لكي نفهم الهدف من الصلب لا بد أن نعرف المعنى من الصليب ولكي نعرف دور الصليب لا بد أن نعرف يسوع المسيح. (وردت كلمة الصليب في الإنجيل بحدود 28 مرة، كما ورد فعل الصلب بحدود 46 مرة.) [1]
تعريف الصليب:
(في روما القديمة، كان الصلب إحدى وسائل الإعدام، حيث يربط المحكوم عليه، أو يسمر بالمسامير، قطعتين خشبيتين متعامدين، ويترك معلقا حتى يموت، وكان الصلب وسيلة الإعدام التقليدية بين القرنين السادس قبل الميلاد والرابع الميلاد، خاصة فى بلاد فارس، وقد انتقل منها إلى الإمبرطورية الرومانية، ومن المرجح أن الإسكندر هو الذى نشر هذه الوسيلة عبر القارات التى فتحها وهو يبنى إمبراطوريته الشاسعة. كان الرومان يحكمون بالصلب على العبيد والمتمردين والمجرمين والقراصنة وأعداء الإمبراطورية.) [2]
ما قبل الصلب: قال يسوع لتلاميذه: "إِنْ أَرَادَ أَحَدٌ أَنْ يَأْتِيَ وَرَائِي فَلْيُنْكِرْ نَفْسَهُ وَيَحْمِلْ صَلِيبَهُ وَيَتْبَعْنِي."(متى16: 24). كان يسبق عقوبة الصلب التعذيب الذي كان يعاني منه الجاني وه يُجلد بالسياط قبل أن يعلق على خشبة الصليب، ثم يعاني العذاب والألم والموت البطيء بصورة لا تطاق منذ لحظة الصلب إلى أن يلفظ أنفاسه الأخيرة.
ما بعد الصلب: يترك معلقًا على خشبة الصليب حتى يموت من الجوع والإجهاد؛ ربما يعّفن جسده بعد أن تقوم الحشرات والطيور بالاستيطان به. من أجل تخفيف الألم عن المصلوب كان الجنود عادة يقومون بتقديم الخل للمحكومين، وهو نوع خمر رخيص، حتى يسكر المحكوم فيخفف ذلك من آلامه، [3] هذا ما يتفق مع الأناجيل الأربعة التي تذكر أنه عندما قُدم الخل ليسوع، رفض أن يشربه، وذلك لأنه أراد أن يتحمل الألم، بآلامه رفع يسوع خطايا العالم [4]
معاني الصليب:
من لا يفهم معنى الصليب فهو جاهل يخسر قوة الله التي فيها الخلاص (كورنثوس1: 18). لقد تغير معنى الصليب بعد صلب يسوع المسيح، عن المعنى والغرض الذي استخدم سابقًا من أجله. بعد أن كان يُعلق عليه الجناة، أصبحنا نصلب ذواتنا فنموت لكي يحيا المسيح فينا (غلاطية 2: 20). نذكر من معانيه على سبيل المثال:
- معنى روحي: لدى الكنيسة هو عمل الفداء الذي أكمله الرب يسوع بموته الكفاري على الصليب.
- علامة النصر: يعتبر الصليب علامة الإنتصار حيث إنتصر الرب يسوع على الشيطان بالموت والقيامة دليل على هذا.
- محبة الله: وفق هذه المحبة الإلهية كانت التضحية "لِأنَّهُ هكَذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ."(يوحنا 3: 16).
- العدل: أجرة الخطية هي الموت.
- الخلاص: قدم الله لنا الخلاص. يعلن يسوع المسيح من خلال يديه المفتوحتين على الصليب قبول تقديم الخلاص للجميع (أعمال الرسل 4: 12).
- ما هي النتائج التي تحققت لنا على الصليب؟
إذن قبل الابن رأي الآب فحمل خطايانا ونفذ خطة الفداء معلقًا ومسمرًا على الصليب لكي يهبنا حياة المجد والفخار:
- تم الاعتراف بيسوع ملكا لشعب إسرائيل (متى 27: 29).
- تم الاعتراف به بأنه ابن الله (متى 27: 54).
- المصالحة: تصالحنا مع الله (رومية 15: 10).
- الحرية: تحررنا من الخطية.
- حصلنا على المجد والكرامة.
- أصبحنا ورثة الملكوت لأننا بصلب يسوع المسيح أصبحنا أولاد الحرة (سارة) ما عدنا أولاد الآمة (هاجر).
- حياة جديدة مع المسيح بصلب الذات: "مَعَ الْمَسِيحِ صُلِبْتُ، فَأَحْيَا لاَ أَنَا بَلِ الْمَسِيحُ يَحْيَا فِيَّ."(غلاطية2: 20).
- البركة: لن تأتي باستحقاقنا بل بنعمة الله. لولا طاعة يسوع (فيلبي2: 8) وقبوله بالصلب ما كنا سننال البركات في مقدمتها بركة الخلاص.
نقول في الخاتمة: من خلال الكتاب المقدس نقدر أن نفهم الهدف من الصلب حتى نكون أعضاء في ملكوت الله، علما أنه ليس ثمن نقدر أن ندفعه مقابل الدخول إلى الملكوت، لذلك دفعه عنا الرَّبُّ يسوع على الصليب. يا أخي/أختي في الرَّبِّ إقبل بصلب ذاتك فتجلس مع المسيح في الملكوت.
المصادر:
- 2https://www.marefa.org
4- www.wikipedia.org