بين العشور والضريبة بركة خاصة وفائدة تعم بنتائجها كل أفراد المجتمع.

لا يعلم المواطن البسيط مدى فائدة الضريبة على الدخل لأن معظم المواطنين يتذمرون من نسبة الضريبة سواء كانت على الدخل أو على الأملاك أو المقتنيات أو المشتريات والمبيعات...إلخ. لو عرف المواطن القيمة الكبير للفائدة الناتجة عن فرض الضريبة، لشكر الحكومة لأنه لا محالة سيحصد نتائجها شخصيا أو عائليا، لكن معظم المواطنين ينظرون إلى الضريبة من زاوية واحدة هي المحفظة التي في جيب بنطال كل واحد منهم.

عرفنا في هذه المقدمة مدى تذمر المواطنون من الضريبة التي ينظرون إليها وكأنها غرامة فرضت عليهم إجحافا، لذلك يلجأ معظمهم في مقدمتهم الأغنياء إلى التهرب الضريبي الذي يتساوى في نتائجه الاجتماعية، التهرب عن خدمة الدفاع عن الوطن! إذا لا يقتصر الحال هذا على المواطنين فحسب بل تعداه لنجد مثلهم في الكنيسة وهم يتهربون من خدمة دفع العشور متحججين بحجج واهية لأنهم أيضا ينظرون إلى العشور من خلال محفظة ماله، لا يفكر بمصاريف الخدمة في الكنيسة، وأن تهربه هذا يحرمه من البركة بل هو بتهربه هذا يسرق الله  "أَيَسْلُبُ الإِنْسَانُ اللهَ؟ فَإِنَّكُمْ سَلَبْتُمُونِي. فَقُلْتُمْ: بِمَ سَلَبْنَاكَ؟ فِي الْعُشُورِ وَالتَّقْدِمَةِ."(ملاخي 3: 8).

دعونا إخوتنا في الرَّبِّ أن لا نكون متهربين بل مؤدين العشور "هَاتُوا جَمِيعَ الْعُشُورِ إِلَى الْخَزْنَةِ لِيَكُونَ فِي بَيْتِي طَعَامٌ، وَجَرِّبُونِي بِهذَا، قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ، إِنْ كُنْتُ لاَ أَفْتَحُ لَكُمْ كُوَى السَّمَاوَاتِ، وَأَفِيضُ عَلَيْكُمْ بَرَكَةً حَتَّى لاَ تُوسَعَ."(ملاخي 3: 10) ومعطين التقدمات التي نالتها الأرملة الفقيرة "وَرَأَى أَيْضًا أَرْمَلَةً مِسْكِينَةً أَلْقَتْ هُنَاكَ فَلْسَيْنِ."(لوقا 21: 2) حتى ننالها نحن الآخرين. قد يجد الواحد من بيننا الصعوبة في اتخاذ قرار دفع العشور، لذلك يحتاج الواحد منا إلى القوة المعنوية وهذه لا تأتي جزافا لذلك يجب اللجوء إلى الصلاة لنيل القوة الروحية المتأتية من روح الله القدوس، من أجل حث الضمير لاتخاذ قرار دفع العشور الذي يواكب الدخل طيلة الحياة.

يا أخي/ أختي في الرَّبِّ لا تنظر إلى نسبة المبلغ الذي تدفعه من دخلك الشهري بل أنظر إلى الرَّبِّ الذي ترك أمجاد السماء وهو الغني ونزل وعاش بيننا فقيرا لا مكان له يبات فيه، زد على هذا سَفكَ دمه الزكي من أجل خلاصنا. هيا يا أخي/ أختي في الرَّبِّ نفتح محفظتنا وندفع العشور ونضع في السلة التقدمات.