ها هو عام 2023 يأتي كما أتت قبله الأعوام السابقة وذهبت وكل واحد منا سجل في سجل عمره سنة إضافية وهكذا إلى أن يأتي اليوم الذي فيه سينام كل واحد منا على رجاء القيامة. ليبقى المؤمن يزداد ثباتًا في الإيمان وهو ينتظر المجيء الثاني للرَّبِّ يسوع المسيح. ترانا نحزن ونحن نرى اليوم العديد من أبناء البشر وهم يفضلون الإلحاد على الإيمان بالسيد المسيح. هؤلاء الذين تنكروا للمخلص لا يعلمون بأن سنوات أعمارهم تأتي كما تأتي الرياح وتذهب، لتبقى مجريات حياتهم كما هي دون أي تغير نحو الأفضل بل نحو الأسوأ. هل سأل أي شخص من هؤلاء أو من حول العالم نفسه عن سبب سير مجريات حياته نحو الأسوأ؟ خاصة أن البعض لا زال يؤمن بأن الجنة على الأرض! إن كان كذلك لماذا لا ينبري الرؤساء من حول العالم على الاِتفاق من أجل العمل على تقديم الأفضل لحياة كل مواطن؟ لماذا الاِقتتال، الحروب، النزوح، الهجرة والتهجير، الكراهية، البغضة، الاِغتصاب... الخ. بل حتى المظاهرات قد فقدت معناها الحقيقي فتحولت إلى غير سلمية وفقها اتحول المتظاهرون إلى أعداء للحكومة التي تلجأ إلى استخدام السلاح الحي به تمطرهم بالإطلاقات النارية الحية تقتل وتصيب وتجرح بالعشرات. كل هذا يجري ولا تنبري جهة كي تغلق باب هذه السيئات التي تحدث بين البشر. ما يدهشنا إن أي رئيس لدولة من حول العالم حينما يعتلي كرسي الحكم يبدأ بتهديد الدول الأخرى دون أن يعير أهمية لشعوبها. هل من نهاية لهذه السلبيات التي لا زالت تنقر في جذع شجرة حياة كل فرد آمن بأن الجنة على الأرض، غايتها قطعها إلى نصفين حتى تتمكن من القضاء عليها. ما الذي يأخر رؤساء الدول العظمى من الاِتفاق على نبذ الحروب واِلغاء التهديدات من جدول أعمال سنوات حكمهم؟ لماذا لا يجلسون حول طاولة واحدة من أجل العمل بسلام ومحبة؟ ما الذي يجعل الرئيس الفلاني عدوًّا لرئيس دولة أخرى؟ هل هذه العداوة مصدرها مصادر الطاقة؟ لا أعتقد لأن هناك دولا لا تملك برميل بترول واحد مع ذلك يعيش شعبها في سلام وأمان. هيا يا كل من لا زلت تؤمن بأن الحياة دائمة الخضرة على الأرض أُنبذ كل ما هو أرضي وارفع رأسك نحو السماء لترى الملكوت نازلًا ساكنًا في قلبك حينئذ لن تحتاج إلى التظاهر التي في مسيرتها الموت المحتم بالإطلاقات النارية، بل ترتاح نفسك لأنك ستؤمن بأن الجنة زالت من على الأرض لتحلَّ محلها الملكوت مملكة السيد المسيح التي نعيشها بقلوبنا وننظرها بعيون إيماننا منتظرين إياه كي يأتي ثانية. لذلك أقول: نعم تأتي الأعوام وتذهب لكن أهميتها ليست كأهمية مجيء الرَّبُّ يسوع المسيح ثانية. يا رَبُّ تعال نرجوك ونتوسل إليك، فلا يخفى عنكَ ما الذي يحدث في العالم...
عزيزي القارئ لو ثار سؤال لديك ولم تعرف جوابه لكل الذي يحدث من حولنا في هذا العالم الزائل، أو أصبح لديك سؤال يخص هذا الموضوع، أدعوك لقراءة الأعداد التالية من الإنجيل المقدس:
"ثُمَّ أُصْعِدَ يَسُوعُ إِلَى الْبَرِّيَّةِ مِنَ الرُّوحِ لِيُجَرَّبَ مِنْ إِبْلِيسَ. فَبَعْدَ مَا صَامَ أَرْبَعِينَ نَهَارًا وَأَرْبَعِينَ لَيْلَةً، جَاعَ أَخِيرًا. فَتَقَدَّمَ إِلَيْهِ الْمُجَرِّبُ وَقَالَ لَهُ: «إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللهِ فَقُلْ أَنْ تَصِيرَ هذِهِ الْحِجَارَةُ خُبْزًا». فَأَجَابَ وَقَالَ: «مَكْتُوبٌ: لَيْسَ بِالْخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا الإِنْسَانُ، بَلْ بِكُلِّ كَلِمَةٍ تَخْرُجُ مِنْ فَمِ اللهِ». ثُمَّ أَخَذَهُ إِبْلِيسُ إِلَى الْمَدِينَةِ الْمُقَدَّسَةِ، وَأَوْقَفَهُ عَلَى جَنَاحِ الْهَيْكَلِ، وَقَالَ لَهُ: «إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللهِ فَاطْرَحْ نَفْسَكَ إِلَى أَسْفَلُ، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: أَنَّهُ يُوصِي مَلاَئِكَتَهُ بِكَ، فَعَلَى أيَادِيهِمْ يَحْمِلُونَكَ لِكَيْ لاَ تَصْدِمَ بِحَجَرٍ رِجْلَكَ».قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «مَكْتُوبٌ أَيْضًا: لاَ تُجَرِّب الرَّبَّ إِلهَكَ».ثُمَّ أَخَذَهُ أَيْضًا إِبْلِيسُ إِلَى جَبَل عَال جِدًّا، وَأَرَاهُ جَمِيعَ مَمَالِكِ الْعَالَمِ وَمَجْدَهَا، وَقَالَ لَهُ: «أُعْطِيكَ هذِهِ جَمِيعَهَا إِنْ خَرَرْتَ وَسَجَدْتَ لِي».حِينَئِذٍ قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «اذْهَبْ يَا شَيْطَانُ! لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: لِلرَّبِّ إِلهِكَ تَسْجُدُ وَإِيَّاهُ وَحْدَهُ تَعْبُدُ». ثُمَّ تَرَكَهُ إِبْلِيسُ، وَإِذَا مَلاَئِكَةٌ قَدْ جَاءَتْ فَصَارَتْ تَخْدِمُهُ." (متى 4: 1- 11).
أظن أنك عرفت الآن من هو المسبب الرئيسي لكل هذه السيئات التي تحدث في العالم؟ من هو رئيس العالم. لذلك لا تكن من أبناء شعبه لأن سنوات عمرك ستذهب مع الريح! بل كن من أبناء الملكوت حينئذ ستنال حياة أبدية مع السيد المسيح. إذًا ليس لكَ يا أخي في الرَّبِّ سوى أن تجعل من يسوع المسيح سيدًا ورئيسًا وملكًا ومالكًا وقدوة لكَ الذي انتصر على رئيس العالم بالسلام، لم يتشاجر... لم يخرب المال العام... لم يتجاوز على مضطهديه.