معظمنا لا يحفظ الوصايا العشرة ولا يتمسك بها، بل ترانا لا نعمل بتعاليم يسوع المسيح، ولا نأخذ بأهم وصية هي قاعدة لبقية الوصايا "فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: « تُحِبُّ الرَّبَّ إِلهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ، وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ وَمِنْ كُلِّ فِكْرِكَ."(متى٢٢: ٣٧). بل أخذنا بتعاليم العالم (مرقس 7: 8).
أكيد أيها الإخوة في الرَّبِّ، معظمكم سأل نفسه ولو سؤالًا واحدًا من بين العديد من هذه الأسئلة، التي أذكر البعض منها على سبيل المثال:
س/ لماذا أتذمر على معيشتي؟
س/ لماذا واحدنا لا يطيق الآخر؟
س/ لماذا يغار مني قريبي قبل صديقي؟
س/ لماذا يشمت بي قريبي عندما تقع لي مشكلة، لا سمح الله؟
س/ لماذا يفرح جاري الذي أعتبره حميمًا، بفصلي عن وظيفتي؟
س/ لماذا لا أقدمُ تهنئةً إلى جاري بمناسبة شرائه بيتًا جديدًا؟
س/ لماذا أسرقُ قريبي الذي وكلني بإستلام بدلات إيجار داره؟
س/ لماذا يسرق الزوج زوجته التي وكلته على مالها؟ الذي تزوجته وهو لا يملك قرشًا أحمرَ!
س/ لماذا أحتالُ على الآخرين في تعاملاتي؟
س/ لماذا نمارس عادات سيئة، كالنميمة والنفاق؟
س/ لماذا أشتم وأسب؟
س/ لماذا ألعن البلد الذي إحتضنني وقبلني لاجئًا ثم منحني إذن الإقامة ومن ثم الجنسية وساواني بمواطنيه؟
أسئلة كثيرة نعرف أسبابها لكننا لا نختار الحلول لها! أسئلة حبلى بالعديد من الخطايا، نمارسها ولا نمتنع عنها! متحججين بشتى الحجج الواهية منها: (الكل عامل كدا... الكل يسرق...) عدم الكفِّ عن ممارسة الرذيلة يعني خسارتنا للرَّبِّ يسوع الذي أحبنا وبذل نفسه من أجلنا. لن ينفعنا العالم، لأننا لسنا منه (يوحنا 17: 14). إن التحجج الواهي يؤدي إلى تأخير إتخاذ القرار ومن ثم إلى خسائر روحية، من نتائجها الخطيرة هي شمولنا بالموت الثاني، يعني فقداننا لمكانٍ في الملكوت.
دعونا نأخذ سؤالين من الأسئلة أعلاه، أحدهما يخص الآخرين والآخر يخصني أنا/ أنت ابن الرَّبِّ يسوع المسيح، ثم نتناقش كي نجد الحلول الشافية لأسبابهما:
- لماذا أتذمر على معيشتي؟
يجب علي، أنا الذي أتذمر على معظم الأشياء في حياتي، أن أستعين بالرَّبِّ يسوع المسيح، من أجل الكشف عن الأسباب. ما دمت قد عرفت الأسباب، إذا ستسهل عملية البحث عن الحلول المناسبة، كيف لا وأنا المستعين بقوة الروح القدس.
- لماذا نمارس عادات سيئة، كالنميمة والنفاق؟
لكي لا نمارس أية عادة سيئة، علينا أن نتوخى الحذر عند اللقاء بأحد أصدقاء السوء، لكي لا نمارس أعماله بل نستغل الفرصة ونبادر إلى تقديم النصيحة له كي يكفَّ عن ممارسة العادات السيئة مثل النميمة والنفاق وإلصاق التهم بالآخرين. ثم لا ننسى الصلاة من أجله، فالصلاة تغير ما يصعب تغيره "فَقَالَ:
<<غَيْرُ الْمُسْتَطَاعِ عِنْدَ النَّاسِ مُسْتَطَاعٌ عِنْدَ اللهِ.>>"(لوقا 18: 27).
إذًا هيَّا معي عزيزي/ عزيزي القارئ/ ة كي نضع أيدينا على ما يعكر صفوة مياه نهر حياتنا، علينا أن نعرف قيمة المياه التي تعمدنا فيها (أعمال الرسل 1: 5).