أيها الأب هل جربت أن تحب من كل قلبكَ أفراد عائلتكَ؟ لا تندهش ليس هذا بسؤال غريب! لأن القصد هو أن تغير أسلوب تعاملكَ مع أفراد عائلتكَ المعجون بمختلف وسائل العنف إلى "وَتَعْرِفُوا مَحَبَّةَ الْمَسِيحِ الْفَائِقَةَ الْمَعْرِفَةِ،"(أفسس 3: 19) التعامل بمحبة. أن عدم التعامل بالمحبة التي أعطاها لنا الله كأبناء، يعني أنك بدل العقل تستخدم أحد أطرافكَ الأربعة، بدل النقاش تطلق العنان لصوتكَ، بدل النصيحة تشتم وتسب، بدل الابتسامة تعبس وجهكَ.... لذلك تروى قليلا واقرأ هذه المقالة حتى توقف كل الغرائز العدوانية في داخلك حينئذ تقدر أن تعمل بعين العقل وتجد قلبكَ قد وقف مشاركًا عقلكَ فيما ستأديه من عمل، بهذا ستقول عن نفسكَ بأنكَ قد غيرت أساليبكَ القديمة في التربية وقيادة العائلة وأخذت بآساليب جديدة مطرزة بالحنان ومزركشة بالرحمة ومؤطرة بالمحبةالإلهية التي ستتوسع يوما بعد يوم لتشمل كل من من حولكَ، بل ستطال حتى الذين كنت معهم على خصام ( وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ.)"متى5: 44".
هيا جربها اليوم قبل غد لأنها ستمنحكَ الراحة وستجد نفسكَ إنسانًا مؤمنًا يعيش بسلام ولا يكره أحدًا من البشر. هل توجد حياة أفضل من هذه؟ هل يوجد نمط عيش أفضل من هذا؟ فقط يحتاج الواحد منا أن يجرب المحبة عندها لن يتركها لأنها ستكون له نمط حياة ملؤها الفرح والسعادة. بل سترى قد بدأت بالامتناع عن استعمال الكلمات البذيئة التي كنت تستخدمها سابقًا، وتستخدم بدلًا عنها كلمات لطيفة مثل: اسمح لي، يا عزيزي، يا ابني الوديع، يا فلذة كبدي يا جاري العزيز، يا صديقي اللطيف... إلخ. بل حتى زوجتك التي كنت تناديها باسمها ستجد نفسك تناديها بكلمات ملؤها الحب مثلًا: حبيبتي أو حياتي أو عنزتي... إلخ. لترد هي بكلمات أجمل منها. دعونا نسمع أحدهنَّ وهي تدعو زوجها وأطفالها لتناول وجبة الغداء:
- زوجي الحبيب. عيوني تفضل لنتناول الغداء. يا أولادي. يا عيون ماما وبابا. يا حلوين تعالوا لنتناول الغداء سوية.
- نحن القراء سنسمعك يا زوج وأنتَ ترد عليها بكلمات جميلة:
- جئنا يا حياتي يا وردتي... تعالوا يا فلذات كبدي.
هيا كل واحد منا اليوم نغرف من نبع المحبة. أنها المحبة التي ينادي بها الله لكل عباده "أَمَّا الآنَ فَيَثْبُتُ: الإِيمَانُ وَالرَّجَاءُ وَالْمَحَبَّةُ، هذِهِ الثَّلاَثَةُ وَلكِنَّ أَعْظَمَهُنَّ الْمَحَبَّةُ."(1كورنثوس 13: 13). لا يفوتنا أن نذكر أن كلمة "المحبة" قد وردت في الكتاب المقدس بحدود 76 مرة.