يحتفل المسيحييون بعيد الفصح (عيد القيامة) في هذا الأسبوع، فما هو عيد الفصح و من أين أتت فكرته؟
في البداية، دعونا نفهم مبدأ الفِداء الذي كان في مُخطَّط الله بعدما سقط آدم و حواء و طُرِدوا من جنة عدن.
1 – إنَّ ذِكر سيرة الفداء في الكتاب المُقدَّس تعود إلى أيام أبينا إبراهيم عندما دبَّر الله كبشاً لإبراهيم ليُقدِّمه كذبيحة عوضاً عن إبنه كإمتحان لطاعة إبراهيم لله.
2 – وهناك ذِكر آخَر للفداء في الكتاب المُقدَّس هو عندما قرَّر الرب بأن يُرسِل ملاكه ليضرِب أبكار أرض مصر إذ أنَّ فرعون كان لا يزال يقاوم الشعب اليهودي (شعب الرب في القديم) ولا يريد أن يُطلِقهُم. فكلَّم الرب موسى بأن يأمُر الشعب القديم بأن يذبحوا ذبيحة و يرُشُّوا من دمها على القائمتين و العتبة العليا للمنزل فيكون أنه عندما يَمُر الملاك المُهلِك ليلاً ليَقتُل بِكر البيت في المدينة أنه يرى الدم و يَعبُر. و في صباح اليوم التالي كانت كل أبكار مصرمقتولة و عندها انهزم فرعون و أطلق الشعب. و كان عيد خروج الشعب اليهودي من مصر يُسمَّى عيد الفصح.
3 - و عندما كان الشعب في البَريَّة بإتجاهم إلى أرض فلسطين، كان الرب قد أقام فريضة الكهنوت في خيمة الإجتماع للعبادة. و قد وَضَع الرب فريضة للشعب القديم بأنه إن أخطأ أحد فعليه أن يُقدِّم ذبيحة كفَّاريَّة عن نفسه عند الكاهن، فالمبدأ كان عند الله هو أنَّ النَّفْس تُفتَدى بالدم.
و لكنَّ كان هذا كله رمزاً لذبيحة فداء نهائية سوف تُقدَّم كفَّارة عن الخطايا و هي موت المسيح على الصليب، فبموت المسيح على الصليب انتهى عهد الذبائح الكفَّاريَّة إذ أنَّ المسيح قدَّم بنفسه ذبيحة كفَّاريَّة و قرباناً طاهراً لله عن خطايا البَشَر مرَّة واحدة و للأبد.
ماذا حدث بذبيحة المسيح على الصليب؟
لقد أعلَن الله بدأ عهد جديد للبشرية بدم المسيح، فعندما يتوب الإنسان و يؤمن بذبيحة المسيح الكفَّارية تُغطى نفسه بِستر دم المسيح روحياً و تُعلَن براءة ذلك الإنسان أمام عدالة السماء و عندما يحين وقت الأجل، تأتي الملائكة لتأخذ نَفْس ذلك الإنسان إلى النعيم، فالمبدأ هو أن الله يرى ذنب ذلك الإنسان من خلال سِتر دم المسيح قد غُفِرَ، و هذا هو غرض الفداء الذي بالمسيح، فكما لا حياة بلا دم هكذا لا خلاص بلا دم. و من الجدير بالذّكِر أنَّ لا نجاة لإنسان بعد الموت إلا بسِتر دم المسيح. لذلك لا يُقدِّم المسيحييون الآن ذبائح كفَّارية عن أنفُسِهم إلا أنَّ هذا لا يُعفيهم من التوبة.
و من الجدير بالذكر أنَّ المسيح لم يظَل ميتاً فلقد قام من الموت في اليوم الثالث مُعلناً الإنتصار على شوكة الموت و مُعلناً بدأ حياة جديدة لكل من يتوب و يؤمن، و عندها يَسكُن الروح القدس في روح الإنسان بلحظة الإيمان الحقيقي و يُصبح ذلك الإنسان مُبرَّراً أمام عدالة السماء و وارثاً للحياة الأبدية.
عندما مات المسيح على الصليب كان ذلك في فترة عيد الفصح للشعب اليهودي و قام المسيح من الموت في يوم الأحد.و بما أنَّ المؤمنين بالرب يسوع المسيح يُعتَبرون شعب الرب في العهد الجديد أصبح عيد الفصح عو عيد القيامة لأنه بقيامة المسيح أطلَق الرب الشعب الذي آمن به من سُلطان الظُلمة ( أي ملكوت إبليس) إلى حياة جديدة و أفضل. و يُجدَر بالذكر أنَّ المسيح لا يزال لغاية الآن يُحرِّر و يُطلِق من قيود الشيطان و العبوديَّة إلى ملكوت الله على حساب كفارة دَمِه، فالمسيح لا يزال يَشفع لغاية الآن في الخُطاة أمام الله و يُبرِّر كل من يتوب و يؤمن.
لقد جاء يسوع المسيح ليؤسِّس ملكوت الله في القلوب و ليُعتِقَ من أسْر الظلمة و من الشيطان كل من يأتي إليه و هو يدعوك الآن بأن تَقبَلهُ و تدعوه ليَدخُل قلبك بسُكنى الروح القدس (روح الله) في قلبك فَتُصبِح تتمتَّع بإمتياز أولاد الله.
و يا لها من بُشرى!!.....
قال السيد المسيح:" هائنذا واقف على الباب و أقرع، إن سَمِعَ أحد صوتي و فتح الباب أدخُل إليه".
و الآن
إن كانت رغبة قلبك بأن تدعو السيد المسيح ليأتي إلى قلبك بالروح القدس، فتحدُث المُصَالحة بينك و بين الله، فبإمكانك أن تُصَلّي الصلاة التالية:
" اللهم إرحمني أنا الخاطيء، أيُّها الرب يسوع المسيح أنا أشكُرُك من أجْلِ محبتك لي و فدائك لأجْلي. أنا أضَع ثِقتي بك و أطلُب منك أن تأتي و تَسكُن في قلبي و تجْعَلني ذلك الإنسان الذي تُريدُني أن أكَونه. اجعلني من أبناء الله و أكتب إسمي في كتاب الحياة و أعطِني الحياة الأبدية." آمين.
قال السيد المسيح:" أتيت لِتكون لهم حياة و لِيكون لهم أفضل".
المسيح قام ، بالحقيقة قام