163 (2006): 197. For further info see Ibid., 197-214.
[22]For further discussion see Ira Jolivet, “Christ the ΤΕΛΟΣ In Romans 10:4 As Both Fulfilment and Termination of the Law,” Restoration Quarterly 51 (2009): 13-30; Georges Massinelli, “Christ and the Law in Romans 10:4,” The Catholic Biblical Quarterly 77 (2015): 707-726. Massinelli argues that “telos” is connected to a personal dimension, that is, to Paul and is not part of salvation history.
[23]For further details see Andy Saville, “The Old Testament Is Explicitly Christian,” Churchman 127 (2013): 9-28.
[24]A. C. Thiselton, The First Epistle to the Corinthians (Grand Rapids: Eerdmans, 2000), 732.