وفق مبدأ احترام الرأي والرأي الآخر، الذي يعني احترام الآخرين من ناحية أجناسهم، أعراقم، أفكارهم، ثقافاتهم ومعتقداتهم... إلخ. باعتباره مطلب أساسي للتعايش السلمي في مجتمع متنوع القوميات والأقليات، حيث يتشارك المواطنون مع غيرهم في وطن واحد. لذلك لا يمكن أن يبرر البعض الاختلاف في واحدة مما جاء أعلاه سببًا لممارسة العنف بمختلف أشكاله.
نجد في السنوات الأخيرة ممارسة بعض المواطنين على مواقع التواصل الاجتماعي، أسلوب التنمر والسخرية من بعض المواطنين لأنهم يختلفون عنهم في المعتقد (الإيمان). لقد أصبحت هذه الظاهرة تحتل مساحات واسعة من حقول الإعلام المسموعة والمرئية، بل أصبحت مادة دسمة عبر شاشات الفضائيات، حتى أخذت تزداد بسبب ضعف الرقابة على مواقع (السوشال ميديا)، بل أصبحنا نقرأ ونشاهد لكل فريق أتباع يعلنون كراهيتهم ضد الطرف الآخر. لقد أصبحنا نحن المسيحيين هدفا لمن نختلف عنهم في معتقدنا، لا لسبب اقترفناه سوى لأننا مسيحيون. بل صرنا نعيش هذه الحالة أحيانا من بعض الناس الذين نصادفهم في الأماكن العامة أو على متن مركبة لنقل الركاب، لذلك علينا أن نعرف كيف نجيب لكي لا نُكْرِه يسوع المسيح في عيونهم، وهذه تتطلب معرفة بالكتاب المقدس "فَتِّشُوا الْكُتُبَ لأَنَّكُمْ تَظُنُّونَ أَنَّ لَكُمْ فِيهَا حَيَاةً أَبَدِيَّةً. وَهِيَ الَّتِي تَشْهَدُ لِي."(يوحنا 5: 39). علما أن ظاهرة السخرية لن تقلل من إيماننا أبدًا كيف يكون هذا ونحن "أَنَّ إِيمَانَكُمْ يُنَادَى بِهِ فِي كُلِّ الْعَالَم."(رومية 1: 8). نحن على يقين أن صلاتنا وصومنا ومحبتنا وتسامحنا كلها متأتية من الرَّبِّ يسوع المسيح، أضف إلى هذا كله إيماننا الذي يقويه فينا رَبُّنَا السيد المسيح، الذي فدانا بدمه الزكي على الصليب. يا ريت لو يتعظ كل من يعادينا بسبب معتقدنا، ويكفّ عن أسلوب السخرية ضدنا! ولن تكون هذه إلا حينما يقرر أن ينزع عن قلبه ونفسه الكراهية. بل لو تكلف وأخذ من وقته عدة دقائق وسأل نفسه ((لماذا معاداة الإيمان المسيحي بالذات؟)) صدقني لن يجد سببا به يبرر كراهيته سوى سبب اختلاف إيماننا عن معتقده! لا لأي سبب سوى لأننا مسيحيين. علما أن لا مبرر له فليس من الصواب أن أكره الجنس الأصفر أو الأبيض أو الأسود سوى لأني ذات بشرة تختلف عن بشرة أي واحد من هؤلاء! هذا الأسلوب يدخل في مجال "التمييز العنصري". إذا ما هو القول للذين ينصبون العداء لنا لأننا مسيحيون؟ نقول لهم: ((لطفا ارجعوا عن هذه الأفكار التي تؤدي إلى رفع وتيرة الكراهية لأناس أصلاء في أوطانهم في الشرق لا لسبب سوى لأنهم مسيحيون)). هل سألت يا مَن تنصب الكراهية لنا بأن سيدنا رَبُّنَا يسوع المسيح أوصانا "وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ، وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ،"(متى 5: 44). إذن نحن المسحيون نتعامل العكس، لا نكره مَن يكرهنا، بل على العكس نصلي من أجل أن يغير الله قلبه. هيا يا مَن لا تطيق رؤيتي لأني مسيحي! أدعوك لزيارة أقرب كنيسة من حيِّكم لكي تعرفنا عن قرب، وقبل أن تخرج إملأ قلبك بالمحبة التي مصدرها العلية حتى تقدر أن تزيح عن أنظارك ستارة الكراهية، حينئذ تقدر أن تراني معك في وطن واحد.